أكّدت مصادر قريبة من الأمين العام السابق لـ”حزب الله” الشيخ صبحي الطفيلي في بلدة “بريتال” التي شهدت تنافساً حاداً بين اللائحة المدعومة من العائلات في مواجهة لائحة الحزب، أنّ الشيخ نعيم قاسم كان يُدير عبر عدد من القريبين منه عملية الانتخاب وبأمر قيادي جرى توزيع المال الانتخابي على مرأى ومسمع من الجميع لكن من دون حسيب أو رقيب.
وتشدّد المصادر نفسها في حديث لصحيفة “المستقبل” على أنّ الوضع السوري وغرق “حزب الله” في الحرب السورية دفعه ليهتم أكثر في إطفاء الأصوات المعارضة عبر استخدام المال السياسي، ومحاولة تشتيت الصوت السني وكذلك المسيحي عن طريق ضمّ عائلات سنية ومسيحية إلى لائحته. وفي هذا السياق يُمكن ملاحظة أنّ الحزب عجز عن تطويع المجتمع المحلي، في حين قابله نجاح المجتمع المدني في فرط “حزب الله” داخل العديد من القرى والبلدات حيث تنافس عدد من مرشحيه في لوائح متقابلة.
من جهته أكّد رئيس لائحة “بعلبك بالقلب” رئيس البلدية السابق المحامي غالب ياغي لـ”المستقبل” أنّ “المال الإنتخابي لعب دوره في العملية الإنتخابية وأنّ الحزب الذي حرم المدينة وأهلها من الإنماء والمساعدات طيلة السنوات الماضية، حاول إستمالتهم بالأمس عبر ماله “النظيف”، وهو إن نجح في بعض الأمكنة لكنه فشل في أمكنة اخرى خصوصاً وأن هذه الفئة الاخيرة قد لمست بشكل لافت مدى تراجع حجم الإنماء في المنطقة لصالح الحرب التي يخوضها الحزب في سوريا، فقد جاءت هذه الحرب لتقضي على آمال أهالي بعلبك والهرمل بالعيش بأمن وأمان على عكس الأيام هذه التي لا يمر فيها يوم إلا ويُشيّع خلالها عدد من أبنائنا واخوتنا”.
وتابع: “إنّ مصادرة قرار المدينة من قبل “حزب الله” منذ عام 2004 أدّى إلى تراجع المدينة السياحية الأثرية، مدينة المهرجانات والحياة، فالتفلت الأمني والفوضى حوّل المدينة التي كانت تضجّ بالحياة إلى مدينة شبه خالية حتّى من أبناء جوارها الذين أصبحوا يخافون زيارتها. إبن بعلبك الذي يسكن في المدينة يخشى القدوم اليها خشية تعرضه إما للسرقة أو للضرب أو حتى للقتل على يد بعض المحازبين، لذلك صرختنا بوجه لائحة التحالف هي من أجل التغيير لتحسين الوضع الاقتصادي والاجتماعي والأمني في المدينة”.
ويختم ياغي حديثه بالقول: “مما لا شك فيه أنّ “حزب الله” مارس ضغطاً كبيراً على أبناء بعلبك والهرمل، وقد استغلّ عوز البعض وحاجاتهم وهو كان يُعد العدّة لمثل هذه الساعة منذ زمن لأنّ المال الذي استحضره لم يكن وليد ساعته، ومن هنا قد تأكد للجميع أنّ الإنتخابات البلدية بالنسبة الى الحزب تشبه الى حدّ بعيد حربه في سوريا التي يدخر لها المال بشتّى الطرق. كل هذا التجييش العنصري والتهديد اللذين لا يليقان لا بالمدينة ولا بأهلها ولا حتّى بتاريخها، قد أصدره الحزب بتكليف “إلهي” بعد أن لمس تغييراً واضحاً في المزاج البقاعي لغير صالحه وهذا ما سوف تثبته السنوات المُقبلة”.