Site icon IMLebanon

محادثات حول مشاريع ودور غرفة طرابلس

?
?

تمت في غرفة طرابلس ولبنان الشمالي محادثات ثلاثية في مكتب رئيس الغرفة توفيق دبوسي بين الغرفة ووزارة الشؤون الإجتماعية وسفارة دولة اليابان. وشارك وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس وسفير اليابان سيتشي أوتسوكا. وركزت المحادثات على مشاريع غرفة طرابلس تجاه المجتمع الإقتصادي اللبناني والدور الحيوي المنتظر لمدينة طرابلس في إعادة إعمار كل من سوريا والعراق في مرحلة لاحقة، وكذلك إطلاق المرحلة الثانية من “مشروع التمكين الإقتصادي والتعبئة المجتمعية للنساء المتأثرات بالأزمة السورية في لبنان”، بالتعاون مع هيئة الأمم المتحدة.

بداية تناول دبوسي المفاصل الأساسية في دور غرفة طرابلس ولبنان الشمالي في اتجاه تطوير وتحديث المجتمع الإقتصادي ومدى عمق الشراكة بين القطاعين العام والخاص ومشروعها في إنارة الشوارع العامة لمدن الفيحاء المستمدة من الطاقة المتجددة والدور الداعم والمستمر للمنطقة الإقتصادية الخاصة وخلافها من المشاريع التي تدعمها الغرفة.

وقال درباس “من حسن حظنا جميعا أن يكون الرئيس دبوسي الى جانبنا وأن يكون لولبا للحركة الإقتصادية العامة”، متسائلا “ماذا ينتظر طرابلس؟ وماذا ستستفيد طرابلس أيضا من خلال التعاون القائم مع الجهات الدولية من دولة اليابان الى البنك الدولي والبنك الإسلامي الى الإتحاد الأوروبي ومنظمات الأمم المتحدة؟ من خلال هذا التعاون البناء تخطت طرابلس استكانتها التي مضى عليها خمسة وثلاثون سنة، وما هو بالتالي التصور الحالي للواقع الإقتصاد؟ فهناك قانون للمنطقة الإقتصادية الخاصة ولدى المشروع مساحات واسعة صالحة لكل أنواع المنتجات والتسهيلات، وهذا المشروع الاستثماري يشهد ورشة ردم لمساحة تقدر ب550 ألف متر مربع، وسيتوافر لها قرض قيمته 25 مليون دولار يؤخذ بطرق ميسرة من البنك الدولي والبنك الإسلامي ويتم سداده بشروط ميسرة. وهناك مشروع آخر متمم على مقربة من مرفأ طرابلس، عنيت به سكة الحديد التي تحتاج بدورها الى مبلغ يقدر بـ 26 مليون دولار وسيتوفر له القرض المناسب والميسر وأن هناك الكثير من المشاريع الواعدة التي تجعل من طرابلس أغنى مدينة في شرق المتوسط، ولكن تبقى الإشارة ان جوهر المشاريع الإنمائية تهدف الى “تطوير الإنسان الذي لا يمكن أن يتحقق بتطوير المكان”. وتحضرني اليوم شهادة بما تقوم به غرفة طرابلس ولبنان الشمالي بقيادة الرئيس دبوسي التي تشكل نموذجا للنجاح وهو وليد الإرادة والتصميم”.

المرحلة الثانية من مشروع التمكين

وكان درباس قد رعى في الغرفة حفل إطلاق المرحلة الثانية من”مشروع التمكين الإقتصادي والتعبئة المجتمعية للنساء المتأثرات بالأزمة السورية في لبنان”.

وكانت البداية مع كلمة دبوسي الذي رحب بالحاضرين مشيرا الى “أننا لو سألنا الحاضرين عن آرائهم وانطباعاتهم بمعالي الوزير رشيد درباس لكان الجواب التلقائي أن معاليه مفخرة لنا جميعا، لإنسانيته وعلمه وإيمانه بذاته، وهو يشكل حالة وطنية بالتركيبة الحكومية بالرغم من كل الظروف الصعبة المعروفة منا جميعا. وما التقيت أحدا من كل الأطراف اللبنانيين إلا وأعرب عن فخره بطرابلس وأهلها بعدما تعرفنا الى معالي الوزير درباس”.

أضاف: “أما بالنسبة الى أصدقائنا اليابانيين فإن اليابان تعني لي الكثير، فهي عنوان للصناعات والسلع والمنتجات المميزة بالإتقان والجودة ولديهم حكومة وشعبا أحاسيس إنسانية وإيمان عميق بقدراتهم الذاتية وبمكانة وطنهم، ولكن في السياق نفسه فإن لأصدقائنا اليابانيين مصالح حيوية في تأمين منتجاتهم وسلعهم الى مختلف أسواق العالم، لكنني أرى أن أكثر الشعوب قدرة على النجاح في هذا المجال هم اللبنانيون المنتشرون في مختلف بلدان الانتشار. صحيح أن عدد المقيمين على أرض الوطن هم قلة من حيث العدد، ولكن حجمهم يتعاظم ويزداد بفعل الإنتشار على المدى الدولي الأرحب. وإننا نكن لسعادة السفير أوتسوكا كل المودة والصداقة والاحترام، وهو الذي اعتاد المجيء الى غرفتنا ومدينة طرابلس في زيارات متكررة، ويمثل البلد الأكثر حيوية وإنتاجية، وعلينا أن نغرف ونكتسب الكثير من الخبرات المتقدمة المتوافرة في اليابان الصديق، وأن نغتني بثقافتهم وتقنياتهم الرائدة في مختلف المجالات”.

