كتبت صحيفة “الجمهورية” تقول: غريب أمر القوى السياسية، تعجز عن أبسط واجباتها في انتخاب رئيس للجمهورية، وتتباهى في الفوز بمختار في الأشرفية، أو بلدية في البقاع من بين عشرات البلديات. تتذرّع بمخاوف أمنية لعدم إجراء الانتخابات النيابية، وهي في الحقيقة لا تخاف إلّا على مناصبها ومقاعدها. سقطت الذرائع الأمنية الأحد 8 أيار عندما نزل المواطنون إلى صناديق الاقتراع لاختيار مجالسهم البلدية والاختيارية في بيروت والبقاع، فيما يستمرّ النواب في التقاعس عن النزول إلى المجلس النيابي لانتخاب رئيس للجمهورية، أو إقرار قانون للانتخابات النيابية. وقبل أن تعلَن النتائج الرسمية لانتخابات بيروت والبقاع، انهمكَ اللبنانيون في التدقيق في نتائجها السياسية، وحجم تصويت كلّ فريق ضمن تحالفاته، وأسباب انكفاء أعداد كبيرة من المواطنين عن الإدلاء بأصواتهم. وفي المقابل سارَع البعض إلى الترويج بالفوز في مكان والتعتيم على التعثّر في أماكن. تَعدَّد الرابحون، وكان أبرزهم الرئيس سعد الحريري الذي ضمنَ بحيوية لافتة انتصارَ المناصفة بين المسيحيين والمسلمين في العاصمة، والديمقراطية التي أعيدَت الروح إليها، ووزارة الداخلية والجيش وقوى الأمن التي وفّرت الأمن على رغم كلّ الأعباء.
واكبَت “الجمهورية” العملية الانتخابية منذ ساعات الصباح الأولى، وتوزّعَ مندوبوها على مختلف المناطق، خصوصاً تلك التي شهدت معارك حامية، حيث تركّزَت المعركة في بيروت بين “لائحة البيارتة” التي يَرأسها جمال عيتاني، المدعومة من تيار “المستقبل” والقوى الحزبية الأخرى، في مقابل لائحة “بيروت مدينتي” برئاسة المهندس ابراهيم منيمنة، والتي نواتُها من المجتمع المدني، وأظهرت النتائج الأوّلية فوز “لائحة البيارتة”، بعد يوم اقتراع طويل لم يشهد أيّ إشكالات تُذكر، فيما وصلت نسبة الاقتراع إلى 20.14 في المئة.
أمّا في الأشرفية، الصيفي والرميل فكانت المعركة على لوائح المخاتير، لكن اللافت كان تسجيل خلافات داخل صفوف “التيار الوطني الحر” نتيجة عدم التزام بعض قياديّيه بالقرار المركزي.
وبقاعاً أظهرت النتائج الأوّلية فوز لائحة “إنماء زحلة” برئاسة أسعد زغيب على لائحتَي “زحلة الأمانة” برئاسة يوسف سكاف، و”زحلة تستحق” برئاسة موسى فتّوش، بعدما وزّع “حزب الله” أصواته على “التيار الوطني الحرّ” ولائحتَي سكاف وفتّوش، وانقسام الصوت السنّي، وسط تراشق الاتهامات بالرشاوى واستخدام المال الانتخابي.
وفي بعلبك الهرمل فازت اللوائح المدعومة من تحالف “حزب الله” وحركة “أمل” في معظم المدن وخصوصاً في بعلبك والهرمل، بينما سُجّل يوم هادئ في عرسال التي تخطّت نسبة الاقتراع فيها الـ 60 في المئة.
كما واكبَت “الجمهورية” مجريات المعركة الانتخابية ورصَدت شكاوى المواطنين من غرفة العمليات المركزية في وزارة الداخلية .
ولا بدّ من انتظار إعلان النتائج الرسمية اليوم لقراءتها في شكل مفصّل وشامل لتوضيح الصورة بعيداً من الترويج والاستغلال السياسيين.