عقد محافظ مدينة بيروت القاضي زياد شبيب، مؤتمرا صحافيا في مبنى البلدية لمناسبة المئوية الأولى لميدان سباق “بارك بيروت” تحت عنوان “بارك بيروت… ميدان لكل الألوان يتجدد ساحة للرياضة والثقافة والفن”، وسيفتتح البارك السبت في 14 من الجاري. وحضر المؤتمر نقيب الصحافة عوني الكعكي، نقيب المحررين الياس عون، نائب رئيس المجلس البلدي المنتهية ولايته نديم بو رزق، عضو المجلس ايلي حاصباني، واللجنة المنظمة.
وألقى شبيب كلمة أشار فيها إلى “أن المنظمين ليسوا من هواة المراهنة على سباق الخيل، بل هم من محبي بيروت وتراثها ومن الغيارى على الحفاظ على مساحاتها العامة”. وقال: “إن أهمية الاحتفال بمرور 100 عام تعود إلى أهمية ميدان سباق الخيل التاريخية والتراثية، ورغم الظروف الصعبة التي يعيشها البلد”.
وأضاف: “لبنان بلد عريق، تراثه وتاريخه يعودان إلى آلاف السنين، بغض النظر عن أوضاعه الأمنية والاقتصادية والسياسية. وبالعودة إلى ميدان سباق الخيل، فهو جزء من بيروت وتراثها يعود إلى العصر الروماني، ولقد أنشأه أحد أبناء بيروت عام 1916 بعد إعطائه الامتياز لذلك. ورغم كل الصعوبات التي واجهها وكل ما مر عليه من حروب، لا يزال ميدان سباق الخيل يستقبل نشاطات مختلفة كل سنة، وهذا أمر إيجابي. أما السلبي في هذا السياق فيكمن في تراجع إقبال الناس عليه وعلاقاتهم به، التي يفترض أن تكون علاقة انتماء”.
وتابع: “نغتنم فرصة مرور 100 عام على تأسيس هذا الميدان لإعادة الاعتبار إلى فكرته الرائدة التي وردت لدى مبدعين من أهل بيروت منذ ذلك الزمن، فهذا المكان لا يزال قائما وحيا وناشطا. ولذا، سنردم هذه الهوة بينه وبين الناس في بيروت وسنفتح أبوابه أمام الجميع، لأنه للجميع ولكل الألوان”.
وأشار إلى “أن ميدان سباق الخيل يتضمن نشاطات عدة تتعلق بالخيول، مثل سباقات التحمل وقفز الحواجز ومسابقات جمال الخيول، إضافة إلى سباقات الخيل التقليدية. وسنعمل أيضا على تطويره ليضم نشاطات أخرى”.
وقال: “إن الملك العام هو للعموم بكل ما للكلمة من معنى، أي لكل الناس، وليس لمن يتولون إدارته. ونحن نعمل على تطبيق هذا المفهوم وترسيخه، وقد بدأنا بذلك في مناسبات سابقة. فقد قمنا بفتح حرج بيروت للعموم يوما في الأسبوع من دون إذن مسبق، ونعمل كي يطبق هذا الأمر يوميا، وهذا يتزامن مع مشروع تطوير الحرش وتحديثه وتجهيزه، بعدما أقر المجلس البلدي في بيروت دفتر شروط هذا التطوير. أما في ما يخص شاطئ الرملة البيضاء، فلقد اتخذ القرار بمنع أي عوائق تحول دون وصول الناس إلى الشاطئ”.
وختم شبيب: “لن تكون هناك فوقية في التعامل مع موضوع المساحات العامة وكيفية إدارتها، إذ ستتخذ القرارات بالتعاون مع الناشطين من المجتمع المدني في هذا المجال، كما تم الأمر في المرة السابقة عندما تم فتح حرج بيروت. ونحن ندعو كل الراغبين إلى تقديم أفكارهم وتصوراتهم حول المساحات العامة، ومستعدون لتلقيها واتخاذ القرارات المناسبة في شأنها”.
وفي الختام، عرض المنظمون تفاصيل الاحتفال السبت المقبل وبرنامجه.