كتب غسان ريفي في صحيفة “السفير”:
تنتظر طرابلس ما ستؤول إليه نتائج اللقاء الذي عقد بين الرئيسين نجيب ميقاتي وسعد الحريري في دارة الرئيس تمام سلام في المصيطبة، ليل أمس الأول، التي من شأنها أن تحدد اتجاه الانتخابات البلدية في المدينة الى التوافق أم الى المعركة، حيث تشير المعلومات الى أن الصورة ستتظهر في غضون الساعات الـ24 المقبلة.
ووصفت مصادر مطلعة اللقاء بأنه أكثر من جيد، وبأنه كان بمثابة “قمة سنّية” مصغّرة، بحثت المستجدات على الساحة اللبنانية والتحديات التي تفرض نفسها في ظل عدم انتخاب رئيس للجمهورية، وفي كيفية ترتيب البيت السنّي، حيث شدد سلام على ضرورة التعاون بين كل المكوّنات السنّية والسعي الى حل كل الخلافات والتباينات الحاصلة، لافتة الانتباه الى أن الشأن البلدي في طرابلس كان له محطة صغيرة في نهاية اللقاء.
وعلمت “السفير” أن ميقاتي والحريري شددا على أهمية حصول توافق في طرابلس، من أجل الحفاظ على تمثيل العائلات الروحية من المسيحيين والعلويين، فضلا عن عدم إفساح المجال لعودة التشنجات التي قد يفرضها أي تنافس انتخابي، خصوصا إذا كان سياسياً.
وتقول هذه المعلومات إن ميقاتي كان إيجابياً، وهو شرح للحريري أسباب وظروف تسميته للمرشحين الثلاثة: عزام عويضة وعمر الحلاب وعبد الرحمن الثمين، والنقاشات التي حصلت في الاجتماعات النيابية التي عرضت لشخصية كل من المرشحين وقدرته على العمل والانتاج، وخوض معركة انتخابية في وجه اللوائح الأخرى لا سيما لائحة المجتمع المدني التي يدعمها الوزير أشرف ريفي، وتلك التي يرأسها النائب السابق مصباح الأحدب.
وتضيف هذه المعلومات: أن ميقاتي أكد للحريري أنه هو من قام بتسمية عمر الحلاب الذي يتمسك به “تيار المستقبل” من ضمن الأسماء الثلاثة وأن لا مشكلة لديه معه، بل على العكس فهو صديق كما كل أفراد عائلته، لكن النقاشات التي حصلت بين النواب، جعلت الجميع يقتنع بأن عويضة هو الخيار الأمثل نظرا لخبرته وقدرته على القيام بهذه المهمة، من هنا جاء الطرح بأن ينضم الحلاب والثمين الى اللائحة برئاسة عويضة، لكي يشكلا قيمة مضافة الى جانب الرئيس من شأنها أن تدعم العمل البلدي في طرابلس، وفي نفس الوقت فان ذلك سوف يتيح للحلاب بأن يحصل على الخبرة البلدية لمرحلة لاحقة.
وخلص ميقاتي الى القول بأنه متمسك بالدكتور عويضة لرئاسة بلدية طرابلس الى أبعد الحدود، وبأن يقوم بتشكيل فريق عمله من دون محاصصة سياسية، داعيا الحريري الى الوقوف بجانب هذا الخيار الطرابلسي، أو أن تكون هناك معركة نظيفة تكون فيها المنافسة شريفة بعيدا عن التحريض، و “صحتين على قلب اللي بيربح”، لكن ذلك لن يكون في مطلق الأحوال في مصلحة التنوع وفي تمثيل العائلات الروحية في المدينة.
وأكدت المعلومات أن الحريري كان مستمعا جيدا لطروحات ميقاتي، وأنه طلب مهلة لدراسة الموضوع والرد عليه.
وعلمت “السفير” أيضا، أن ميقاتي أجرى سلسلة اتصالات ولقاءات مع النائب أحمد كرامي والوزير السابق فيصل كرامي وسائر الحلفاء، لاطلاعهم على مضمون لقائه مع الحريري الذي عقد لقاءات مماثلة مع نوابه وقيادات تياره في طرابلس للتشاور في طرح ميقاتي، كما وضع النائب محمد الصفدي في أجواء ما حصل.
ومساء استكمل التشاور في طرابلس، حيث عقد اجتماع ثلاثي في منزل النائب سمير الجسر ضمه الى الرئيس نجيب ميقاتي والنائب محمد كبارة حيث جرى البحث في نتائج الاجتماع بين ميقاتي والحريري، واشارت مصادر مطلعة الى ان الأجواء لا تزال إيجابية.