كتب ف.ع. في “النهار”:
لم يتغير عليه شيء سوى الابتعاد من السياسة وأهلها الذين نسوه معظمهم، بعدما لم يعد رأس الكنيسة المارونية. الا انّه ظلّ البطريرك في الصلاة التي ينشدها، يصلي من اجل لبنان وشبعه كما دومًا. ملامحه الجسدية لم تتبدل، والابتسامة ما تزال على وجهه مع دخوله اليوم عامه السابع والتسعين. استقبل زواره من المحبّين الذين قطعوا له قالبًا من الحلوى، ولعل ابتسامته ونظرته كانت أغلى هدية لهم. يسير ببطء، ولكن بثبات كمواقفه التي لم يساوم عليها ابداً. الى جانبه دوما شاب لمساعدته، لكنه يصر على القيام بتحركاته بمفرده. لم تفارقه عزيمته ايضاً حتى هذه السنة.
وكما في سنينه السابقة، ملتزم دوماً بقوانين الدير، توجه الى المائدة عند قرع الجرس الديري كما جرت العادة، وتشارك الطعام مع البطريرك مار بشارة بطرس الراعي والمطارنة. وقف الجميع عن المائدة، فكان اول المتوجهين الى كنيسة الصرح لشكر الرب على عطاياه. بمفرده دخل الكنيسة، وبمفرده خرج وتوجه الى جناحه ليرتاح ويعود الى القراءة واستقبال زواره الذين يطرح عليهم الاسئلة الراعوية، مستذكراً اياماً ولحظات لا تزال تجول في باله حتى في يوم عيده الـ96.
كل عام وأنتَ بخير، البطريرك مار نصرالله بطرس صفير، يا تاريخاً في رجل.