Site icon IMLebanon

خاص: كلوفيس الخازن… مأسسة وإنماء لعجلتون بشراكة دولية

 

تقرير رولان خاطر:

تتحضّر بلدة عجلتون لمعركة عائلات يحاول البعض إقحام السياسة فيها. لائحتان تتنافسان. لائحة “عجلتون الوفاق” يترأسها الشيخ كلوفيس الخازن، ولائحة “الانماء” يترأسها خليل مراد لمدة ثلاث سنوات ليأتي بعدها نائبه ناجي صفير في الثلاث الأخرى مع نائب رئيس جديد، وبخلفية واضحة: تقاسم الحصص والمناصب.

عجلتون “ضيعة” تتوسط جرد وساحل كسروان. بلديتها الحالية تسعى بكل جهد للمحافظة على جو “الضيعة” وعلى التآالف بين أبنائها، والأهم على الشراكة بين البلدية والناس.

معلوم، أن عهد الشيخ الخازن لم يبدأ كغيره من العهود. فبعد أن فاز بالانتخابات البلدية في العام 2010 (9 أعضاء مقابل 3 للائحة المنافسة) تعرضت الانتخابات للطعن. توقف العمل في البلدية لسنتين، وبعدها تقرر إعادة إجراء الانتخابات البلدية في البلدة، حيث حقق الخازن فوزا كاسحاً للائحته، التي عملت في المجلس البلدي للسنوات الأربةع المتبقية من الولاية البلدية. إلا أن هذا الأمر لم يساعد الخازن وفريق عمله على إكمال مشاريعهم وخططهم حتى النهاية، لذلك، يتحضرون الآن لمعركة ديمقراطية جديدة للحصول على ثقة ابن عجلتون وإكمال المسيرة.

الخازن يعرف جيدا واجباته تجاه “الضيعة”، والتجارب التي مرّ بها، والأخطاء علمته حسن سير التخطيط والتوجيه. بدأ يعمل على مأسسة البلدية، وهو ما طبع ولايته بشكل مؤسساتي فنظّم كل المعاملات بعد أن وصل الى بلدية لا ورقة فيها! وحوّل البلدية الى كتلة نشاط لا تهدأ، تنتج من اجل ابن عجلتون، فأحاط نفسه بقوات دعم، بدأت مع المجتمع الأهلي والمدني وصولا إلى المنظمات غير الحكومية والدولة الايطالية.

يقول الخازن: “تعاملنا بشكل وثيق مع الدولة الايطالية ومع الاتحاد الأوروبي، أنشأنا مجلس بلدي للأطفال، واتجهنا إلى تحقيق “التوأمة”، ومن خلالها، المشاريع العمرانية والتنمية الثقافية والاجتماعية”.

 

 

يضيف: “حصلنا على مبلغ 90 ألف يورو لبناء صالة تعنى بنشاطات الشبيبة التي يقومون بها، إن فيما يتعلق بالمعارض أو المحاضرات أو نشاطات موسيقية وغيرها، وهنا، إشارة إلى أنّه يتمّ العمل على إنشاء فرقة موسيقية من الأطفال، لتنمية قدراتهم وتنشيط شغفهم نحو الثقافة والموسيقى.

وفيما يتم العمل على إنشاء مركز ثقافي للشبيبة، عمدت البلدية إلى تأمين دورات تدريبية في الاسعافات الأولية من قبل الصليب الأحمر اللبناني لنحو 120 شابا وشابة من البلدة.

الخازن يراهن على عنصر الشباب، وتعبيد طريق المستقبل امامهم، فعمد إلى تأسيس اتحاد شبكة “المجالس البلدية” الذي يعنى بمجالس بلدية الأطفال في لبنان المدعوم من الايطاليين، كما شارك في تأسيس مختبر “المدن الصديقة للأطفال” ووضع دفتر شروط لمجالس بلدية الأطفال.

عمد مجلس بلدية عجلتون إلى توقيع اتفاقيات مع جمعيات محلية ودولية للاهتمام بأطفال بلدته، منها على سبيل المثال، جمعية HIMAYA، التي تهتم بالطفل وحمايته من العنف الأسري ومركزها في البلدية وتعالج المواضيع التي تطرح امامهم. Justice sans Frontiere، والتي من المعروف انها تهتم بحقوق الانسان.

