اشار المستشار والمحلل السياسي الدكتور هاني نصولي الى ان نسبة الـ 20% في الإنتخابات البلدية في بيروت توزّعت على “لائحة البيارتة” ولائحة “بيروت مدينتي” وعلى سائر المرشحين الآخرين، بحيث نالت لائحة “بيروت مدينتي” من 4 الى 5 % ولائحة “البيارتة” مدعومة من قوى 14 آذار ومن قوى 8 آذار 15%.
نصولي، وفي حوار تلفزيوني، قال: “بناء على هذه النتائج نجد أن الرئيس سعد الحريري ربح من خلال لائحة “البيارتة” بحدود الـ 8 % من ضمنها تحالفه مع فؤاد المخزومي والجماعة الإسلامية، وهنا تنحصر قوة الحريري بـ6% في بيروت وهي نسبة منخفضة”، مضيفا: “السؤال يكمن حول قوته المالية ومدى فعالية خبرة ماكينته الإنتخابية على مدى سنوات وإضطراره للنزول شخصياً “عالارض ليحطّ تقله”.
ولفت نصولي الى ان تدنِّي شعبية الحريري وتآكلها هو نتيجة حالة الغضب لدى المجتمع السني بعد أن تحوّلت بيروت من “جوهرة الشرق” الى “مزبلة الشرق” بسبب ممارسات المجلس البلدي السابق ومن أوصله، مشيرا الى ان المجلس يتحمل مسؤولية إنحدار المدينة وتقهقرها وتراجعها، وبالتالي على الحريري ان ينتبه من غضب الشارع السني الذي بدأ يشكل الظاهرة التي نراها .
واذ اكد اننا لم نشهد بعد وجود زعيم يحلّ محل الرئيس سعد الحريري أو ينافسه، لفت نصولي الى ان هناك ملامح زعامة لا يُستهان بها لدى الوزير أشرف ريفي في حال تم دعمه من دول المنطقة وخاصة من السعودية فهو سيشكل حالةً قد تُخيف سعد الحريري، واضاف: “هناك ملامح تدل على رضا السعوديين على نهج وخط اللواء أشرف ريفي السياسي لأنه ثابت وغير متقلب”.
ورأى نصولي ان المجتمع السني بطبيعته سلبي إنتخابياً وعندما لا يلاقي نموذجاً مغرياً يرضي طموحاته يلتزم الناخب السني بيته ولا يتوجه الى صناديق الإقتراع فهو ينتظر نموذجاً براقاً يجذبه، وما يَظهر يشير الى أن معطيات سعد الحريري غير براقة فوالده قال بيروت نريدها “جوهرة الشرق” لكن زعيم “تيار المستقبل” حوَّلها الى “مزبلة الشرق” وصرَّح أنه لم يكن موجوداً في لبنان خلال أزمة النفايات، لكن الموضوع لم يكن سراً خافياً وشبكة ال “سي إن إن” تناولته بما فيه الكفاية فلمَ لم يتحرك الشيخ سعد ولماذا لم يطلب من رئيس بلدية بيروت السابق بلال حمد أن يتحرك؟
ورأى ان استعداد الحريري للتحالف مع رموز من خارج خطه السياسي (مخزومي مراد الجماعة الاسلامية ميقاتي صفدي) هو دليل ضعف، لكن الاخير مستعد أن يقوم بهكذا خطوات ليربح المعركة.
واشار الى ان هناك دلائل ملحوظة في تعدد الأقطاب وفي وجود أكثر من زعيم على الساحة السنية، لافتا الى ان الحريري اليوم أمام مفترق طرق وعليه أن يعيد ترتيب وضعه ويُرضي الشارع السني ويطرح أفكاراً متقدمة عن النزاهة والديموقراطية.
وأردف نصولي: “هذا الشارع لا يقبل أن يغطّي الفساد وأن يقف ضد أنظمة ديكتاتورية في نفس الوقت فيما الحريري يفرض عليه نظرية “زي ما هيّ”.
وبحسب نصولي، فان النموذج المتقدم حالياً في الشارع السني كزعامة هو اللواء أشرف ريفي فهو يشكِّل النموذج الذي يستمد شعبية فعلية في الشارع السني وفي حال قامت المملكة العربية بدعمه فسيلعب دوراً هاماً جداً، لافتا الى ان بيروت تحتاج لزعيم يقدم نتائج فعلية على الأرض ولا تحتاج لزعيم لا يتمتع بكفاءة، وسأل: “من قال أننا مُلزمون بالإتيان بزعيم غير كفوء فقط لأنه من العاصمة فيما لدينا زعيماً جديراً بالمنصب وموجود في طرابلس؟
واذ شدد على ان كفاءة اللواء أشرف ريفي تنبع من نزاهته وإستقامته ومن مواقفه الثابتة، اكد نصولي ان لا أحد يستطيع أن يستخف بالشارع السني فتارةً تقول له: “أنا ضد “حزب الله” ثم بعد حين تتحالف معه، فهذا أمر غير مقبول ويؤدي حتماً لأن يفقد أهل هذا الشارع الثقة بزعيمهم ويرفضونه.
هذا، ورأى نصولي انه لو قام “حزب الله” بدعم لائحة “البيارتة” لكانت نالت أصواتاً أقل بكثير مما نالته وما كان أهل بيروت لينتخبوا، لافتا الى ان الحوار الحاصل بينهم وبين “تيار المستقبل” هو شكلي وليس له أي تأثير في الشارع السني نهائياً.
وفي الختام، قال نصولي ان “حزب الله” عليه أن يتفهم الشارع السني وأدبياته وهو لا يستطيع أن يذهب ليقاتل في سوريا ويحصل على تأييد ودعم السنَّة في لبنان.