وتابع: “كما أود أن أعرب عن ترحيبي وتقديري للسيد محمد الناصري المدير الإقليمي لهيئة الأمم المتحدة للمرأة وكذلك المكتب الإقليمي للدول العربية الذي تشرفت بمعرفته اليوم في هذه المناسبة. أما بالنسبة للسيدة رنا مولوي مدير عام مؤسسة الصفدي فإنها مصدر تقدير لنا ونحن نعتبرها أبنة الغرفة وهي مصدر إعتزاز لنا أينما وجدت وفي مطلق مركز تتبوأه، ونحن نقدر الدور الذي تلعبه مؤسسة الصفدي بإعتبارها الجهة المتعاونة والمنفذة لبرامج تمكين المرأة في الحياة الإقتصادية والإجتماعية”.

الناصري
وتحدث السيد محمد الناصري المدير الإقليمي لهيئة الأمم المتحدة للمساواة بين الجنسين وتمكين المرأة، فأكد “متابعة البرنامج التدريبي ومساعدة المتدربات لإيجاد دخل ومردود مالي عن طريق التشبيك مع سوق العمل وتعزيز دور القطاع الخاص في دعم المرأة في المجتمعات المضيفة”.

وأعرب عن تقديره “للشراكة الوثيقة مع حكومة وشعب اليابان ووزارة الشؤون الإجتماعية ولرئيس غرفة طرابلس ولبنان الشمالي لإستضافته الكريمة لهذه المناسبة، ونتطلع الى بناء شراكة وثيقة وفعالة مع القطاع الخاص لتعزيز مساهمته في دعم المراة المعيلة في المجتمعات المعيلة في المجتمعات المضيفة للنازحين ولمؤوسسة الصفدي ولكل المنظمات المحلية المتعاونة، متطلعين دائما الى تحقيق الإنجازات وتسجيل النجاحات”.

أوتسوكا
أما أوتسوكا فقد تحدث عن دور بلاده في “توفير الدعم اللازم لمشاريع تمكين المرأة والأطفال وكذلك الحاجات العامة للمجتمعات الريفية المضيفة، وهذا ما حمل بلاده الى الإنضمام الى برامج الأمم المتحدة في لبنان”، معربا عن تقديره العالي “لدور الرئيس دبوسي في توفير البيئة الصالحة للتنمية المستدامة في طرابلس ولبنان الشمالي، ولوزير الشؤون الإجتماعية السيد درباس الذي يسهر على توثيق الروابط بين بلاده ووزارة الشوؤن الإجتماعية في مختلف البرامج الإنمائية التي تتطلب الدعم والمتابعة والتنفيذ”.

درباس
ثم كانت لدرباس كلمة إستهلها بتأكيد شكره مرة أخرى لدبوسي “الذي استضاف هذه المناسبة والتي يؤكد من خلالها دوره البناء، وأن غرفة طرابلس لم تعد تقاس بمساحتها التي تقدر ببضع أمتار مربعة ولكن بمداها الأوسع وكذلك بعطر طرابلس الفواح الذي وصفه الشاعر نزار قباني في قصائده”.

وتناول درباس “المشاريع القائمة التي تحتضنها طرابلس، ودور وزارة الشؤون الإجتماعية في تطبيق مشاريع تمكين النساء، وهي باتت نصف المجتمع وأكثر، وأن هناك الكثير من المشاريع الواعدة التي سيتم إطلاقها تباعا سواء أكان ذلك على نطاق عكار أو في طرابلس، وأن هناك تعاونا وثيقا مع أصدقائنا اليابانيين لتنفيذ عدد من البرامج التي تلقى الدعم وستتم إقامة مطبخ عكاري في طرابلس وتديره نساء من عكار وسيتم الشروع بإطلاق الكثير من الأنشطة خلال شهر رمضان على قسم من الجزيرة المؤهلة قبالة شواطئ طرابلس، كما ستتم إضاءة الجزر المتناثرة في بحر طرابلس خلال شهر رمضان وأن المشاريع السياحية والإنمائية ستشمل كورنيش الميناء هذا الخليج القابل للإستثمار في أكبر مشروع سياحي وسيتم تعاون كل من بلديتي طرابلس والميناء في هذا المجال لإقامته وتنفيذه وإنجاحه”.

وعاود درباس “سرد مختلف المشاريع التي تم التداول بشأنها في مكتب الرئيس دبوسي”.

وفي ختام كلمته توجه درباس بشكره الخالص الى “فريق العمل في الوزارة وفي مكاتب عكار وطرابلس فردا وفردا”، معتبرا أن “جهودهم مشكورة لما ينجزونه من تنفيذ لمشاريع إنمائية هي وليدة العمل والتعاون الدائم مع كل الجهات الدولية الداعمة تتقدمها سفارة دولة اليابان في لبنان، إضافة الى المنظمات المتخصصة المنبثقة من الأمم المتحدة”.

وتخلل الحفل عرض وثائقي عن المشروع الإقليمي لتمكين المراة في الدول المتأثرة بالازمة السورية، بما فيها لبنان، رافقه معرض للحرف والصناعات اليدوية والغذائية المنتجة من المستفيدات من المرحلة الأولى من المشروع.