كتبت صحيفة “الحياة”: تتجّه الأنظار إلى محافظة جبل لبنان حيث يحط الأحد المقبل إستحقاق الانتخابات البلدية والاختيارية رحاله في سلسلة مواجهات انتخابية حامية متداخلة حزبياً وعائلياً. واستعداداً للمرحلة الثانية من الانتخابات ارتفعت وتيرة إعلان اللوائح في البلدات التي ستشهد معارك.
ويرجح فوز حوالى ثلث المجالس البلدية من أصل 54 بلدية في قضاء المتن الشمالي بالتزكية لغياب مرشحين منافسين لهذه اللوائح في بعض القرى واقتصار الترشيح على مرشح أو مرشحين في بعضها الآخر. وهذا ما يؤشر إلى انخفاض منسوب المنافسة مع بدء العملية الانتخابية الأحد. لكن هذا المنسوب يرتفع في عدد من البلدات أبرزها سن الفيل وبسكنتا وانطلياس وضهور الشوير التي تشهد معركة حامية الوطيس بين الحزب السوري القومي الاجتماعي برئاسة النائب أسعد حردان وعضو “تكتل التغيير والإصلاح” الوزير الياس بوصعب، في ظل انسداد الأفق أمام التفاهم على لائحة ائتلافية، علماً أن بوصعب على علاقة جيدة بالحزب.
وتتصدر بلدات الجديدة – السد – البوشرية، الدكوانة منصورية المتن، برمانا، بولونيا، الزلقا – عمارة شلهوب وبتغرين مسقط نائب رئيس الحكومة السابق النائب ميشال المر، لائحة البلدات المرشحة للفوز بالتزكية، ويعود للأخير الدور الأول في رعاية التوافق فيها بمشاركة من حزب “الكتائب” و”التيار الوطني الحر” و”الطاشناق” والعائلات.
ويجمع خصوم المر قبل أصدقائه على أنه الأقدر على جمع الأضداد تحت سقف واحد، وتحديداً أحزاب “الكتائب” و”الطاشناق” و”التيار الوطني” و”القوات” وأيضاً “القومي الاجتماعي” في بعض البلدات، ويؤكد هؤلاء أن اللقاءات التي عقدها في مكتبه في “العمارة” في الزلقا شاهد على الجهود التي قام ويقوم بها للتوفيق بين الأحزاب والعائلات في عدد من البلدات، على قاعدة تجنيب المجالس البلدية الغرق في شلل قاتل يحد من قدرتها على العطاء فور فوزها بالتزكية.
وحرص المر، كما يقول هؤلاء، من خلال تواصله مع رئيس “تكتل التغيير” العماد ميشال عون ورئيس حزب “الكتائب” النائب سامي الجميل ورئيس حزب “الطاشناق” النائب هاغوب بقرادونيان والفعاليات العائلية على ألا يأتي التوافق على حساب دور العائلات في تنشيط المجالس البلدية وتوفير كل الشروط التي تؤهلها للقيام بكل ما هو مطلوب منها على الصعيدين الإنمائي والاجتماعي.
لكن حرص المر على تحقيق ما أمكن من التوافق البلدي لم يمنع من حصول معارك بلدية تتسم بطابع السخونة وتكون فيها المنافسة أقرب إلى تلك التي شهدتها مدينة زحلة، علماً أن الأحزاب التي تجمعت فيها في لائحة “إنماء زحلة” سرعان ما تفرقت في سن الفيل التي ينتظرها صراع عائلي – حزبي.
فالمعركة البلدية في سن الفيل تدور بين لائحتين، الأولى برئاسة رئيس مجلسها البلدي الحالي، الكتائبي نبيل كحالة مدعومة من المر وحزب “الهنشاك” والعائلات والثانية برئاسة جوزف شاوول مدعوماً من “التيار الوطني” و”القوات” و”الطاشناق” والعائلات، مع الإشارة إلى أن الأولى نجحت من خلال بعض داعميها في أن تدفع في اتجاه انقسام عائلة شاوول بين اللائحتين.
وباتت المعركة البلدية في انطلياس محصورة بين لائحتين الأولى مدعومة من المر و”الكتائب” و”الطاشناق” و”الرامغفار” والعائلات في مواجهة الثانية المدعومة من “التيار الوطني” و”القوات” والعائلات وقد يكون لـ “القومي” موضع قدم في الأولى.
