أطلقت المديرية العامة للموارد المائية والكهربائية المركز الإقليمي الجديد للمعلومات والتدريب على علوم المياه في لبنان (Centre d’Information et de Formation aux Métiers de l’Eau)، برعاية وحضور وزير الطاقة والمياه أرتيور نظريان في وزارة الطاقة والمياه، والذي تمت المصادقه عليه من الاتحاد من أجل المتوسط (Union pour la Mediterrannéee) وقامت وكالة التنمية الفرنسية في لبنان (AFD) بتمويل دراسة الجدوى الاقتصادية العائدة لقسم التدريب في هذا المركز والتي أنجزها المكتب الدولي للمياه (OIEau).
بدأ الحفل الذي أقيم في المركز الجديد في المديرية العامة للموارد المائية والكهربائية في وزارة الطاقة والمياه بالنشيد الوطني، ثم ألقى المدير العام للموارد المائية والكهربائية الدكتور فادي قمير كلمة شكر خلالها “كل من الوزير نظريان والوزراء السابقين وكل من ساهم في إنجاح وإنجاز هذا المركز الهام على صعيد لبنان والمنطقة لجهة المعلومات والتدريب في علوم المياه”، شارحا استراتيجية هذا المشروع والتعاون مع الإتحاد الأوروبي والاتحاد من أجل المتوسط “بغية التحضير للسياسات العامة والضرورية من أجل التأقلم ومواجهة التحديات والاحتباس الحراري وهذا ما يحتاج الى التدريب والمعلومات”.
وأعلن أن قاعدة المعلومات المائية أصبحت موجودة حاليا في الوزارة، وقد أخذ ذلك جهدا وعملا كبيرا فوصلنا الى أنظمة معلومات متطورة جدا وما من شأنه أن يساعد ويُغني في تنفيذ المشاريع الوطنية للمياه في الوزارة وفي لبنان كما وتدعيم الخطة الوطنية للمياه.
وأكد قمير أهمية هذا المركز الإقليمي “الفريد من نوعه”، عارضا لمراحل العمل التي أوصلت الى هذه النتيجة الفعالة والمنتجة لما للمياه من أهمية كبيرة على كل الصعد في لبنان والمنطقة والعالم أجمع.
كما شكر قمير كلا من حكومات فرنسا وإيطاليا لدعمهما لهذا المشروع، والمنظمات الدولية كافة، آملا التعاون الدائم في الحاضر والمستقبل.
ثم تحدث اريك تارديو، نائب المدير العام التنفيذي للمكتب الدولي للمياه (OIEau) عن أهمية مراكز مماثلة “موجودة في العالم أجمع كالسعودية وأفريقيا وكينيا وبولونيا والمكسيك وغيرها، والآن في لبنان وتحديدا في بيروت وفي وزارة الطاقة، بفضل جهود جبارة للمديرية العامة للموارد المائية وعلى رأسها مديرها العام الدكتور فادي قمير”.
بدوره شدد رئيس الشراكة المتوسطية للمياه البروفسور مايكل سكولوس (Michael Scoullos) على أهمية هذا المشروع وضرورة الشراكة بين الوزارات المعنية والوزارات والمؤسسات الخاصة شاكرا للدكتور قمير على جهوده الفعالة للوصول الى هذا المركز الإقليمي الهام.
وأجرت مديرة المياه في المديرية العامة للموارد المائية والكهربائية المهندسة منى فقيه عرضا بصريا حول الإدارة المتكاملة للموارد المائية في لبنان مع ملخص عن المشروع.
بدوره أجرى الخبير لدى المديرية العامة في الوزارة المهندس عباس فياض، عرضا مصورا حول كيفية استخدام النظم المساعدة في إتخاذ القرار في ما خص الموارد المائية مع طرحه أمثلة عن المشاريع التي نفذت في وزارة الطاقة والمياه.
أما ممثل السفير الفرنسي مدير وكالة التنمية الفرنسية في لبنان ليونيل كافريني فألقى بدوره كلمة عبر فيها عن سعادته لحضور هذا الإفتتاح بعد نضوج هذا العمل الذي أخذ سنوات طوال وجهد من قبل المدير العام وفريق العمل، مما أوصل لبنان الى إفتتاح هذا المركز الذي يهدف الى إيجاد الحلول للمشاكل المائية بعد تدريب الكادرات والحصول على البيانات والمعلومات المطلوبة في هذا المجال نظرا لأهمية المياه في ظل التغيرات المناخية والإحتباس الحراري في المنطقة وإنعكاساتها على المواد المائية.
وأكد أن الـAFD ستستمر في دعم لبنان في هذه المسيرة “لأننا نحتاج الى أناس ذوي خبرة وتقنية عالية من أجل إدارة هذا المورد الطبيعي الحيوي والهام لتخفيف التسربات والهدر في المياه”.
