Site icon IMLebanon

خاص: مطيلب ستنعم ببلدية… وبول شديد: معركتي حول “من يستطيع تنفيذ البرنامج”!

تقرير رولان خاطر

لا بلدية في مطيلب. هي المرة الأولى التي يتحضر فيها سكان البلدة لخوض غمار الانتخابات البلدية. مسألة تأسيس بلدية، ليس شأناً سهلاً على الاطلاق، ويتطلب مسؤولية كبرى وإرادة ورجلاً على مستوى التحدي، قادراً على جمع اهل البلدة حوله أولا، وعلى التعبير بحنكة عن تطلعاته نحو المستقبل ثانياً، وعلى فرض مشروعه الانمائي للبلدة ثالثاً.

بول مخايل شديد قطع شوطاً كبيرا في حيازة ثقة أهالي مطيلب وسكانها. هو بنى نفسه بنفسه. شاب خدوم ومقدام و”بتلبقلو الرئاسة” كما يقول الناس. وايام الذلّ، أي عندما كانت “لآلئ النفايات” تفترش عنق طرقات لبنان، كان همّ بول مواجهة هذه الأزمة الكبرى، وحماية بيئة بلدته منها. فلم يترك أطفال البلدة وسكانها يعانون كثيرا، بل قرر مع فريق عمله في المؤسسة التي يملكها أن ينزلوا إلى الشوارع ويزيلوا النفايات بأنفسهم من الطرقات.

كانت المهمة تبدأ، مع ساعات الفجر الأولى. يجتمع بول والعاملون معه، يجوبون الطرقات بالشاحنات والجرافات، ويزيلون كل ما يلوث هواء مطيلب وجوّها وطبيعتها.

هذه الاندفاعة والاهتمام بقضايا المطيلب، دفعت بول شديد إلى التصميم على خوض المعركة الانتخابية للبلديات في بلدته مع فريق عمل متكامل متجانس، يضم كافة العائلات الكبرى ومباركتها، وبهدف خدمة المطيلب ووضع كل الإمكانات بتصرّف البلدة، على امل أن تثمر نجاحاً كاسحاً يوم الأحد المقبل.

في مطيلب لائحتان، لائحة “سوا فينا” يترأسها بول شديد، ولائحة أخرى يترأسها جوزف النفيلي.

معلوم ان لائحة النفيلي تعمل على شدّ العصب العائلي، من خلال اتهام لائحة شديد بعدم احترام التمثيل العائلي، فيما لائحة “سوا فينا” تضم كل العائلات الكبرى، بالأخص عائلة عبود وفياض والنفيلي وبو شديد وشديد. من هنا، يؤكد بول رئيس لائحة “سوا فينا”، أن خلفية المعركة لم تكن يوماً عائلية، هي معركة برامج، ففيما هو أعلن صراحة وجهارة برنامجه الانمائي للترشيح، كان هناك غياب لأي مشروع لللائحة المقابلة.

ويضيف: “يؤيدني 70% من أصوات آل عبود، وهناك عضو ومختار معنا في اللائحة من آل النفيلي، وكل العائلات الكبرى ممثلة في اللائحة، وبالتالي أرفض الدخول في اي تسوية ولو كان عنوانها “الوفاق”، تعمل على تجزئة مدة رئاسة المجلس البلدي إلى نصفين، أي 3/3، لأن مجرد الموافقة على هذا الطرح يعني موافقتي على ضرب برنامجي الانتخابي ومشروعي الذي أحضره مع الفريق الذي أعمل معه”، معرباً عن أسفه لأن هناك من لديه مشكلة مع شخص بول شديد في حين أن “الاستحقاق يتطلب السمو فوق أي أمور شخصية والذهاب نحو الشأن العام بحرية ومن دون قيود”.

وهو كما يؤكد “كل نجاح له سينعكس على الجميع بمن فيهم من سيخوضون معركة البلدية ضده الأحد، لأنه لا يخوض معركة “كسر عظم” كما يقول، إنما همه الأساس تطبيق البرنامج لإنماء مطيلب.

يدخل بول إلى الشأن العام، وهو يعلم أنه سيأخذ من عمله ومن وقته الخاص، لغيرة على بلدته، التي ليس لديها مجلسا بلديا يهتم لا بامنها ولا بإنمائها ولا بسكانها. هو سيبدأ من الصفر. مهمته أولا، تأمين مبنى للبلدية، يكون عصرياً، يعتمد المكننة، التي تسهل عمل المواطنين ولا توقعه في الروتين الاداري المعروف، إضافة إلى انها تساهم في تفعيل عملية المراقبة على حسن سير العمل الإداري في البلدية، إن لجهة ضبط ومعرفة كافة النشاطات والأعمال والاجتماعات، او لجهة الموازنات وكيفية صرف الأموال العامة، ومراقبة إيرادات ونفقات المجلس البلدي.

