زار رئيس غرفة وتجارة وصناعة باريس جان بول فرميس على رأس وفد اقتصادي غرفة بيروت وجبل لبنان حيث كان في استقباله رئيس اتحاد الغرف اللبنانية رئيس غرفة بيروت وجبل لبنان محمد شقير. وعقدت خلال الزيارة اجتماعات عمل مع قيادات القطاع الخاص اللبناني، بدأت عند الساعة الحادية عشرة قبل الظهر، واختتمت بلقاء اقتصادي موسع في الأولى بعد الظهر مع رؤساء الهيئات الاقتصادية وفاعليات القطاع الخاص اللبناني. وتركزت المناقشات على تعزيز التعاون بين القطاع الخاص في العديد من المجالات، ولا سيما على مستوى الصناعي والتكنولوجي والاستفادة من موقع غرفة باريس في تقوية دعائم الاقتصاد اللبناني وقطاعاته اقتصادية.
شقير
في بداية اللقاء الموسع تحدث شقير فرحب “بضيف لبنان المميز رئيس غرفة باريس، هذه المؤسسة الاقتصادية العالمية المرموقة”، مؤكدا عمق العلاقات التاريخية بين البلدين على المستويات كافة، “وهو ما يؤسس لمرحلة جديدة من التعاون الاقتصادي بين القطاع الخاص في البلدين”.
وأشار الى أن “لبنان يواجه استقبال نحو 1,7 مليون نازح سوري من دون توفير الموارد الضرورية لهم، فيما تعامل المجتمع الدولي مع هذه المأساة الانسانية بقي أقل بكثير من الاحتياجات المطلوبة، مما شكل عبئا كبيرا على اقتصادنا الوطني بقطاعيه العام والخاص وعلى مجتمعنا”.
ولفت الى “أن نزوح السوري ساهم الى جانب الازمات الاقليمية لوصول لبنانالى حالة ركود اقتصادي حاد،حيث بلغت نسبة النمو في العام 2015 أقل من 1 في المئة، فيما تبخر الطلب على العمالة، حيث ان الاقتصاد اللبناني لم يعد بامكانه توفير سوى 4 آلاف وظيفة، فيما المطلوب إيجاد 35 ألف فرصة عمل سنويا لتلبية الطلب من اللبنانيين”.
وأكد أن “لبنان رغم الظروف التي يمر فيها لديه العديد من الفرص الواعدة، أبرزها:
– إعادة إعادة اعمار سوريا، حيث تتحضر الشركات اللبنانية لهذه العملية الهائلة، ويهمنا جدا ان يكون هناك شراكات عمل بين الشركات اللبنانية ونظيرتها الفرنسية لدمج خبراتهما وقدراتهما المشتركة للدخول بقوة في هذه العملية.
– استخراج النفط والغاز النفط الذي سينشأ معه الكثير من الصناعات التحويلية، وهذا الامر أيضا يشكل فرصا واعدة للشركات اللبنانية والفرنسية.
– الاستفادة من الانتشار اللبناني للدخول الى الاسواق العالمية”.
وقال شقير: “إن ما يهمنا من هذه اللقاءات مع شركائنا في غرفة باريس، هو خلق دينامية جديدة للتعاون بين شركاتنا والشركات الفرنسية لمواجهة متطلبات الاسواق والعولمة وزيادة قدرة مؤسساتنا التنافسية على اختلافها”، مؤكدا أن “لبنان سيبقى بوابة المنطقة الاقتصادية، وان الشركات الفرنسية العاملة في المنطقة تعي هذه الحقيقة، ونعمل بالشراكة مع غرفة باريس على وضع رؤية جديدة للاستفادة اكثر من الانتشار اللبناني للدخول معا الى الكثير من الاسواق العالمية”.
فرميس
بعد ذلك، تحدث فرميس، فعبر عن محبته للبنان، وقال: “زيارتي اليوم للبنان هي الاولى الى خارج البلاد بعد انتخابي رئيسا لغرفة باريس”.
وإذ اشار الى “أهمية العلاقات الثقافية التي تربط بين البلدين”، شدد على ضرورة “تقوية العلاقة على المستوى الاقتصادي من خلال خلق دينامية بين القطاع الخاص في البلدين على ارض الواقع وليس فقط بالكلام”.
