كتب فراس الشوفي في صحيفة “الأخبار”:
يواجه التفاهم بين النائب طلال أرسلان والنائب وليد جنبلاط صعوبات في عددٍ من بلدات عاليه، بينما ينجح في بلدات أخرى. إلّا أن المواجهة هي في الشويفات، معقل أرسلان، حيث يدعم جنبلاط «المجتمع المدني» في وجه لائحة أرسلان
لم يكن سهلاً ترجمة التفاهم الأوّلي بين رئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط ورئيس الحزب الديموقراطي اللبناني النائب طلال أرسلان على خوض الانتخابات البلدية في القرى الدرزية بلوائح توافقية. فعلى رغم إرادة الطرفين، وتوجّه الحزب السوري القومي الاجتماعي في الاتجاه ذاته، إلّا أن تعقيدات القرى والعائلات فرضت أكثر من معركة انتخابية يتداخل فيها الحزبي بالعائلي، أبرزها في الشويفات، حيث المعقل الأساسي لأرسلان.
وفيما تبدو غالبية المعارك منخفضة الحدّة على الرغم من حماوة بعضها، إلّا أن لمعركة الشويفات حصّة الأسد من المنافسة والتصعيد، خصوصاً بعد خطاب أرسلان أمس خلال إعلانه «لائحة قرار العائلات في الشويفات» وما يعتبره «مواجهة جنبلاطية في عقر داره».
وأطلق أرسلان خطاباً نارياً ضد الاشتراكي ووكيل داخليته في الشويفات مروان أبو فرج من دون أن يسمّيه. وتتواجه في الشويفات لائحة مكتملة شكّلها الديموقراطي مع عدد من الاشتراكيين وأحد القوميين ومرشّح للتيار الوطني الحرّ برئاسة زياد حيدر، في مقابل لائحة غير مكتملة من أعضاء محسوبين على جمعيات تنضوي تحت لواء «المجتمع المدني»، بالاضافة إلى لائحة غير مكتملة للاشتراكي. وتؤكّد مصادر الاشتراكي لـ«الأخبار» أن «الاشتراكيين سيصوّتون لمرشّحيهم ومرشحي المجتمع المدني». وفي وقت يتبادل فيه الاشتراكيون والأرسلانيون الاتهامات بشأن أسباب فشل التوافق في البلدة الأكبر من حيث عدد الناخبين، تؤكّد مصادر الديموقراطي أن «لائحتنا لم نخترها نحن، بل العائلات، وفيها حزبيون ومستقلون اختارتهم عائلاتهم»، بينما تقول مصادر الاشتراكي إن «الديموقراطيين لم يقتنعوا بضرورة العمل باستراتيجية جديدة غير توزيع الحصص وضرورة منح المجتمع المدني مساحته، لأننا لو مشينا في خيار التصويت للائحة توافقية فسنخسر جزءاً من أصواتنا لصالح المجتمع المدني». وشدّدت مصادر الاشتراكي على القول «إننا لا نخوض معركة كسر عظم في الشويفات، وحقّنا أن نأخذ الخيار الذي نريد». من جهته، لم يحسم القومي خياراته في الشويفات بعد. وتخوّف أكثر من مصدر في البلدة أن «تأخذ أجواء التنافس منحىً تصاعدياً يثير القلق، واحتمالات حصول إشكالات بين المتنافسين في ظل حماوة المعركة».
