IMLebanon

14 آذار تتحضر لـ”الأخذ بالخاطر”!

 

14-march-Leadership

 

 

لا تكتم أوساط سياسيّة لبنانيّة بارزة في فريق “14 آذار” قلقها من تصاعد التداعيات التي تركتها وستتركها الانتخابات البلدية والاختيارية الجارية طوال شهر أيار الجاري في لبنان على واقعٍ سياسي يُخشى أن تصبح العشوائية والفوضى ميزته الأساسية.

وتلفت هذه الاوساط عبر صحيفة “الراي” الكويتية الى أن الجولة الأولى من هذه الانتخابات في بيروت والبقاع وحدها بدت كفيلة بقلب الحسابات السياسية رأساً على عقب لدى كل الأفرقاء السياسيين، فكيف حين تتوالى نتائج الجولات الثلاث المتبقية في جبل لبنان (بعد غد) والجنوب (في 22 الجاري) والشمال (في 29 منه)؟

ولعل المفارقة البارزة تمثّلت في انفجار أزمةٍ كبيرة وخطيرة جديدة بين “تيار المستقبل” الذي يقوده الرئيس سعد الحريري وبين حلفائه المسيحيين في موازاة صعود ملامح أزمةٍ مماثلة بين “حزب الله” وبين “التيار الوطني الحر” الذي يتزعّمه العماد ميشال عون.

واذا كانت ملامح الأزمتيْن تتشابه مبدئياً مع شيء مماثل حصل قبل اشهر لدى ترشيح الحريري لرئيس “تيار المردة” النائب سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية وما أثاره ذلك من تداعيات قوية على علاقته بحزب “القوات اللبنانية” (بقيادة سمير جعجع) الذي ذهب بعدها الى ترشيح العماد عون للرئاسة، فان الأوساط السياسية البارزة نفسها تعتقد ان الأثَر السياسي لما أعقب انتخابات الاحد الماضي يرسم علامات خطر أكبر من السابق بحيث تبدو علاقات القوى المسيحية في “14 آذار” عموماً وتيار “المستقبل” على محك امتحانٍ شديد الخطورة يبلغ حد احتمال الفراق السياسي وتاليا انتهاء معسكر “14 آذار” تماماً. وبرز هذا الخطر من خلال تَبادُل الحملات والاتهامات بين الفريقين بعدم التزام التعهدات المقطوعة بين الحلفاء في انتخابات بيروت التي أدّت الى بروز اللائحة المنافِسة للائحة التحالف الحزبي كأنها هي المنتصرة في النهاية بفعل نيلها أكثر من أربعين في المئة من الاصوات وخصوصاً من المناطق المسيحية.

وتخشى الاوساط، في ظل تركيز يومي وواسع للإعلام القريب من “حزب الله” وقوى “8 آذار” على الخلافات الناشبة بين “المستقبل” والاطراف المسيحيين، ان تنهار واقعياً كل عوامل إمكانات احتواء الأزمة الجديدة ونشوء حالات انقطاع سياسي بين حلفاء “14 آذار”.

وتقول الأوساط عيْنها انه صحيح ان “حزب الله” لا يخرج مرتاحاً بدوره من الاستحقاق الانتخابي الذي كشفت نسب اللوائح المعارِضة له في بعلبك مدى تَراجُع قوته في قلب بيئته الشيعية كما نشأت أمامه عقبة اهتزاز في علاقته بـ “التيار الوطني الحر” الذي أبدى انزعاجاً قوياً من توزيع الحزب دعمه في زحلة على اللوائح الثلاث التي تنافست ولم يخصّه وحده بهذا الدعم، إلا ان الأزمة في ملعب “8 آذار” تبدو أقل خطورة أقلّه بما توحيه المعطيات القائمة حالياً مقارنةً بالتداعيات التي تصيب مناخ العلاقات بين تيار «المستقبل» وأفرقاء مسيحيين وسط تبادل الاتهامات بينهم وتهاوي آخر جسور الثقة.

وتضيف هذه الأوساط أن ما يثير الخشية من تَفاقُم الأمور هو توقف كل الوساطات والمشاورات والاتصالات المباشرة وغير المباشرة بين الحريري والقوى المسيحية الأخرى منذ الاحد الماضي ما يعني ان الأزمة أكثر من جدية وأصعب من ان تُحلّ قبل مراجعة واسعة لكل ما اعترى العلاقات داخل فريق “14 آذار”.

وفيما تعرب الأوساط البارزة عن المخاوف من ان المناخ الذي تلا انتخابات بيروت والبقاع يشي بمزيد من “التخندق الطائفي” المسيحي – الاسلامي وسط الخشية من تداعيات لذلك على المراحل المقبلة من الانتخابات البلدية كما الانتخابات النيابية الفرعية في جزين التي تجري بالتزامن مع الاستحقاق البلدي في 22 أيار، فإنها لا تكتم القلق من ان تأتي تطورات أخرى على نار الاستحقاق الانتخابي الجاري لتُحدِث مزيداً من التباعد بين الحلفاء القدامى مثل الموقف من قانون الانتخابات النيابية الذي سترفع وتيرة البحث فيه كأولوية ملحة من الآن فصاعداً.