يمكن القول إن الدعم الكويتي لمشاريع التنمية في لبنان يحتفل هذا العام بيوبيله الذهبي، بعد مسار من القروض والهبات والمنح، لا سيما من خلال الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية، كان قد جرى توقيع أوّلها قبل 50 عاماً بالتمام والكمال.
لطالما تميّزت العلاقات الكويتية – اللبنانية بالدفء والتفاهم والتعاون الوثيق، وأوّل ما تجلى ذلك، على المستوى الاقتصادي، بتوقيع اتفاق قرض تنموي وقعه الصندوق مع لبنان سنة 1966، وكان الغرض منه تمويل محطة الكهرباء في جون.
على مدى نصف قرن من الزمن، بلغ عدد المشاريع الممولة من الصندوق حتى 30 أيلول الماضي 24 مشروعاً بقيمة 832 مليون دولار تقريباً، مضافاً إليها تقديم 8 مساعدات تقنية بقيمة تناهز 11,8 مليون دولار، و7 منح مقدمة من حكومة الكويت تقارب قيمتها 408 ملايين دولار.
المشاريع المدعومة كويتياً شملت قطاعات عديدة، من الكهرباء والمياه والنقل والطرق والهاتف والمطار والمياه والتعليم والصرف الصحي والمسالخ.
الكهرباء والهاتف والتعليم
في قطاع الكهرباء، تشمل المشاريع: محطة كهرباء جون سنة 1966، إعادة تأهيل محطات الكهرباء في لبنان شركة كهرباء قاديشا 1991، تحديث شبكة الهاتف المحلية 1992، إعادة تأهيل محطات الكهرباء في لبنان شركة كهرباء قاديشا 1995، مشروع تزويد بيروت الكبرى بالمياه المرحلة الأولى 1997، مبنى التعليم في بيروت 2002، مبنى التعليم في بيروت (قرض تكميلي) 2007، ومشروع تمويل تأهيل محطات توليد الكهرباء في الزوق والجية 2013.
النقل والطرق
في هذه المجالات الحيوية، شمل التعاون مع الصندوق الكويتي: مشروع الإهراءات في مرفأ بيروت عام 1968، مطار بيروت الدولي (لاحقاً مطار رفيق الحريري الدولي بيروت) 1995، مدخل بيروت الجنوبي: مشروع طريق الأوزاعي وخلدة – الكوكودي 1998، مدخل الساحلي الشمالي لبيروت (ضبية انطلياس) 1999، مشروع المدخل الشرقي لبيروت طريق الحدود السورية (المرحلة الأولى/ الحازمية صوفر) 2000، المدخل الشرقي لبيروت – طريق الحدود السورية (المرحلة الأولى/ الحازمية صوفر) 2008 طريق الكرك رياق 2015.
المياه والصرف والمسالخ
وفي قطاع المياه، تشمل لائحة التعاون: مشروع تزويد بيروت الكبرى بالمياه 1993، مدّ مياه الشرب في المتن وجرد عاليه واستكمال مشاريع اُخرى 2001، استجرار مياه نهر الليطاني إلى جنوب لبنان للري والشرب 2002، مدّ مياه الشرب في المتن وجرد عاليه (قرض تكميلي) 2006، مشروع سد القيسماني لمياه الشرب 2010، نظامان الصرف الصحي في مرجعيون والخيام وشقرا 2012، توفير مياه الشرب لزحلة وضواحيها 2014، استجرار مياه نهر الليطاني المياه للري وإمدادات المياه في الجنوب (منسوب 800 متر) 2015، ومشروع مسلخ طرابلس 2015.
المنح والمساعدة التقنية
إضافة إلى القروض الميسرة الطويلة الأمد بفوائد منخفضة، ثمة منح ومساعدات تقنية قدّمتها الكويت إلى لبنان، وبلغت قيمتها 11,8 مليون دولار، وشملت: مساعدة إدارية للدراسات والبرامج الزراعية عام 1992، برنامج تدريب لموظفي الحكومة في مجال الخدمة المدنية 1992، إنشاء وتجهيز 3 مراكز طبية 1996، برنامج تدريب لموظفي الحكومة في مجال الخدمة المدنية (المرحلة الثالثة) 1999، دعم مشروع إعادة إعمار مراكز طبية 1999، تمويل برنامج تدريب لموظفي الحكومة في مجال الخدمة المدنية (المرحلة الرابعة) 2002، دراسة جدوى اقتصادية لتطوير مطار رفيق الحريري الدولي بيروت، تمويل دراسات جدوى اقتصادية وتقنية لإضافة مولد «I5Mwz«».
المنح الحكومية والخاصة
ويُضاف إلى كل ذلك منح من الحكومة الكويتية تجاوزت قيمتها 408,77 ملايين دولار، وشملت: المراكز الطبية سنة 1994، مركز بربير الطبي 1999، مساعدات إنسانية في الجنوب 2000، ترميم محطة كهرباء تضررت من العدوان الإسرائيلي 2000، المساهمة في إعادة الإعمار في الجنوب 2000، المساهمة في إعادة إعمار لبنان 2006، بناء متحف بيروت التاريخي 2009. إضافة إلى منحة خاصة بقيمة تجاوزت 5,54 ملايين دولار عام 2006 لتمويل مشروع توسعة مستشفى النبطية الحكومي.
دعم النازحين
ونظراً للضغوط التي يعانيها لبنان من النزوح السوري الكثيف إلى أراضيه، جرى في 13 كانون الثاني الماضي، توقيع إتفاقية منحة لتمويل مشاريع لدعم النازحين السوريين بعنوان «برنامج رفع مستوى الخدمات العامة في المناطق اللبنانية المستضيفة للنازحين السوريين«، يقدم الصندوق بمقتضاها منحة 30 مليون دولار لتمويل عدد من المشاريع لدعم النازحين السوريين في المجتمعات المستضيفة لهم.
تهدف المشاريع إلى رفع مستوى الخدمات العامة في المناطق اللبنانية المستضيفة للنازحين السوريين في قطاعات الصحة، والتعليم، والشؤون الإجتماعية، والمياه، والنفايات الصلبة، من خلال تنفيذ مشاريع في تلك القطاعات لضمان إستمرارية تقديم الخدمات المطلوبة في المناطق التي تشهد تركزاً للنازحين فيها.
وسبق ذلك في 1 آذار 2015، التوقيع على إتفاقية منحة يقدم الصندوق بمقتضاها منحة 27 مليون دولار لتمويل عدد من المشاريع لدعم النازحين السوريين في المجتمعات المستضيفة لهم.
في المحصلة، يأتي الدعم الكويتي للبنان في شتى المراحل، لا سيما تلك التي أعقبت الحروب والأزمات، في سياق من الدعم الخليجي العام المهمن من دول مجلس التعاون، وتحديداً المملكة العربية السعودية والإمارات وعُمان وقطر والبحرين.