وفي بسكنتا، نجحت الجهود في إنتاج لائحة برئاسة الرئيس الحالي طانيوس غانم بالتعاون مع سيلفيا العظم أرملة الدكتور وديع الحاج التي قد تكون محسوبة على “الكتائب” في مقابل لائحة مدعومة من “التيار الوطني” و”القوات”، ولم تستبعد مصادر متنية احتمال انضمام “القومي” بجناحيه حردان وجورج عبد المسيح إلى الأولى.
ويقضي الاتفاق بين غانم والعظم على التناوب بينهما على رئاسة البلدية بنصف ولاية لكل منهما، فيما يفضل المر الوقوف على الحياد نظراً إلى علاقته الجيدة بالعائلات الكبرى في بسكنتا، وبالتالي سيكون خاسراً في مطلق الأحوال إذا ما وقف إلى جانب لائحة من دون الأخرى وهذا ما ينطبق أيضاً على ضهور الشوير.
ولم تستبعد المصادر نفسها إمكان التفاهم في جل الديب بين المر والأحزاب في دعمهم للائحة التي يرأسها ريمون عطية بمباركة من آل أبو جودة كبرى العائلات المارونية في المتن لما لديها من امتداد في عدد من البلدات المتنية.
وتنضم رومية إلى البلدات التي تشهد معركة حامية بين عائلتي بو حبيب الأولى برئاسة الرئيس الحالي لويس بو حبيب المدعوم من “التيار الوطني” والثانية برئاسة عادل بو حبيب المدعوم من حزب “الكتائب”.
ولفتت المصادر المتنية إلى أن المعركة فيها تتجاوز المنافسة العائلية إلى “عقارية” بامتياز أي أن الرئيس الحالي مصمم على أن تستملك البلدية عقاراً مساحته 850 ألف متر مربع من شركة يتردد أنه على علاقة مباشرة بها في مقابل رفض منافسه إتمام صفقة عقارية بهذا الحجم.
أما بكفيا فمعقودة اللواء لنيكول أمين الجميل شقيقة النائب سامي، فيما يقوم “التيار الوطني” بجهد فوق العادة لتأمين فوز اللائحة البلدية في عين سعادة لضمان وصول روي الهاشم صهر العماد عون إلى سدة نيابة الرئاسة فيها، خصوصاً أنه يتردد في الأوساط المتنية أنه سيخوض معركة رئاسة اتحاد بلديات المتن الشمالي الذي يضم 33 بلدية.
وعلمت “الحياة” أن النائب إبراهيم كنعان يسعى لتسويق الهاشم لرئاسة الاتحاد وهو كان اشترط على عدد من رؤساء اللوائح البلدية تأييده لهذا المنصب في مقابل دعم “التيار الوطني” لهم، لكنه فوجئ بأن معظمهم فازوا بالتزكية وكانوا أبلغوه عدم تخليهم عن دعم ترشح الرئيسة الحالية لاتحاد البلديات ميرنا ميشال المر لولاية جديدة.
ولم يعرف ما إذا كان كنعان يتصرف بقرار ذاتي أم أنه يعبر عن موقف “التيار الوطني”، خصوصاً أن آخرين من رفاقه لا يؤيدونه في توجهه هذا… على رغم أن هناك من أخذ يشيع أنه على تواصل مع رئيس “الكتائب” للتفاهم على مرشح لهذا المنصب، علماً أن الأخير كان أعرب في أكثر من لقاء عن تأييده للمر التي لديها صداقات في داخل “التيار الوطني”.
وعليه هناك من يسأل عن طبيعة العلاقة القائمة بين كنعان ورفيقه النائب المتني نبيل نقولا في ضوء ما تتناقله أوساط متنية عن حصول تباين بينهما في أكثر من محطة كانت خصصت للبحث في إنجاز اللوائح الائتلافية.
كما تسأل الأوساط إذا كانت “المنازلة” بين كنعان ونقولا ستتطور لتكون مع بدء العملية الانتخابية نسخة عن الصراع الذي حصل بين نائب رئيس “التيار الوطني” الوزير السابق نقولا صحناوي وبين القيادي فيه زياد عبس في الأشرفية في اليوم البلدي الطويل في بيروت الأحد الماضي.
