كتبت مي عبود ابي عقل في صحيفة “النهار”:
فيما تنام معظم البلدات في قضاء جبيل على حرير الوفاق في الانتخابات البلدية، تتجه بلدة بجه الى معركة حامية تشترك فيها العائلات والأحزاب على حد سواء.
فشلت الوساطات التي قام بها سعاة الخير في بجه لتجنيبها منازلة قاسية، ويستعد الأهالي للتوجه غدا الاحد الى صناديق الاقتراع للتصويت لإحدى لائحتين: الاولى لائحة “بجه لأهلها” برئاسة الرئيس الحالي رستم صعيبي وتضم سيدتين، والثانية لائحة “إنماء بجه” برئاسة أكرم الخوري المدعومة من “التيار الوطني الحر” وتضم امرأة واحدة فقط. اضافة الى منصب مختار في كل لائحة.
وعن أسباب فشل التوافق يقول صعيبي في لقاء مع “النهار” إن فريقه “أمن كل عناصر النجاح للائتلاف، لكن الفريق الآخر رفض كل العروض، وأصرّ منذ البداية على المعركة الانتخابية بدعم من “التيار الوطني الحر”. بينما لائحتنا تتشكل من عائلات بجه حصرا، ولا دور للاحزاب فيها، لكن الحزبيين يؤيدونها، وتضم محازبين من القوات اللبنانية والكتائب والتيار الوطني، إنما يخوضون الانتخابات بصفتهم ممثلين للعائلات وليس للأحزاب”.
من ناحيته يؤكد الخوري أن “الائتلاف فشل رغم وساطات عدة، ولائحتنا مدعومة من التيار الوطني، والقوات اللبنانية لم تتدخل. نريد خوض انتخابات ديموقراطية مثلما يحصل في كل البلاد والبلدات. نحن نتزاحم ونتنافس لمصلحة بجه وأهلها وإنمائها ونوعية الحياة فيها”.
يؤكد صعيبي أن الهدف الرئيسي من اعادة ترشحه هو استكمال البرنامج الذي بدأه في ولايته الحالية المنتهية، ويقوم على “استراتيجية تهدف الى تأمين نوعية حياة أفضل لابن بجه ليبقى في ضيعته، من خلال تأمين الأمور الحياتية الاساسية”. ومن أبرز إنجازات هذا المجلس البلدي تزفيت طرق البلدة بالكامل بعد أكثر من 50 عاما على الحرمان، وإنشاء شركة كهرباء بجة وتأمين الطاقة 24 ساعة بواسطة المولدات وبسعر الكلفة، والعنونة البريدية، وانشاء المبنى البلدي الأخضر وهو مشروع رائد في الشرق الأوسط، وتجهيزه بالمفروشات واستحداث مقار لمكتبة عامة ومدرسة الرسم والموسيقى داخله، وغيرها”.
أما برنامج اللائحة المستقبلي فيتضمن مشاريع عدة أبرزها: إنجاز مبنى البلدية، وشراء باص لتأمين النقل يوميا من جبيل واليها، واستعادة ملكية عقارات من وزارة التربية لإنشاء محطة لانتاج الطاقة الكهربائية وربطها بمجمع بلدي ترفيهي، وتأهيل الدروب القديمة والزراعية لادخال البلدة ضمن منظومة السياحة البيئية، ومشروع رعاية صحية للمسنين، وغيرها.
من ناحيته يعدد الخوري أبرز مشاريع لائحته، وتركز خصوصا على التواصل بمختلف الوسائل مع ابناء بجه المنتشرين في عدد كبير من المناطق والبلدات الاخرى، وانشاء مجلس اقتصادي واجتماعي، ولجنة صلح ومصالحة ومكتب للشكاوى، وتجهيز مركز الدفاع المدني والمستوصف، وتحسين التغذية الكهربائية والبحث عن مصادر جديدة للطاقة، وتأمين المياه 24/7، وانجاز مبنى البلدية، وتنظيم مهرجان فني وثقافي، وتطوير البنية التحتية والخدماتية من ضمن تخطيط شامل واعادة النظر في التخطيط المدني بما يتلاءم وحاجات البلدة، وفرز النفايات وشق طرقات زراعية الى كل العقارات ليتمكن المالكون من الوصول اليها واستثمارها، وتحسين الطرقات الداخلية”. يذكر ان الخوري سبق ان ترأس المجلس البلدي مدة 3 سنوات ويترشح مرة ثانية “بناء على طلب من عملوا معي ولأخدم ضيعتي”.
الوعود جميلة وكثيرة لبلدية تبلغ موازنتها نحو 400 مليون ليرة فقط سنويا، ومجلس بلدي يتألف من 9 مقاعد، وتعد لوائح الشطب 1112 اسما، اقترع منهم 750 في الانتخابات الاخيرة عام 2010. ويتوقع الفريقان أن تكون المنافسة هذا العام قاسية و”كسر عظم”، وان يتجاوز الاقبال على المشاركة في الانتخابات المعدلات السابقة المعهودة.