وقال: “ليس فقط لبنان لديه مشاكل اقتصادية، انما فرنسا لديها أيضا مشاكل اقتصادية”، مؤكدا انه سيعمل لتنمية العلاقات الاقتصادية بين البلدين.
واعتبر رئيس غرفة باريس أنه “ليس المهم فقط زيادة التبادل التجاري بين فرنسا ولبنان، فالمطلوب خلق شراكات عمل بين رجال الاعمال في البلدين في الكثير من المجالات”، لافتا الى أن لبنان صغير في حجمه لكنه كبير بالانتشار اللبناني حول العالم”، مبديا اطمئنانه لمستقبل لبنان الاقتصادي وعودته كبوابة اقتصادية في اتجاه المنطقة.
تامر
وألقى رئيس غرفة التجارة اللبنانية-الفرنسية نائب رئيس غرفة بيروت وجبل لبنان غابي تامر كلمة، فأعلن عن تنظيم غرفة التجارة اللبنانية – الفرنسية ملتقى اقتصاديا في 20 تشرين الاول المقبل في باريس، بمشاركة رجال أعمال لبنانيين وفرنسيين ولبنانيين من الانتشار، بهدف خلق شراكات عمل للتعاون في مشاريع مجدية، سواء في فرنسا او لبنان او خارجهما.
وقال تامر: “إن قيام فرميس بأول زيارة رسمية له خارج فرنسا الى لبنان هو دليل على مدى اهتمامه ببلدنا وتعزيز التعاون الاقتصادي بين البلدين”، لافتا الى أن “غرفة باريس شريك أساسي في الملقى الاقتصادي الى جانب غرفة بيروت وجبل لبنان”.
الجميل
وألقى رئيس جمعية الصناعيين فادي الجميل كلمة اعتبر فيها أن “وجود رئيس غرفة باريس في لبنان في ظل هذه الظروف الصعبة التي يعانيها بلدنا، يؤكد مدى اهتمامه بتعزيز التعاون الاقتصادي بين البلدين”، مشيدا “بدور القطاع الخاص اللبناني ودوره الكبير الذي يتعدى حدود لبنان الجغرافية، امتدادا الى كل دول المنطقة وافريقيا والعالم”.
ولفت الجميل الى أن “لبنان عانى مشكلات جراء الاتفاقيات التجارية التي وقعها، ففي حين تمكنا من زيادة صادراتنا الى اوروبا منذ عام 2003 حتى الآن بنسة 30 في المئة، زادت اوروبا صادراتها الى لبنان خلال هذه السنوات بنسبة 104 في المئة”. وقال “ان فرنسا صدرت الى لبنان حوالي 1،5 مليار دولار في العام 2014، فيما صدر لبنان اليها 50 مليون دولار”، داعيا الى العمل لزيادة الصادرات اللبنانية الى فرنسا الى 200 مليون دولار سنويا، وهذا لن يؤثر سلبا في الاقتصاد الفرنسي، خصوصا انها تستورد سنويا ما قيمته 594 مليار دولار”.
وأكد الجميل “وجود إمكانية لزيادة التعاون بين القطاع الصناعية اللبناني ونظيره الفرنسي لاقامة مصانع مشتركة في لبنان للتصدير الى المنطقة، خصوصا في ما يتعلق بالتكنولوجيا الصناعية المتطورة لخلق فرص عمل للشباب اللبناني المتعلم”.
عنداري
وتحدث النائب الثاني لحاكم مصرف لبنان سعد عنداري، فرحب بمجيء رئيس غرفة باريس الى لبنان، وقال: “نحن كمصرف لبنان يهمنا تنمية العلاقة بين القطاع الخاص في البلدين. مهمتنا تسهيل مهام رجال الاعمال وتحفيز القطاعات الاقتصادية دعما للنمو الاقتصادي ولخلق فرص عمل للشباب اللبناني”.
بعد الانتهاء من الكلمات، قدم شقير الى رئيس غرفة باريس درع اتحاد الغرف اللبنانية، ثم أقام شقير غداء في نادي الاعمال في الغرفة على شرف الضيف الفرنسي.