بغض النظر عما اذا كان بعض ساسة الدول الكبرى يؤمنون بظواهر التغير المناخي ام لا، الا ان الوقائع اليومية واجهزة الرصد العلمية تؤكد ان كوكب الارض يمر بمرحلة من التغيرات المناخية لا سابق لها في التاريخ الحديث. فمنذ بداية العام الجاري حصلت كوارث طبيعية عدة بينها زلازل قوية في الاكوادور واندونيسيا واليابان وفيضانات متكررة في الهند ونيبال وبنغلاديش وتقلبات راديكالية في درجة حرارة الطقس في عدد كبير من البلدان بين ليلة وضحاها واحيانا بين ساعة واخرى تنخفص الحرارة فجأة او تعلو فجأة درجات عدة. وعلى الرغم من ان مؤتمر المناخ الاخير الذي عقد نهاية العام الفائت في باريس جمع وعودا كثيرة واوصل الى عدد من الاتفاقيات الجديدة الا ان الكلام على الورق شيء والفعل شيء آخر.
فقد اضطر سكان عدد من جزر سليمان الى مغادرة السواحل الى الاماكن الاكثر ارتفاعا وسط الجزر وذلك بسبب ارتفاع منسوب مياه المحيط الهادئ الذي ابتلع مؤخرا 5 جزر صغيرة بالكامل.
واكد علماء استراليون مطلع الاسبوع الجاري ان خمس جزر غير مأهولة من ارخبيل جزر سليمان اختفت تماما عن خارطة اليابسة بعدما غمرتها مياه المحيط الهادئ، بينما تعاني 6 جزر اخرى كبيرة من ارتفاع كبير في منسوب المياه ما دفع السلطات الى اخلاء اهالي السواحل الذين دمرت المياه قراهم ونقلهم الى المواقع المرتفعة وسط تلك الجزر. وتراوح مساحة الجزيرة الواحدة من الجزر الخمس التي غرقت تماما ما بين هكتار واحد و5 هكتارات.
وتشمل جزر سليمان، التي تبعد نحو الف ميل عن الشاطئ الشمالي الشرقي لأستراليا، مئات الجزر ويبلغ عدد سكانها حوالى 640 الف نسمة، وهي واحدة من الدول الـ 175التي وقعت في نيسان الفائت على اتفاقية المناخ التي تم التوصل اليها في مؤتمر بارباريس نهاية العام الفائت وهي تستفيد بالتالي من الصندوق الاخضر للمناخ التابع لمنظمة الامم المتحدة.
ويحاول الباحثون تحديد الاسباب الرئيسية لارتفاع منسوب المحيطات، وكانوا حذروا في السابق من ان ذوبان الجليد في مناطق القطبين الشمالي والجنوبي وايضا في المناطق الباردة مثل غرينلاند من ابرز هذه العوامل. ويعتقد على نطاق واسع ان عمليات التنقيب على النفط التي تقوم بها دول كبرى وبخاصة روسيا في المياه القطبية الشمالية تؤثر بشكل كبير على عملية ذوبان الجليد الذي بدوره يرفع منسوب مياه البحار والمحيطات.
أما حرائق كندا الكارثية التي أمكن السيطرة عليها في الساعات الماضية، فقد حولت الاشجار في غضون ساعات من مكون بيئي صحي الى ملوث مؤقت للجو، والتهمت مساحة شاسعة من اللون الاخضر تقدر بـ1610 كليومترات مربعة. ولم تتمكن حكومة مقاطعة البرتا سوى ايجاد نقطة ايجابية واحدة امس لدى قيامها بإحصاء الخسائر التي تسببت بها الحرائق هي انها لم تؤد الى خسائر بشرية باستثناء شخصين فقط قضيا في حادث سير خلال فرارهما من منزلهما، كما ان الحرائق لم تأت سوى على 10 في المئة فقط من العمران والبنى التحتية في مدينة ماكموراي المنكوبة. وكانت حكومة البرتا اعلنت حالة الطوارئ وخصصت 100 مليون دولار كندي لاكثر من 80 الف شخص تم اخلاؤهم من المنطقة التي هددتها الحرائق. وكشفت بالامس عن الجدول الزمني الذي ستبدأ على اساسه عملية اعادة الاهالي الى بيوتهم على مدى اسبوعين.