كتب رضوان عقيل في صحيفة “النهار”:
ترك حزب الوطنيين الأحرار الخيار لمحازبيه في نسج تحالفاتهم البلدية في المناطق التي ينتشرون فيها من دون ان تتدخل القيادة في اسقاط القرارات عليهم. ويبدي رئيس الحزب النائب دوري شمعون ملاحظات على الطريقة التي يعتمدها تحالف النائب ميشال عون والدكتور سمير جعجع قائلاً إنهما ” قسمانا في الحرب ويتقاسماننا في السلم”، في اشارة الى عدم رضاه على سياستهما وطموحهما اللامحدود إلى السيطرة على القرار المسيحي ومحاربته في عقر داره دير القمر.
ويعترف شمعون ان الانتخابات البلدية تساهم في الحفاظ على وجه الديموقراطية في لبنان بعد السقوط في “فحص الانتخابات النيابية” ورئاسة الجمهورية، وأياً تكن النتائج في بيروت والمناطق فإنه يراها مقبولة”على الرغم من خروج بعض الامور عن قوانين اللعبة. ونحن في النهاية في لبنان ولسنا في سويسرا “. ويقول ان العملية الانتخابية تحتاج الى امكانات وارقام مالية كبيرة” وهذه غير متوافرة عند حزبه “ونحن نمشي على الشمعة”.
وهو يولي عناية خاصة لدير القمر التي استنفر لها بعدما لمس ان لائحة مكتملة ستقف في وجهه وتألفت من العونيين و”القوات اللبنانية”. واتفق والوزير السابق ناجي البستاني على تأليف لائحة برئاسة السيد فادي حنين.
وعند سؤاله لماذا لم يفرش بساط التوافق في البلدة؟ يجيب: “لم يسألونا رأينا بل قرر القيمون على اللائحة المضادة لنا السير بالمعركة وتنبهت للأمر لانني اعرف ما كانوا يحضرونه. وانا في الاساس لا يمكن ان اتعاون مع لائحة تضم عونيين حتى لو البسوهم الالماس”.
ولم يفاتحه النائب جورج عدوان بالموضوع سوى بسؤاله “هل اتفقت وناجي البستاني؟”، فأجابه بـ “نعم”.
ويضيف “نحن نعمل في دير القمر والآخرون ايضا ولا تمارس اي ضغوط على العائلات، وانا سرت على نمط ان البلدة ليست ملكا لاحد. وكل شخص حر في افكاره وخياراته ولا أميّز بين من يكون معي وبين من لا يؤيدني، وعلى ابناء البلدة ان يفكروا بمن يخدم دير القمر اكثر”.
وأين يقف النائب وليد جنبلاط في دير القمر؟
يرد شمعون:” جماعة وليد بك يعملون ضدي ويدعمون اللائحة الثانية. وفي خلاصة هذه المواجهة ستكسب لائحتي وهي مؤلفة من اشخاص يستحقون عن جدارة ان يكونوا في المجلس البلدي. واخاطب الناخب الديري بمثل يردده الإنكليز:”الشيطان الذي تعرفه أفضل من الشيطان الذي تجهله”.
من جهة اخرى يتوقف شمعون عند هجوم عون وجعجع للسيطرة على المسيحيين وقرارهم ويقول إنهما “يعملان على التفرد بالقرار السياسي ومصادرة الاخرين. وفي نهاية الامر قلنا لهما برافو على المصالحة، لكنهما يعملان من خلالها على الاطباق علينا”.
نسأله: هل أظهرت معركتهما في زحلة انهما لن يوفرا شخصية من المسيحيين في طريقهما إلى الانتخابات النيابية المقبلة، ومن بوابة دير القمر البلدية يوجهان لك رسالة نيابية؟
يرد شمعون: “هذا ما يخشاه المسيحيون. وفي نهاية الأمر لن تخدمهم هذه السياسة، وهدفها ان يجلس ميشال عون على الكرسي. هما لم يحترما خصوصية موقعي في دير القمر، ولو تمكنا (سياسيا) من قطع رأسي لما قصرا”.
وهل يتقاسم جنبلاط معه هذا الشعور؟ اجاب “لم افاتحه بهذا الموضوع. وهل تتصور ان جنبلاط يعشق عدوان وجعجع وعون؟ اسأله”.
يشار هنا إلى أن جنبلاط استضاف في المختارة الاسبوع الفائت شمعون وعدوان والبستاني الى غداء في حضور وفد فرنسي، وكل ما فعله انه حمل كاميرته وصورهم وطلب إلى النائب مروان حمادة ان يجلس بينهم كـ “قوة فصل”، ولم يدخل معهم في شر البلديات.