من الأولويات، تفعيل الشرطة، وإيجاد خط ساخن لتلقي الشكاوى. وفي البلدية سيكون الشخص المناسب في المكان المناسب، من دون اي اعتبارات عائلية او انتخابية أو محسوبيات، هرباً من اي قيود في المستقبل، وحرصا على محاسبة اي مرتكب كما يقول.

استثمار التكنولوجيا والتطور من اسس حملة بول شديد، فهو بداية سينشئ موقعا الكترونيا للبلدية، توضع فيه أنشطة البلدة، يكون دليلا للمؤسسات التجارية والمطاعم والعيادات، ومنبرا لأبناء مطيلب يعرضون من خلاله مقترحاتهم لتحسين شؤون وشجون البلدة، فيكون الموقع وسيلة تواصل بين البلدية وسكان البلدة. هذا إضافة إلى إنشاء صفحتي فايسبوك وانستاغرام وتفعيل هاشتاغ #سوا_فينا يتواصل من خلاله سكان مطيلب. كما سيكون هناك بريد الكتروني يسهل وصول شكاوى المواطنين عبر الانترنت أيضاً.

شديد الذي لديه ثقة تامة بان لا خرق ستشهده اللائحة، يشير إلى ان الناس في مطيلب لديهم إيمان بانه الشخص الأفضل لهذه المرحلة.

مطيلب، التي تحوي عددا كبيرا من الناس، وهي القريبة من الساحل، بيوتها لا تمتاز بالصورة النموذجية لـ”الضيعة”، أي القرميد على سطوحها، والحجر والقناطر وغيرها، هذا الأمر، دفع بول شديد إلى وضع نقطة أساسية في برنامجه، وهو إنشاء شارع نموذجي تراثي في البلدة.

المجلس البلدي الذي يعمل بول شديد على تأليفه، يتحضر لتأسيس العديد من الأمور، منها:

حديقة عامة للسكان ومجهزة بالعاب للأطفال. مسالك خاصة لمحبّي الركض ورواد الدراجات، خصوصاً أن هناك نوعية من الناس موجودة في مطيلب تحتاج إلى هذا النوع من الخدمات. تشجير جوانب الطرقات. إنارة الطرقات على الطاقة الشمسية. ترقيم الشوارع والأبنية. تنظيم المواقف في البلدة، خصوصاً أن في مطيلب الكثير من المحال والمؤسسات التجارية وهذا يتطلب طبعا تأمين مواقف وتنظيمها.

إنشاء مكتبة عامة حديثة لحفظ الذاكرة التاريخية  بالصور والوثائق عن مطيلب خصوصا والمتن الشمالي عموماً.

تجهيز البلدة بشبكة امان عمادها العنصر البشري بالدرجة الأولى، بالاضافة الى كاميرات مراقبة تعمل على مدار الساعة.

تقديم خدمات طبية عبر وجود حكيم متخصص أسبوعيا في البلدية.

إحياء مهرجان سنوي يجمع أبناء البلدة ويستقطب أبناء البلدات المجاورة. إنشاء مركز للتوعية الفكرية والصحية والاجتماعية. زما يميز برنامج بول انه تناول حاجات المعوقين لتسهيل امورهم، ومنها أرصفة لذوي الحاجات الخاصة.

وفي ظل الزحمة المرورية، والضغط الذي تتعرض له مطيلب، لجهة كثافة السير ومرور الشاحنات، يؤكد شديد ان تحصين وصيانة البنى التحتية ستكون من أولويات عمل المجلس البلدي المقبل، لتحسين شبكة الصرف الصحي، وربطها بالشبكة الرئيسية العامة، لأنه من غير المقبول ان تستمر المياه على الطرقات.

يؤكد ان مطيلب ستكون صديقة للبيئة، فستتم تنفيذ القوانين المتعلقة بالبيئة حفاظا على جمال البلدة. فرز النفايات من المصدر. هو لم يختر المرأة للصورة، إنما يعرف أهمية وجودها على مستوى القرار والفعالية، وكل عضو يعرف ان له دورا كبيرا في المجلس ومسؤوليات كبرى. وهو مصمم على خوض المعركة رغم كل الضغوطات والتدخلات السياسية التي حاولت الضغط لتغير واقع سير المعركة.

همّه الأول والأخير مطيلب، ومصلحتها فوق كل اعتبار. تحديه “من يستطيع تنفيذ البرنامج”. ويجاهر بأنه مستعد للمحاسبة متى تدق الساعة، إذا لم يلتزم، علماً أن الشاب معروف أنه صاحب قرار وموقف.

بالنسبة اليه، المساواة ستكون عنوان عمل المرحلة المقبلة، خصوصاً أن ثقة كبيرة لديه أن ما زرعه بالأمس سيحصده اليوم ربحا كاسحاً من دون أي خرق. و16 أيار لن يكون كما قبله، ويده ممدودة للجميع، وسيخوض المعركة بجدية وحزم وثقة.

يبقى الأحد موعد إعطاء الثقة أم حجبها، ويتأكد عندها مدى ثقة الناس ببول شديد!