في المقابل، أمكن تنفيذ التفاهم في بلدية عاليه مثلاً، بالاتفاق على إعادة تولّي رئيس البلدية الحالي وجدي مراد زمام البلدية لولاية كاملة، بعد ضغط أرسلان على المرشّح المقرّب منه كمال منيف للانسحاب. ومن المتوقّع أن تعلن لائحة مراد فائزة بالتزكية. كذلك نجح التوافق في الوصول إلى لائحة تزكية في شانيه برئاسة حسين أبو المنى، وفي بتاتر فازت لائحة توافقية بالتزكية على رأسها القيادي الاشتراكي المعروف فادي غريزي. أمّا في صوفر، فتقول مصادر الديموقراطي إنه تمّ تشكيل لائحة توافقية مع الاشتراكيين على رأسها كمال شيّا في مقابل لائحة ترشّح عليها ديموقراطيون واشتراكيون آخرون. بينما تقول مصادر الاشتراكي إن «قرار جنبلاط هو البقاء على مسافة واحدة من الجميع في صوفر». وفي مجدلبعنا، تؤكّد مصادر الديموقراطي أن القرار في البلدة تُرك للحزبيين، فتمّ تأليف لائحة على رأسها روزبه عبد الخالق شبه توافقية بين الاشتراكي والديموقراطي والقومي، فيما تواجهها لائحة أخرى مختلطة أيضاً. وفي جرد عاليه أيضاً، أنتج شبه التوافق بين الاشتراكي والديموقراطي لائحة برئاسة زاهر شيّا، إلّا أنه تمّ تشكيل لائحة أخرى من ديموقراطيين وقوميين واشتراكيين، على أن يبقى خيار الديموقراطي والاشتراكي الرسمي بدعم لائحة زاهر شيّا، كما تؤكّد مصادر الطرفين. أمّا النجاح الأبرز فكان في ديرقوبل، حيث حُسم أمر التفاهم على تقاسم الولاية البلدية بين وضّاح ناصر الدين عن الديموقراطي لثلاث سنوات، ونزار رسامنة عن الاشتراكي لثلاث سنوات أخرى. غير أن التفاهم فشل في الوصول إلى لوائح ائتلافية في عيتات، وحتى الآن، تتنافس لائحتان بشكل أساسي، ولائحتان أخريان غير مكتملتين، لائحة بوجوه أرسلانية برئاسة صلاح التيماني، ولائحة من وجوه اشتراكية برئاسة أمين التيماني.
وتقول مصادر الاشتراكي إن «البحث لا يزال جارياً للوصول إلى تفاهم»، لكن في حال عدم الوصول إلى التفاهم، فهناك «قرار اشتراكي رسمي بدعم لائحة أمين التيماني». ومن عيتات إلى شارون، حيث تتواجه لائحتان، الأولى للديموقراطي بشكل رسمي برئاسة مهنا البنّا، ولائحة أخرى محسوبة على الاشتراكي برئاسة ملحم البنا. وتقول مصادر في البلدة إن «التشطيب سيكون سيّد الموقف نظراً إلى تداخل اللوائح»، بينما تقول مصادر الاشتراكي «في شارون نحن نترقّب، وغير منخرطين كحزب اشتراكي في المعركة، وسنبقى على مسافة واحدة من المرشّحين». أمّا في بعلشميه، فتبرز حتى الآن ثلاث لوائح: لائحة غير مكتملة برئاسة خالد الدنف محسوبة على الحزب السوري القومي الاجتماعي، لائحة غير مكتملة للاشتراكي بغالبيتها من آل أبو فرّاج، ولائحة مكتملة للديموقراطي برئاسة أدهم الدنف. وفي بلدة العزونية، حيث لا بلدية، يتنافس الاشتراكيون والديموقراطيون على معركة الاختيارية. وليس بعيداً عن العزونية، تتنافس في بلدة أغميد لائحتان: الأولى برئاسة مهنا الصيفي محسوبة على الديموقراطي، ولائحة غير مكتملة محسوبة على الاشتراكي برئاسة كمال أبو غادر.
وتمتاز معركة بيصور بتداخل اللوائح، حيث تتنافس لائحتان: الأولى مكتملة برئاسة نائب رئيس البلدية السابق نديم ملاعب (أبو أرز) وفيها مرشّحون محسوبون على الاشتراكي والقومي والديموقراطي باسم «لائحة الوفاق»، في مقابل لائحة مكتملة يرأسها صلاح عارف ملاعب، وغالبية مرشحيها محسوبون على الاشتراكي. وتقول مصادر الاشتراكي «حاولنا جاهدين الوصول إلى توافق لنعبر الاستحقاق ونمنع التشرذم، لكن التوافق لم ينجح، ونترك الخيار للتنافس الديموقراطي في البلدة».
وفي عرمون، واحدة من كبريات بلدات قضاء عاليه، يعود رئيس البلدية الحالي فضيل الجوهري لتشكيل لائحة مكتملة متنوّعة بين ديموقراطيين واشتراكيين، تقابلها لوائح غير مكتملة من العائلات المتضرّرة، من أبرز وجوهها وسيم يحيى وريبال أبو غنام. وبحسب المصادر، يجري التفاهم للوصول إلى لائحة مكتملة تواجه الجوهري، المحسوب تاريخياً على أرسلان، لكنّه في السنوات الأخيرة الماضية بات خارج الاصطفاف السياسي بين جنبلاط وأرسلان.