قالت وكالة موديز للتصنيف الائتماني اليوم السبت، إنها أكدت تصنيفها لدولة لإمارات العربية المتحدة عند مستوى (AA2) على المدى الطويل، مع نظرة مستقبلية سلبية.
وقالت الوكالة في بيان اليوم، إن تأكيد التصنيف يأتي نتيجة أن إمارة أبوظبي (أغنى الإمارات السبع وهي المحرك الرئيسي للتصنيف) تمتلك من الاحتياطات الضخمة الناتجة عن الفوائض المالية المتراكمة لسنوات طويلة ما سيمنح الحكومة الاتحادية الوقت اللازم لضبط السياسة المالية المتضررة نتيجة تراجع أسعار النفط.
وكانت “موديز” أعلنت في 4 مارس/آذار الماضي عن وضع تصنيفها للإمارات AA2 قيد المراجعة من أجل خفض محتمل.
وأشار البيان، إلى أن قرار الوكالة بوضع توقعات سلبية للتصنيف يعكس عدم وضوح سياسات الحكومة لوقف العجز الموازنة وتدهور الأصول نتيجة انخفاض أسعار النفط الذي سيؤدي إلى تآكل الاحتياطات المالية مع مرور الوقت.
وذكر بيان الوكالة أن الانخفاض الحاد في أسعار النفط تسبب في تسجيل عجز كبير في الموازنة العامة للحكومة الاتحادية في عام 2015، لا سيما وأن إيرادات النفط والغاز يمثل ما يقارب من نصف العائدات المالية لدولة الإمارات بنهاية العام الماضي.
وتوقع البيان أن تسجل الإمارات عجزاً في الموازنة العامة يقدر بنحو 9.5% من الناتج المحلي الإجمالي في عام 2016، مضيفاً إن نسبة الدين العام إلى الناتج المحلي الإجمالي ما تزال منخفضة (حوالي 18٪ في عام 2015)، ومن المتوقع أن تبقى معتدلة، على الرغم توجه الحكومة لتمويل معظم العجز في العام الحالي من خلال إصدار سندات الدين.
وأعلنت إمارة أبوظبي الثلاثاء الماضي عن إغلاق طرحها بنجاح لسندات سيادية بقيمة 5 مليارات دولار أمريكي.
وأبوظبي هي عاصمة الامارات العربية المتحدة ويوجد بها معظم ثروتها النفطية وهي أكبر الامارات السبع من حيث الحجم.
وذكر البيان أنه من المتوقع أن تصل نسبة الدين العام إلى حوالي 31٪ من الناتج المحلي الإجمالي بحلول عام 2019، على افتراض أن أبوظبي ستمول العجز بالتساوي بين السحب من الاحتياطي والديون، في حين ستلجأ حكومات الإمارات الأخرى إلى إصدار سندات الدين فقط.
كما توقع بيان موديز أن تبقى الاحتياطيات المالية لدولة الإمارات قوية فوق مستوي 130٪ من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد على مدى السنوات القليلة المقبلة.
وأضاف أن الإمارات نجحت في سياسة التنويع الاقتصادي، ومن المتوقع أن تستفيد من الاستثمارات الجديدة في معرض إكسبو 2020 في دبي فضلاً عن أن استثمارات أبوظبي الخارجية تعطيها المرونة للتعامل مع انخفاض أسعار النفط.
ولفت بيان وكالة التصنيف إلى أن خطوات إصلاح الدعم في الإمارات وزيادة الإيرادات غير النفطية، بما في ذلك فرض ضريبة القيمة المضافة في عام 2018، سيكون تأثيرها إيجابي على التصنيف، فيما سيقلل الأثر المالي لها من حجم التحديات الاقتصادية.
وأضاف أن من بين المخاطر التي تؤثر على النمو الاقتصادي للبلاد، تراجع السيولة لدي القطاع المصرفي، وكذلك الآثار السلبية الناجمة عن انخفاض الاستهلاك والاستثمار، وخاصة في أبوظبي.