IMLebanon

عون يتلقّف رسائل نصرالله!

nasrallah-aoun-1

كتبت ألين فرح في صحيفة “النهار”:

وجّه الامين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله رسائل عدة الى حليفه العماد ميشال عون على خلفية الانتخابات البلدية، وتحديداً في زحلة، في خطابه أول من أمس، بعدما أبدى مسؤولون عونيون امتعاضهم من طريقة تصويت مناصري الحزب، فكثرت التكهنات عن علاقة الرابية بحارة حريك.

يقال إن العماد عون عند سماعه خطاب السيد نصرالله مباشرة تلقفه بتفهّم ومحبة واحترام. ووفق عونيين يعرفون “خبايا” العلاقة ومتانتها بين الرجلين، أن الأول لم يفرض اتفاق معراب على أحد عندما عقد تفاهماً مع “القوات اللبنانية”، بل كان ينظر الى المكون المسيحي والى هدأة النفوس فيه وعدم بعثرته، لا سيما ان الفريق المناوئ له في السياسة وفي الاستحقاق الرئاسي أصرّ على القول إن على المسيحيين أن يقولوا كلمتهم الوازنة فيجري الاستحقاق على هواهم وإرادتهم، وهذا ما لم يحصل.

ذهب العماد عون الى معراب فتنفّس المسيحيون الصعداء، ودلت الاحصاءات الموثقة الى ان هذه المصالحة قذ أخذت رضا المسيحيين الجامع. وعندما يغني العماد عون حيثيته الواسعة اصلاً بمثل هذه المصالحات لا يخال “حزب الله” إلا أن يكون ممتناً. وقد عبّر السيد نصرالله في خطاب سابق له أنه لا يضيره شيء أن يراكم العماد عون حيثيته حيث يجب، كون الأخير هو الحليف الاستراتيجي الكبير لـ”حزب الله” ومرشحه الاستراتيجي الأوحد لرئاسة الجمهورية. فكيف يمكن أن تضيره المراكمات؟

ما سعى السيد نصرالله الى قوله في خطابه الأخير هو رد من باب الحرص على كلام تناهى اليه من بعض أركان “التيار البرتقالي” من عتب على عدم التسليم المطلق بتحالفاته الاقليمية المحلية واعطائه الدعم الكامل، فشرح انه بمقدار ما يكون “التيار” منخرطاً في معركة استحقاق شعبية كالاستحقاق البلدي مثلاً، بقدر ما يكون “حزب الله”، من دون مواربة أو تحفظ، مؤيداً، من دون أن يعني ذلك ان هذا التأييد المطلق ينسحب على الحلفاء الجدد لـ”التيار”، مسمّياً “القوات اللبنانية” والكتائب، ومنزّهاً عنهم في الوقت عينه صفة العداء ومطلقاً صفة الخصومة السياسية. وهذا يقابله أيضاً ان “حزب الله” حتى في إدارته ملف العلاقة بين العماد عون والرئيس نبيه بري يأخذ في الاعتبار أن الأول حليف استراتيجي كما الثاني، ولا يضيره في شيء أن تكون للأول مآخذ على الثاني في أكثر من ملف سياسي أو انمائي أو مالي، على رغم رغبته في تقريب وجهات النظر دائماً، لعلمه أنه لا يستطيع أن يعبث بالبيت الشيعي وتحديداً في هذه الظروف حيث هو مستهدف فيها باللحم الحي والقضاء والمال.

ومن جهة الرابية، فالعماد عون يردد دائماً، لمن يرغب في أن يسمع أو يسأل، أن العلاقة مع “حزب الله” ومع أمينه العام فوق كل اعتبار، ومرتكزاتها هي أيضاً استراتيجية وأخلاقية ووطنية، وأنه، أي العماد عون، حين يحالف لأسباب جوهرية تتعلق بالمكوّن المسيحي لا يستأذن أحداً، لعلمه أن هذا المكوّن هو أيضاً مستهدف في الشرق العربي وفي لبنان في الدور والوجود، كما المكوّن الشيعي. لذلك لا يمكن على الاطلاق المراهنة على تردّي العلاقة يوماً بين الرابية وحارة حريك، وقابل الأيام سوف يبرهن ذلك، كما الماضي القريب حيث لم يخذل “حزب الله” الحليف الاستراتيجي في انتخابات زحلة البلدية، حتى لو لم يزن وزناته في الشكل المطلوب، بدليل أن الانتصار كان كاملاً للائحة “انماء زحلة”، ومن يتفحّص الارقام والنتائج يصل الى الدلالات.

وفي سياق التكهنات أيضاً، ثمة كلام عن امتعاض “حزب الله” من زيارة وزير الخارجية جبران باسيل الى قطر قبل ثلاثة أيام وما تمّ التصريح خلالها، لكن وفق مصادر معنية، فإنه يكفي ان السيد نصرالله أشاح الأمر بيده قائلاً ان العلاقة مع العماد عون والوزير باسيل فوق كل اعتبار وشبهة. ولا أحد يستطيع أن يصطاد في الماء العكر إن أراد لبنان من خلال وزير خارجيته تنقية العلاقات العربية بهدف تمتين الساحة الداخلية في وجه الارهاب.