وفيما تركز البلدية أيضًا على الخدمات الطبية، أوضح الخازن انه خلال السنوات الأربعة الماضية تم صرف مبلغ 230 الف يورو من قبل الايطاليين على إنماء الشباب بالتعاون مع بلدية عجلتون وغيرها من البلديات، واليوم بعد طرح مشروع شبكة التواصل بين مجالس بلدية الأطفال، ووضع نظام متكامل لهذه المجالس، أعطى الايطاليون موافقتهم على تقديم مبلغ يصل إلى مليون يورو لآنجاح هذا المشروع، وخلق نوع من التوأمة مع البلديات في ايطاليا على مستويات عدة.

 

 

الانماء بالنسبة للشيخ الخازني لا يقتصر فقط على الحجر، فمن الضروري أن يطال البشر أيضًا. لذلك بدأ العمل على تطوير العلاقة بين البلدية والمجتمع الأهلي ومع منظمة Arc en ciel، و”هذا التعاون أنقذ عجلتون من أزمة النفايات التي ضربت المناطق اللبنانية كافة، وإلا لكنا بأزمة كبرى، ففي حين ارتأينا حل أزمة النفايات من خلال الفرز من المصدر، عمل المجتمع الأهلي على تسويق الفكرة وتأمين الدعاية، فساعد هذا الأمر كثيرًا في تخفيض كمية النفايات”.

والمفارقة أن بُعد النظر الذي يميّز الخازن جعل عجلتون تبدأ عملية الفرز من المصدر قبل سنتين من أزمة النفايات، حين باشرت عمليات توعية لجميع الساكنين ضمن النطاق البلدي، ما أعطى نتائج ممتازة جعلت عجلتون تتجنّب أي مشاكل بيئية خلال أزمة النفايات.

لم يهمل الخازن المنحى البيئي لبلدة عجلتون، وفي هذا الإطار، بدأ مجلس بلديته بتنفيذ مشروع الحديقة العامة، والأهم أنه أنجز الجزء الأول منه المتعلق بالحمامات العامة، مع إنشاء محطة تكرير تتطابق مع المواصفات البيئية المفروضة، وهو أمر مفقود لدى بلديات كبرى عدة، وبات ضرورة في عصرنا اليوم.

من المنظمات غير الحكومية التي تتعاون معها بلدية عجلتون على المستوى البيئي منظمة Sept المتخصصة بالبيئة والتنمية المستدامة، LRI  التي تعنى بحماية الأحراش والمساحات الخضراء. وأشار في هذا الاطار إلى وجود نوع من تواصل مع مؤسسة رينه معوض لمعرفة كيفية الاستفادة من تقديمات USAID.

 

 

الخازن أكّد أنّ هناك استراتيجية متكاملة لأنماء وإحياء عجلتون، خصوصا انها تحوي ما يعادل نحو 23 الف نسمة. من هنا، يتم العمل على إنشاء “ساحة عجلتون” والحديقة التي تمنح السكان نوعا من الراحة والالتقاء مع بعضهم والدردشة.

ويؤكد أن استعراض القوة بالنسبة اليه يبدأ بالانماء، ولا شيء آخر. على الرغم من المداخيل المحدودة والثابتة منذ عشرين سنة، كان التحدي كبير لصيانة البنية التحتية للبلدة، خصوصاً مع حركة العمران التي شهدتها البلدة، إضافة إلى كثافة مرور الشاحنات والسيارات على طرقاتها.

من المشاريع التي قام بها المجلس البلدي، ترقيم الشوارع، وضع دراسة لشبكة صرف صحي تتصل بمحطة تكرير، تم تأمين الأموال اللازمة لها من قبل الايطاليين أيضاً، ووافق مجلس النواب عليها ومجلس الانماء والاعمار، وهي تتشارك مع بلونة وجعيتا والزوق، والمحطة موجودة في المخاضة، والفضل في ذلك يعود إلى تعاون البلدية مع مجلس الانماء والاعمار.

من المشاريع التي قامت بها البلدية ايضاً، تنفيذ مستديرات في البلدة، ويتمّ حاليًا دراسة لتنفيذ 4 مستديرات على مدخل عجلتون جهة المدرسة المهنية، مفرق الثانوية الرسمية الجديدة حي ابي شاكر، مطعم الحلبي ـ Toline، طلعة دير القديسة تيريزا ـ Floridor، صيانة وانشاء طرقات جديدة، وتزفيتها، في ظل غياب وزارة الاشغال عن تنفيذ بعض الأعمال. إنارة الطرقات. صيانة وإشاء جدران دعم. صيانة دائمة للكهرباء وتركيب أعمدة إنارة تعمل على الطاقة الشمسية في ساحة البلدة.

