Site icon IMLebanon

إغتيال بدر الدين مقدمة لتصفية الرؤوس الكبيرة؟!

أشارت الوكالة “المركزية” إلى أنّ بيان “حزب الله” في شأن طبيعة الانفجار الذي أدّى الى اغتيال قائده الميداني، الذراع العسكري الايمن لامين عام الحزب، مصطفى بدر الدين، أضاف طينة الغموض الذي اكتنف العملية بلّة، ووسع مروحة التساؤلات والالتباس الى حدها الاقصى، ذلك انّ تحديد مقتله بقصف مدفعيّ للجماعات التكفيريّة من دون تحديد هويتها بوضوح، رفع منسوب التشكيك، سيما من بعض الاوساط في فريق 14 آذار الذي ذهب الى حد الحديث عن سيناريوهات غير دقيقة، وفق ما تظّهر من مواقف هؤلاء، الى جانب نفي المرصد السوري لحقوق الانسان رواية الحزب واعتبارها غير صحيحة اطلاقا وتأكيده ان “لا صحة لاستهداف فصائل المعارضة القائد العسكري لـ”حزب الله قرب مطار دمشق، وان المنطقة لم تتعرض لاي قصف خلال الأيام الماضية”، نافيا اي علاقة للمعارضة السورية بمقتله.

وقالت مصادر سياسية متابعة للقضية، انّ عدم تحديد الجهة بوضوح من قبل “الحزب”، وما اذا كانت “داعش” أو غيرها، يطرح أكثر من علامة استفهام، دائماً وفق المصادر التي تشير عبر “المركزية” الى انّ أيّ تنظيم ارهابي كان ليفاخر بنجاحه في قتل بدر الدين لو هو يقف خلف الاغتيال، وهو ما درجت عليه هذه الجماعات في السابق حيث تسارع الى اصدار البيانات وتعميم أشرطة مصورة تضيء فيها على تفاصيل عملياتها وتظهّرها كـ”انجازات”، الامر الذي لم يحصل هذه المرة، حتى انّ “المرصد السورى لحقوق الإنسان” أوضح اليوم أن رواية حزب الله عن مقتل أبرز قياداته بدمشق، مصطفى بدر الدين، غير صحيحة على الإطلاق.

واذ تعتبر ان اتهام “التكفيريين” مطاطي ولا يرتّب على “الحزب” رداً عملياً واضح المعالم، تمضي المصادر في تحليلها للاغتيال من حيث الشكل، فتتوقف عند مكانه حيث وقع في دمشق ايّ في منطقة واقعة تحت سيطرة النظام السوري، الامر المثير للريبة على حد تعبيرها، ويعيد الى الاذهان عملية اغتيال عماد مغنية في العام 2008 التي لا تزال تفاصيلها لغزا حتى يومنا هذا… أما في معرض قراءتها لخلفيات الاغتيال وأبعاده، والتي قد تساعد أيضا حسب المصادر، في تحديد الجهة الحقيقية الضالعة في العملية، فتجزم بأنّ ثمة رسالة أريد ان تصل الى الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله أو الى ايران من خلال تصفية بدر الدين، قد يكون فحواها أنّ مرحلة التصعيد في الميدان السوري انتهت، وللغاية بدأ قلب الرؤوس الكبيرة المحرّكة للعمليات العسكرية على الارض. أما موجِّه الرسالة فقد تكون الجهات العاملة على ارساء تسوية في البلاد، لكن تنفيذها قد يكون تولاه، حسب المصادر، من يمسك بقبضة شبه حديدية بزمام الأمور في العاصمة، في خطوة يريد من خلالها تلميع صورته أمام الغرب، وتظهير نفسه شريكا طيّعا يسهل التعاون معه في المستقبل، مشدّدة في هذا السياق، على أنّ صفوف “الحزب” لا بدّ أن تكون تعرضت لخرق سمح باتمام هذه العملية الدقيقة بنجاح.

في المقابل، لا تستبعد المصادر ان تكون جهات دولية ـ اقليمية تريد تضييق الخناق المالي والاعلامي الذي تفرضه على “حزب الله”، أكثر، ليصبح عسكرياً أيضاً، بما يطوّق نفوذه المتزايد في لبنان والمنطقة، لافتة ايضاً الى أنّ فقدان “الحزب” أبرز كوادره في سوريا على مرّ السنوات الماضية من شأنه أن يعزّز صوت الرافضين للتدخل في سوريا في بيئته، فيضعضعه من الداخل. والى جانب فرضية التواطؤ الاستخباراتي الدولي ـ الاقليمي ـ المحلي في مقتل بدر الدين، ترى المصادر انّ “حزب الله” لم يرد توجيه تهمة الاغتيال الى اسرائيل كونه لا يحبّذ فتح مواجهة معها في هذا التوقيت بالذات حيث ينهمك في الحرب السورية وفي سواها من المعارك في أكثر من ميدان.

وأخيراً، لا تسقط المصادر من حساباتها امكانية ان يكون الاغتيال نتيجة خلافات بدأت تتزايد بين بعض قيادات الحرس الثوري الايراني وقيادات “حزب الله” على الارض السورية، لكن قد يكون أريد منه أيضاً إزاحة بدر الدين الذي يعرف الكثير عن الحزب وعملياته الامنية والعسكرية من الطريق، حيث يجدر التذكير بأنّ بدر الدين أحد المتهمين الرئيسيين الاربعة بجريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري وفق المحكمة الدولية الخاصة بلبنان.