كتبت فاتن الحاج في “الأخبار”:
لم يحسب نحو 155 راكباً اختاروا طيران الشرق الأوسط “الميدل إيست”، أنهم سيمكثون 18 ساعة في مطار دبي، على طريق العودة إلى بيروت. فالطائرة لم تقلع عند العاشرة إلا ثلثاً من صباح السبت الماضي، وفق ما كان مقرراً، بسبب عطل تقني طارئ، بحسب ما تبلّغ الركاب بعد ساعات من الانتظار.
إيمان حنينة، إحدى الراكبات، روت تفاصيل “الساعات الشاقة” التي بدأت بإعلان التأخير لمدة ساعتين، ومن ثم زيدت عليهما ساعة ونصف ساعة، في وقت غاب فيه مدير المحطة فادي محفوظ عن مقابلة المسافرين ليصل بعد أربع ساعات ويعزو التأخير إلى عطل تقني، مؤكداً إمكان جاهزية الطائرة بعد ساعة ونصف ساعة، قبل إعطاء وعد أكيد بالإقلاع بعد 20 دقيقة.
ثم مضى وقت قصير، خرج بعده محفوظ ليعلن عدم تمكن الطائرة من الإقلاع حرصاً على سلامة المسافرين. وهنا لفتت حنينة إلى “أننا وعدنا بتحويلنا إلى طيران الإمارات على متن الرحلة التي ستنطلق عند السابعة والربع من صباح الأحد. وبعد أخذ ورد، كان القرار بالتوجه نحو صالات “مرحبا” التابعة لطيران الإمارات، بعد رفض صالة sky team lounge استقبالنا على الدرجة الاقتصادية”.
في هذا الوقت، رفض طيران الإمارات استقبال تذاكر المسافرين إلا بعد حجز تذكرة عودة على نفقتهم الخاصة، فيما فقد الاتصال تماماً مع كل موظفي “الميدل إيست”، واضطر المسافرون، كما تؤكد حنينة، إلى اللجوء إلى شرطة مطار دبي. في هذه الأثناء، حجز نحو 50 شخصاً من الركاب تذاكر العودة على حسابهم الخاص ودفعوا بين 300 و400 دولار أميركي.
تُرك المسافرون صغاراً وكباراً من دون سؤال أو اهتمام مع تغييب تام لأية معلومة، بحسب تعبير فيرا حداد (إحدى الراكبات التي تقول إن الميديل إيست كانت دائماً خيارها الوحيد للطيران). وقالت حداد: “رحنا نزجي الوقت وقد أخذ التعب منا كل مأخذ، إلى أن وصل أحد المسؤولين في مطار دبي وأبدى اعتذاره لما حصل ووعدنا بتسهيل عودتنا، في وقت فوجئ فيه الركاب بنفي المسؤول في “الميدل إيست” وجود فندق في المطار، مع العلم بأنه يوجد فندقان، واحد داخل المطار، والثاني خارجه ولكن تابع له”.
المفارقة التي اكتشفها المسافرون بعد استشارة قسم الجوازات في المطار، كانت، بحسب حداد، أنّه كان يمكن إيداع جوازاتهم لدى قسم الجوازات، والحصول على بطاقة خروج موقتة للتوجه إلى فندق “ميلينيوم” خارج المطار، مع تعهد من “الميدل إيست”، وذلك لتخفيف معاناة الجلوس على الكراسي وافتراش الأرض في تلك الليلة، إلا أن ذلك لم يحصل، إلى أن أتى الفرج عند الثانية إلا ربعاً من بعد ظهر الأحد، حيث استقلوا الطائرة المعطلة نفسها بعد تصليحها.
بعيد الحادثة، وقّع نحو 80 راكباً كتاباً موجهاً إلى رئيس مجلس إدارة الشركة محمد الحوت أكدوا فيه متابعة حقهم القانوني عبر القضاء اللبناني، مطالبين الشركة باتخاذ الإجراءات المناسبة التي تعوض ما لحق بهم مادياً ومعنوياً نتيجة التسويف والمماطلة في إعلام المسافرين بالمستجدات، والتأخير عن إعلان إلغاء الرحلة والغياب عن السمع والإهمال التام للركاب، ما ولد لديهم شعوراً بالإهانة.
في المقابل، شرح مصدر في “الميدل إيست” لـ”الأخبار” أنّ “العطل التقني وارد دائماً في رحلات الطيران، والشركة قامت بكل ما عليها لمساعدة ركابها، إلا أنها اصطدمت برفض طيران الإمارات نقلهم بحجة أنّه ليس هناك أماكن شاغرة، وهذا لم يكن صحيحاً”. وإذ ذكّر المصدر بأن الشركة حائزة أفضل جائزة بدقة المواعيد في مطار دبي تحديداً، شرح أنّ من كان يملك إقامة استطاع أن يخرج من المطار، ومن كان لا يملك إقامة “ما كنت قادر اعملّو شي”. لكن ماذا بالنسبة إلى الذين دفعوا وعادوا على حسابهم الخاص؟