رفض بطريرك انطاكية وسائر المشرق للموارنة الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي تأدية دور المطران مكاريوس في قبرص والترشح لرئاسة الجمهورية اللبنانية لمدة سنتين لإخراج الوضع ممّا هو عليه.
وقال في ردّ على سؤال في هذا الصدد، إثر محاضرته بشأن أوضاع مسيحيي الشرق، في مبنى مجلس الشيوخ الفرنسي: “قبرص دولة روم أورثوذكسية أمّا لبنان فهو قائم على جناحيه المسيحي والمسلم ولا يمكنه تقليد النظام القبرصي. ولبنان ليس قبرص. وهناك نقطة مهمة جدا، حيث أنّنا نرفض ذلك لكوننا نفصل بين الدين والسياسة، ولهذا هناك العديد من المدنيين الذين يمكنهم إدارة شؤون الدولة، أمّا نحن رجال الدين فلدينا رسالة، وهي الدفاع عن المبادئ ولا نتدخل أبداً في القضايا السياسية. إذا شؤون الدولة هي من إختصاص المدنيين وليس رجال الدين”.
وأضاف: “ثمة العديد من رجال السياسة هم اهل لقيادة البلاد، ويكفي أن يحضر النواب للقيام بمسؤولياتهم وانتخاب رئيس للجمهورية”.
وفي رد على سؤال آخر، قال الراعي: “إنتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية أمر مهم للمنطقة بسب الموقع الجيوسياسي للبنان، فنحن أمام تعاون سياسي بين سنة لبنان والعربية السعودية وتعاون شيعة لبنان مع إيران. وبما أنّ هذين البلدين يتنافسان فان الانتخابات الرئاسية اللبنانية معلقة،المطلوب منهما تسهيل انتخاب الرئيس الجديد وليس تعيينه، ونحن نعول على بعض الدول الصديقة كفرنسا، على سبيل المثال، التي هي على علاقة جيدة مع السعودية وإيران من أجل إقناعهما بذلك”.
وتابع: “السعودية وإيران تريدان فرض هيمنتهما على المنطقة من خلال الوصول إلى البحر الأبيض المتوسط، وللوصول لتحقيق هذا الهدف يجب أن تتحالفا مع أفرقاء في العراق وسوريا ولبنان”.
وردا على سؤال بشأن أنّ الكرة في ملعب المسيحيين الذين لا يتفقون مع بعضهم البعض، قال الراعي: “جوابي هو أنّ لا ترشيح في انتخاب البابا أو لانتخاب البطريرك، ذلك أنّ كل كاردينال أو مطران هو مرشح يمكن انتخابه. وهذا يتضح في الاقتراع فقط. أما من يرمي الكرة في ملعب المسيحيين ويتوجه للبابا لاقناعه بانّ الكرة في ملعب المسيحيين فهو لا يريد إجراء الانتخابات وهذا ما قلته لقداسة البابا”.
وعن الرئيس المطلوب، قال: “نريد رئيساً يجمع اللبنانيين ولا يقسمهم نريده جسراً”.
وكان رئيس مجلس الشيوخ جيرار لارشيه إستقبل الراعي وبحث معه الأوضاع في لبنان والمنطقة، ثم حضر البطريرك حفلة إنشاد مريمي بعنوان “ماري، الطريق نحو الرحمة والوحدة بين الشرق والغرب”، في كاتدرائية سيدة لبنان للموارنة في شارع أولم أحيتها غادة شبير ودوروتيه بيرو وجوقة الأبرشية المارونية بقيادة الأب يوحنا جحا، ونظمتها جمعية “أصالة ورسالة”.
كما جرى التوقيع على كتاب البطريرك “مقاومة مسيحي من الشرق في قلب الفوضى” الذي صدر قبل أيام عن دار نشر “ألبان ميشال”، وهو كناية عن حوارات أجرتها معه الكاتبة الصحافية إيزابيل ديلمان.