Site icon IMLebanon

العلامة الحسيني: هکذا رد سليماني على العراقيين

 

كتب العلامةالسيد محمد علي الحسيني:

منذ أن حملنا على أکتافنا أعباء مسيرة توعية الشيعة العرب وتنبيههم من الخطر الکبير الذي يمثله نظام ولاية الفقيه  بالنسبة لهم ومن أن هذا النظام يسعى من أجل استغلال وتوظيف الدين عموما و المذهب الشيعي خصوصا من أجل أهداف ومآرب ضيقة ومشبوهة، الدين والمذهب منها براء، وأکدنا بأن هذا النظام يسعى من أجل مشروعه الخاص المعادي للإسلام والعروبة وأنه ومن أجل تحقيق مشروعه إستغل ويستغل الشيعة العرب بشکل خاص في هذا الإتجاه، مع ملاحظة أننا راهننا ومن خلال موقعنا الإسلامي على القطاع الأکبر من الشيعة العرب من أنهم لايمکن أن يرضوا بمخططات نظام ولاية الفقيه و ينجرفوا معه خصوصا بعد أن کشر عن أنيابه وبان على حقيقته.

إنتفاضة الشعب العراقي الشريف ضد الفساد ولاسيما قطاع کبير وواسع من الشيعة العرب ورفضهم إستمرار الحکومة الفاسدة وهتافاتهم  ضد النفوذ وهيمنة الاحتلال الإيراني للعراق (إيران برا برا بغداد تبقى حرة)، إلى جانب هتافات صريحة ضد منبع ومصدر الإرهاب والتطرف والفوضى والفساد في العراق خصوصا، وبلدان المنطقة عموما، أکدت للمنطقة وللعالم أجمع کذب وزيف ودجل نظام ولاية الفقيه في المتاجرة والمزايدة بإسم الشيعة العرب والزعم بأنهم محسوبين عليه ومٶيدين له 100%، وهذا التظاهرة العارمة وتلك الشعارات الوطنية الصادقة والعفوية التي انطلقت من نفوس وأرواح على سجيتها أثبتت بأن قيم ومبادئ الوطنية والإسلام و المذهب أعلى کعبا ومقاما من أن يتم تدنيسها من جانب الإحتلال الايراني للعراق.

الشعب العراقي الذي وضع يده على مکمن الجرح وموضع الألم وسمى الاشياء بأسمائها، وحدد بأن أعداءه وسبب و أساس بلائه هم الحکومة الفاسدة و الاحتلال والهيمنة الإيرانية على بلده بالإضافة إلى قاسم سليماني مهندس بلاء ومصائب العراق والمنطقة وحامي الفاسدين والعملاء المأجورين، ولذلك لم يکن غريبا ولاعجيبا أبدا کيف أن هذا الموقف الوطني والمبدأي الشريف للشعب العراقي والذي أعاد الأمل والثقة مجددا بالعراق کقلعة للعروبة والإسلام، قد أطار صواب نظام ولاية الفقيه ووسائل إعلامه المسمومة التي تطاولت کثيرا على إرادة الحق والحرية للشعب العراقي وسعت للنيل منه بأساليب رخيصة ومشبوهة.

وقد کان رد قاسم سليماني الاوضح والأكثر جلاء، حيث کشف عن حقيقة نوايا ومآرب نظام ولاية الفقيه تجاه العراق عندما طالب الشعب العراقي بالقبول بالاحتلال الإيراني أو أن يدفعوا ضريبة الدم، وهو تهديد ليس وقح فقط وانما في منتهى الصلافة ويثبت للعالم کله معدن هذا النظام وجوهره الإجرامي الحقيقي.

حادثة التفجير الإجرامية التي حدثت في مدينة الصدر والتي وقعت بعد تهديد ووعيد سليماني، کانت رسالة يائسة من جانب نظام ولاية الفقيه عموما وسليماني خصوصا مفادها اليوم في مدينة الصدر وغدا في مدن عراقية أخرى، وهو منطق يتطابق  تماما مع منطق أي إحتلال بغيض آخر يسعى للسيطرة على إرادة وحرية شعب بالتوسل والإستعانة بالحديد والنار، لکن هذا المحتل البائس والذي تحاصره المشاکل والأزمات، يبدو جاهلا بالتاريخ، ذلك أن أبناء الشيخ المجاهد شعلان أبو الجون وثورة العشرين من الذين هتفوا بوجه المحتل البريطاني في أوج قوته(الطوب أحسن لو مکواري)، ودحروا وهزموا الجيش البريطاني شر هزيمة، لايمکن أبدا لنظام مهزوز ومشرف على السقوط کنظام ولاية الفقيه أن يلوي ذراعه.

إفتضاح حقيقة المشروع التآمري لنظام ولاية الفقيه والذي يتم تنفيذه على حساب الإسلام والعروبة، يأتي بعد أن دأبنا على تناول نواياه ومطامحه وغاياته السوداء تجاه المسلمين والعرب وکيف أنه يتربص بهم  شرا ويسعى من أجل أن يجعلهم کجسر ومعبر له، وأن ما ارتکبه و يرتکبه هذا النظام على يد سليماني و غيره من جرائم ومجازر وفظائع لاحد ولاحدود لها في العراق وسوريا بشکل خاص،تثبت بأن طريق هذا النظام يختلف تماما مع طريق الشيعة العرب خصوصا و شعوب المنطقة عموما التي ترفض هذا النظام بشكل كلي وتقاطعه، وسيغدو الشعبين  العراقي والسوري مثلا ونموذجا أعلى لهذه الشعوب في رفض هذا النظام وطرده من بلديهما و إلحاق الهزيمة الماحقة به بعون الله و مشيئته.

اليوم، ونحن على أعتاب المٶتمر الوطني العراقي التأسيسي الذي سيعقد في باريس اوخر هذا الشهر والذي نستبشر به خيرا ونعقد عليه الآمال بأن يوحد بإذن الله وعونه ومشيئته الشعب العراقي الشريف ليقف يدا واحدة بوجه الهيمنة والإحتلال الإيراني البغيض ويسقط مشروعه التفتيتي التقسيمي في العراق والمنطقة ويعيد إلى بلاد الرافدين دوره ونبضه العروبي الأصيل.