ويبدو أن صراع “الديوك” في داخل “التيار” بدأ ينعكس على قاعدته المتنية في ظل ما يشاع عن حصول منافسة بين كنعان ونقولا في تسمية مرشحيه للمجالس البلدية.
لذلك، تستبعد هذه الأوساط احتمال حصول مفاجأة في انتخابات رئاسة اتحاد البلديات وتؤكد أن ميرنا المر الفائزة بالتزكية على رأس اللائحة البلدية في بتغرين باتت الأقرب إلى رئاسته لأن لا مصلحة لـ “الكتائب” ولا للآخرين في خوض معركة ضدها يبدو أن نتيجتها محسومة سلفاً لها، لا سيما أن المعارك في البلديات غير المشمولة بالتزكية ترجح أن تكون لميشال المر حصة فيها إلى جانب “الكتائب” وأطراف سياسية أخرى تتفق في مكان وتختلف في مكان آخر.
وعليه، فإن نتائج الانتخابات النيابية الأخيرة لا يمكن أن تنسحب على النتائج البلدية في دورتها الثانية في المتن الشمالي، وتعزو الأوساط المتنية السبب إلى أن “الطاشناق” يتمتع بثقل انتخابي في برج حمود لا منافس له وأن قوته في البلدات الأخرى تتوزع على طول البلدات الساحلية المتنية وبالتالي يبدي انفتاحاً في التعاون مع حليف ضد الآخر والعكس.
كما أنه لا بد من مواكبة الجهود التي ما زالت قائمة لتأمين فوز المزيد من المجالس البلدية بالتزكية، وإلا فإن المعارك قائمة في بعض بلدات الساحل والأوسط والجرد مع تبدل التحالفات من دون أن تحمل مفاجآت تبدل من الميزان البلدي لمصلحة التجديد لميرنا المر على رأس اتحاد البلديات.
وأعلنت لائحة غير مكتملة للمجلس البلدي المؤلف من 15 عضواً في ضبيه-عوكر-زوق الخراب-حارة البلانة، برئاسة جوزف الأشقر.
وأيّد “التيار الوطني الحر” و”القوات” لائحة “انطلياس – النقاش تجمعنا” برئاسة الياس يوسف الصافي “بعد استطلاع رأي الأهــــالي والـــعائلــات وفاعليات البلدة، وانطلاقاً من ورقة النيات بين الحزبين”.
وفي المتين، أعلن عن لائحة “التضامن” برئاسة الرئيس الحالي للبلدية زهير بو نادر.
وفي فرن الشباك، (12 ألف ناخب لانتخاب 18 عضواً)، تتسم المعركة بالحدية بين لائحتين متنافستين تضمان مرشحين من العائلات والأحزاب. الأولى لائحة “الإرادة الشعبية” للرئيس الحالي ريمون سمعان. أما الثانية والوحيدة المنافسة فهي لائحة “حقك بالتغيير” ويترأسها شارل أسعد أبو حرب.
وفي حارة حريك أعلن زياد نجيب دكاش ترشحه لعضوية مجلس بلدية حارة حريك منفرداً مقابل لائحة “الوفاء والتنمية والإصلاح”، المدعومة من “التيار الوطني الحر”، و”حزب الله” و”حركة أمل”، والتي تضم مرشحاً عن آل دكاش هو عبدو طانيوس دكاش.
وفازت لائحة “التنمية والوفاء والاصلاح” المدعومة من “حزب الله” وحركة “امل” و”التيار الوطني الحر” بالتزكية في المريجة – تحويطة الغدير.
كما أعلن المرشح لرئاسة بلدية بيصور نديم أنيس ملاعب عن لائحة “الوفاق”، مشدداً على “التعاون في ما بيننا، وممثلين للنسيج البيصوري بكل مكوناته”. كذلك تم الإعلان عن لائحة “محطة بحمدون” برئاسة أسطه ابو رجيلي.
وقررت وزارة الداخلية تأجيل الانتخابات في بلدة صليما (قضاء بعبدا) بناء على مراسلات الحزب “التقدمي الاشتراكي” و”القوات اللبنانية” وأبناء البلدة، في ظل الغليان والتشنج الذي يسودها.