جاين ماكنزي
صادرت السلطات البريطانية كميات من المنشطات الجنسية للرجال خلال العام الماضي تفوق أية كمية مصادرة من قبل، بقيمة أكثر من 11 مليون جنيه استرليني. وتابع برنامج فيكتوريا ديربشاير الذي يُعرض على بي بي سي الانجليزية إحدى حملات المصادرة لمعرفة الضرر من هذه المنشطات.
وسوق الفياغرا غير المرخصة كبير، ويجري التسويق له عن طريق الانترنت، إذ يُباع القرص الواحد بحوالي 2-3 جنيه استرليني. وعادة ما تكون أقراص مقلدة أو نوع من الأدوية الهندية التي تحمل اسم “كاماغرا”، تُشحن بكميات إلى المملكة المتحدة، حيث تُعبأ وتطرح في الاسواق.
لكن ما لا يعرفه المستهلكون أن هذه الأقراص تُصنع في بيئة غير صحية، وأماكن غير مراقبة، وقد تحتوي على مواد كيميائية مثل الرصاص والزرنيخ، بحسب الهيئة التي تراقب إنتاج الأدوية.
ونفذت هيئة تنظيم الأدوية والرعاية الصحية أكبر عملياتها الأسبوع الماضي، في محاولة للعثور على الأقراص المزيفة، بتفتيش 24 منزل على يد 50 ضابط في أنحاء لندن.
وبحسب داني لي-فروست، من هيئة تنظيم الأدوية، صادرت الحملة “أدوية تُباع من نافذة في حديقة خلفية، وكانت أقراص متعفنة وتالفة، وكانت الفئران تتحرك فوق الأقراص”.
والفياغرا دواء لا يؤخذ إلا بإشراف الطبيب، لكن الكثيرون يشترونه عبر الإنترنت بطريقة غير منظمة.
وبحسب الطبيب حامد خان، فإن العديد من المرضى “يصابون بأعراض جانبية خطيرة، مثل مشكلات في الإبصار، والإغماء، وانخفاض ضغط الدم، ومشكلات في القلب”.
فكيف يمكن التمييز بين الفياجرا المزيفة والحقيقية؟ أجرت معامل كشف التزييف في شركة فايزر، المصنعة لأقراص الفياغرا، اختبارات للمنتج حول العالم، وكشفت عن أقراص مزيفة في 111 دولة.
ومن أوجه الاختلاف بين المنتج الحقيقي والمزيف، اختلاف لون الكتابة على العلبة، وكذلك اختلاف درجة اللون الأزرق للحبوب نفسها.
ثم يجرى اختبار التركيب الكيميائي للأقراص نفسها عن طريق أخذ عينة صغيرة منها.
ويقول نائب رئيس شركة فايزر، تومي دولان، إن الناس قد لا يتعرفون على المنتج المزيف إذا لم يكن لديهم المنتج الأصلي للمقارنة بينهما.
وتابع: “أحيانا يكون المنتج المزيف شديد الشبه بالأصلي، ويكون جيد إلى حد كبير، وفي أحيان أخرى يتعرض المريض لأذى شديد بسبب زيادة أو قلة المادة الفعالة في المنتج المزيف، بحيث يصبح ساما”.
وصادرت هيئة تنظيم الأدوية والرعاية الصحية في بريطانيا كمية من الفياغرا تقدر بحوالي 4 ملايين جنيه استرليني، وذلك في الفترة ما بين عامي 2014 و2015.
وتضاعفت قيمة الفياغرا المصادرة ما بين 2015 و2016 ثلاث مرات، لتصل إلى ما يساوي 11مليون جنيه استرليني، وهو حوالي 90 في المئة من الفياغرا المُصادَرة هذا العام.
ولم تعثر الهيئة على أقراص في المنزل الذي حضرنا مداهمته، لكن الهيئة جمعت ما قيمته 25 مليون جنيه استرليني من الأقراص المزيفة خلال السنوات القليلة الماضية.
فمن أين يأتي الطلب على هذه الأقراص؟
ويقول لي-فروست إن سوق هذه الأقراص منتشر بين الشباب “إذ يستخدمها الذكور البالغين في حين لا يعانون من الحالة الطبية التي تتطلب استخدامها، ويستخدمونها لدعم قدراتهم الجنسية”.
وأضاف حامد خان أن المزيد من الشباب يحاولون الحصول على الفياغرا “إذ يعتبرونها نوعا من المخدرات التي تحسن حالتهم المزاجية، وهو أمر غير صحيح، وسوء الفهم هذا هو ما يدفع الشباب لشراء هذا العقار وهم في غير احتياج له”.
وبعد العشرات من عمليات التفتيش، وثلاثة من عمليات القبض على المتورطين في هذه التجارة، عثرت الهيئة على حقيبة من الأقراص، لكنها ليست الكمية التي توقعت العثور عليها.
وترى الهيئة أن الطريقة الوحيدة لإفشال هذه التجارة هو أن يتوقف الناس عن شراء المنتج.