Site icon IMLebanon

مسيحيو طرابلس يخشون إطاحة تمثيلهم

كتب غسان ريفي في صحيفة “السفير”:

بدأت طبول المعركة الانتخابية تقرع في طرابلس، مع تمسك الرئيس نجيب ميقاتي وحلفائه بالدكتور عزام عويضة كمرشح توافقي، مقابل تمسك تيار المستقبل وحلفائه بـ عمر الحلاب كمرشح توافقي أيضا، ما يشير الى أنه في حال عدم الوصول الى تسوية، فان المدينة مقبلة على معركة بلدية من العيار الثقيل، ستكون المفصل في تحديد أحجام وأوزان كل طرف من الأطراف فيها.

واللافت هو حماس القاعدة الشعبية لميقاتي لهذه المعركة التي سارع ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي الى إعطائها شعار “طرابلس لأهلها” وذلك في رد واضح على رفض تدخل الرئيس سعد الحريري بها، علما أن هذه القاعدة كانت طالبت ميقاتي أكثر من مرة بحسم خياره باتجاه المعركة، لكنه كان يؤكد أن مصلحة المدينة في التوافق والتنوع والحفاظ على التمثيل المسيحي والعلوي.

وبانتظار أن تتبلور معالم المعركة، فان الأنظار اتجهت أمس نحو الأقليات من المسيحيين والعلويين الذين تؤكد التجارب الانتخابية السابقة أن أي مواجهة سياسية من شأنها أن تطيح بتمثيلهم.

لذلك فقد تحركت الأطراف المسيحية أمس على أكثر من صعيد من أجل الحفاظ على التمثيل المسيحي في مجلس بلدية طرابلس، حيث أجرى النائب روبير فاضل سلسلة من الاتصالات مع قيادات روحية وسياسية، وعقد لقاء في منزله شارك فيه النائب سامر سعادة، والأحزاب والقوى المسيحية في طرابلس من أجل البحث في مصير المرشحين المسيحيين مع بوادر سقوط التوافق السياسي.

ورأى المجتمعون في بيان لهم أن سقوط التوافق السياسي والاتجاه نحو المعركة، من شأنه أن ينعكس سلبا على المدينة وعلى مستقبل المجلس البلدي الجديد، وعلى التمثيل المسيحي فيه، مؤكدين أن طرابلس التي تعاني الأمرين لا تستطيع تحمل تداعيات معركة من هذا النوع، داعين كل الأطراف الى تغليب مصلحة طرابلس على كل المصالح السياسية الأخرى، والعمل على إيجاد تسوية ترضي جميع الأطراف وتؤمن التمثيل الصحيح في هذا الاستحقاق.

ودعا المجتمعون الى أنه في حال حصول المعركة، فلتكن معركة حضارية ضمن منافسة شريفة، بعيدة عن منطق الالغاء بما يخدم طرابلس وأهلها ومستقبلها، مقترحين أن يكون هناك اتفاق على وضع المرشحين المسيحيين الذين تتوافق عليهم القيادات المسيحية على كل اللوائح المتنافسة لضمان فوزهم، وذلك حرصا على الوجود المسيحي في طرابلس.