 

 

على مستوى البلدية

عمل الخازن على تنمية وتوعية الموظف في البلدية على دوره، وعلى مكننة الملفات، فتم أرشفة ومكننة أكثر من 300 ملف تتضمن نحو 8 آلف وثيقة. مكننة سير المعاملات لابعاد عامل الروتين الاداري وتنظيم معاملات المواطنين وتسريعها، وهو أمر يساعد على إدارة ومراقبة ومحاسبة كل الوحدات الادارية ضمن منطق تعزيز الشفافية.

تطوير نظام المعلوماتية على مستوى المحاسبة الذي يساعد على معرفة عمليات الموازنة من إيرادات ونفقات في إدارة الأموال العامة وتعزيز الثقة مع المواطنين ومع المؤسسات العامة الأخرى في الدولة وفي طليعتها ديوان المحاسبة.

تمّ تفعيل نظام (GIS) نظام المعلومات الجغرافي البلدي، الذي على متابعة عمليات التحقق والتحصيل لرسوم القيمة التأجيرية ورسوم الاعلانات، كما يظهر البنى التحتية للبلدة.

تمّ شراء آليات خاصة بلدية عجلتون منها ونش، سيارات شرطة، محدلة وغيرها. كما تم إنشاء مركز لشرطة البلدية، وتأمين حراسة 24/7، مع إجراء إحصاء للأجانب بشكل دوري.

ويؤكّد الخازن أنّ أبوابه مفتوحة لسكان عجلتون وللمقيمين فيها من دون تمييز مع احد.

التراث

جزء من فكر مجلس بلدية الخازن المحافظة على التراث وعلى الطابع القرميدي والصخري في ظل ثورة “التحضر” التي تطبع المدن والمناطق. وضعت البلدية بعض الشروط لحماية هذا التراث في عجلتون، ويتم التعاون مع منظمات NGO تعنى بتنمية البيئة والتشجير والحفاظ على المساحات الخضراء. وتمّ توقيع اتفاقية توأمة مع بلدية “Giffoni Sei Casali”، الايطالية المشهورة بمعالمها الأثرية.

 

 

السياسة

في الجانب السياسي، يؤكد الخازن أنّ معركته معركة عائلات، ولو أنّ لكلّ شخص لونه وميوله السياسية، ولكن المعركة من المفضل أن تبقى إنمائية وعلى أساس عائلي من دون إدخال الجانب السياسي. مع العلم أنّ لائحة التي يترأسها الخازن تضمّ من كلّ الألوان السياسية لكن من دون أي تبني سياسي لها من قبل أي فريق حزبي، فيما اللائحة الأخرى المناوئة فهي مدعومة من منسقية “التيار الوطني الحر” في كسروان الذي أعلن صراحة تبنّيه لها.

عجلتون بحسب الخازن في العام 2022 ستكون ناضجة بتفاعلها مع المجتمع الدولي ومع المجتمع المدني والأهلي. ناشطة لناحية الانماء والتنمية الثقافية. تسير نحو تقدم نحو بنية تحتية أفضل ومركز أفضل للبلدية الذي لم يعد يتّسع لأحد.

هناك ثقة كبيرة بنيت مع المؤسسات غير الحكومية والمؤسسات المانحة ومنظمات المجتمع المدني، ومع الدولة أيضاً، لذلك فإنّ التجاوب مع مطالب البلدة يكون سريعاً ومبنيًا على خلفية هذه الثقة، وهذا ما يساعدنا على نقل عجلتون من حالة إلى أخرى، وتحسينها نحو الأفضل.

 

 

أحاط الشيخ الخازن نفسه بمجموعات دعم، تبدأ بأهله وفريق عمله، وصولا إلى المنظمات الحكومية وغير الحكومية، والمجتمع المدني وغيره. اختار أشخاصًا تستطيع أن يكون لها دور فعال في المستقبل لانماء عجلتون بالحجر والبشر. الدعم السياسي لا يخيفه، لأن أبناء عجلتون واعون وأوفياء لمن يعمل بضمير ووجدان لمصلحة البلدة. سيختارون بحسب الثقة ولمستقبل أفضل لعجلتون.

من هنا، فإنّ أبناء عجلتون أمام خيارين لا ثالث لهما. خيار فريق مكث 12 عاماً في البلدية من دون أن يطبع أي بصمة في العمل الانمائي والاجتماعي للبلدة، وخيار فريق آخر، حورب منذ بداية دخوله معترك الشأن العام، لكنه اثبت بفعل الصدقية والتصميم والمثابرة على مواجهة كل التحديات، وخلق شبكة امان لبلدة عجلتون وابنائها، وهو مصمم على خوض معاركه حتى النهاية من أجل استكمال المشروع الذي بدأه حتى النهاية. فأي خيار سيعتمده أبناء عجلتون يوم الأحد 15 أيار؟؟