IMLebanon

“بِـ كَام الصّوت يا معلّم؟”

money

 

 

كتبت لينا فخر الدين في صحيفة “السفير”:

 

من غرفة التّجارة والصّناعة في زحلة، تحمّل أحد المندوبين المتجوّلين مشقّة الانتقال إلى قلم مار انطونيوس للموارنة في المدينة. تلقّى أمراً بنقل أحد المسنين من سيارة قريبه ووضعه على كرسيّ مدولب لإدخاله إلى مركز الاقتراع.

المهمّة كانت أصعب ممّا توقّع. الرّجل العجوز الذي يرتدي قميص نومه الصوفيّ يتلقّى أوكسجينا اصطناعيا من قنينة خاصّة. سريعاً، أوجد المندوب الحلّ، فنادى على زميله في الماكينة الانتخابيّة نفسها. أحدهم حمل العجوز على كرسيّه والثاني لحق به ممسكاً بقنينة الأوكسيجين.

“الصّوت شو غالي”، تتهكّم إحداهن، وهي تنظر إلى العجوز الذي تمّ إدخاله على الكرسيّ إلى خلف السّتارة. بقي لأكثر من دقيقة من دون حسّ ولا خبر. فتح المندوب جزءاً من السّتارة وسأله عمّا إذا كان قد أنهى “مهمّته السريّة”، ليجيب بأنّه لم يعرف ماذا سيفعل، فأتته الإجابة من الخارج: “حطّ الورقة اللي بإيدك بالظرف”. هكذا لم توفّر أي لائحة انتخابيّة أي وسيلة لكسب صوتٍ إضافي أو “نبش” مغتربين ومجنّسين وقاطنين خارج زحلة، حتى تروي إحداهنّ أنّ إحدى الماكينات الانتخابيّة أمّنت نقلها من صيدا إلى زحلة.

يعرف المراقبون الكثير عمّا حصل داخل مراكز الاقتراع، وكيف تمّ توزيع اللوائح ضمن الغرف وأمام الأعين. ويسمعون كيف يتمّ شراء الأصوات وكيف يقول أحد المندوبين لماكينته الانتخابيّة على الملأ: “أرسلت لك 25 شخصاً، قبّضهم وأرسلهم للتصويت”. يؤشّر أحدهم على ذلك الذي يتنزّه أمام مركز الاقتراع سائلاً بين الحين والآخر: “اديه صار الصّوت؟”، فيقرّر أن ينتظر المزيد من الوقت!