نظريان
وألقى راعي الاحتفال الوزير نظريان كلمة جاء فيها: “يسعدنا أن نكون بينكم في صبيحة هذا اليوم وأود أن أرحب بالحضور الكريم من سفراء دول صديقة للبنان وممثلي المنظمات الدولية، وأثني على هذه الخطوة المهمة والجبارة التي قامت بها المديرية العامة للموارد المائية والكهربائية بشخص الدكتور فادي قمير وفريق عمله، حيث أن التحضير لهذا الإنجاز بدأ عام 2008 كأول مشروع قُدِمَ للإتحاد من أجل المتوسط (UPM) الذي صادق عليه بعد أن سلك مساره الإداري الطويل وقامت فرنسا، مشكورة، بمبادرات عدة لدعم انشاء هذا المركز منذ البداية وكان آخرها قيام وكالة التنمية الفرنسية في لبنان (AFD) بتمويل دراسة الجدوى الاقتصادية لإنشاء هذا المركز للشق المتعلق بالتدريب. إن إنشاء مركز للمعلومات والتدريب على علوم المياه (CIFME) في لبنان هو خطوة متقدمة ويتوافق مع تحديات السياسة المؤسساتية الجديدة في قطاع المياه. وكجزء من هذه الاستراتيجية، ينبغي للمركز دعم تنمية الموارد البشرية في كل مجالات الإدارة والتشغيل والصيانة وتوزيع مياه الشرب وجمع ومعالجة مياه الصرف الصحي والري، وذلك في نطاق الأعمال التي تقوم بها الإدارة، والمكاتب والقطاع الخاص والمؤسسات العامة للمياه من اجل تنظيم عملها وتحديث المعلومات المائية القيمة عليها وفقا للأنظمة الحديثة.
ونغتنم هذه الفرصة لشكر مكتب التعاون الإيطالي الذي ساهم في إنجاز مشروع ICT- Project الذي نفذ بتمويل من برنامج التعاون الايطالي وهو يشمل تقديم أجهزة قياس مناخية على حوض نهر العاصي وتدريب موظفي الادارة على كيفية استعمال هذه الأجهزة، بالاضافة الى أنه تم بموجب هذا المشروع مسح كل الآبار المحفورة على هذا الحوض. كما جرى تدريب مهندسي الادارة على استعمال نظام المعلوماتية الجغرافي (GIS)، وبناء نمذجة رياضية لحوض نهر العاصي وكيفية ادارته استنادا الى تطبيق مفهوم الادارة المتكاملة على مستوى الحوض.
وكذلك نشكر المكتب الدولي للمياه (Oieau) بشخص مديره جان فرنسوا دونزييه على متابعة كل مراحل الدراسة العائدة لمشروع مركز المعلومات والتدريب على علوم المياه في لبنان وكذلك نشكر الشراكة المتوسطية للمياه (GWP-Med) بشخص رئيسها البروفسور مايكل سكولوس، حيث جرى إطلاق الإدارة المتكاملة للمياه في لبنان منذ العام 1999 وذلك بتمويل من وحدة المياه التابعة للإتحاد الاوروبي(European Union Water Initiative, EUWI (وبتنفيذ من قبل الشراكة المتوسطية للمياه، بالإضافة الى جهود الخبراء ضمن مشروع SWIM- SM-Horizon 2020 الذي يهدف الى دعم آلية الادارة المستدامة والمتكاملة للمياه، وقد جرى في إطاره تدريب المهندسين والفنيين على مواضيع عدة تتصل بقطاع المياه لتعزيز قدراتهم.
ونشكر أيضا منظمة الفاو بشخص ممثلها في لبنان السيد موريس سعادة وكذلك جمعية أصدقاء المياه في لبنان بشخص رئيسها معالي الوزير عادل قرطاس على دعمهم ومواكبتهم لهذا المركز.
نشكرهم جميعهم على جهودهم في دعم وتمويل كل هذه المبادرات سواء لجهة الدراسة أم التنفيذ أم التدريب.
ونأمل أن يبصر النور قريبا إطلاق العمل بإنشاء المبنى الرئيسي لمشروع مركز المعلومات والتدريب على علوم المياه في لبنان في المساحة المخصصة له، بعدما صدر مرسوم الإشغال العائد له عام 2015، خصوصا أن المديرية العامة للموارد المائية والكهربائية في صدد العمل على إطلاق الدراسات اللازمة لهذا المشروع وكذلك إطلاق إعلان ما بعد قمة باريس بغية مواكبة “التطور الدائم من أجل خدمة المواطن”.
وختم: “نهنئ لبنان على هذا الاستقطاب لإنشاء مركز المعلومات والتدريب على علوم المياه في وطننا هذا المركز الشبه اقليمي، كما نهنئ المديرية العامة للموارد المائية والكهربائية على جهودها في إنجاز هذه الخطوة، ونتوقع النجاح لهذا المركز بغية تعزيز التعاون في مجال تبادل الخبرات بين كافة الدول ونتمنى لكم النجاح الدائم”.
وفي الختام جال الحضور في المركز وتم الاطلاع على كيفية سير العمل فيه وشرب الجميع نخب المناسبة.