Site icon IMLebanon

5 حقائق تُسقط فرضية اغتيال قوات المعارضة السورية لبدر الدين

لا تنسجم كل الوقائع المحيطة بعملية اغتيال القيادي فيما يسمى “حزب الله” مصطفى بدر الدين مع رواية الحزب عن مقتله جراء قذيفة مدفعية أطلقتها “الجماعات التكفيرية”. فلا هذه الجماعات قادرة على استهداف مطار دمشق الدولي وإلا لكانت شلّت عمله منذ فترة طويلة، ولا الحزب متساهل بموضوع أمنه وأمن قيادييه ما يسمح بالوصول إلى أحد أبرزهم على الإطلاق خلال وجوده في قلب دمشق.

وبحسب مصادر مطلعة في المعارضة السورية، فإن أقرب نقطة تتمركز فيها فصائل المعارضة تبعد 12 كلم عن المطار، وهي تقع تحديدا في منطقة دير العصافير في الغوطة الشرقية التي تسيطر عليها الفصائل التالية: “جيش الإسلام وفيلق الرحمن وأجناد الشام وجبهة النصرة”، كما أن أقرب مركز لمقاتلي تنظيم داعش يقع على تل دكوة الذي يبعد نحو 20 كيلومترا من المطار.

ثانيا، تؤكد المعارضة السورية أن مجموعاتها في الغوطة لا تمتلك الأسلحة الكفيلة التي تمكنها من ضرب أهداف تبعد أكثر من 12 كلم. وفي هذا الإطار، تقول المصادر لصحيفة ”الشرق الأوسط” موضحة: “وحدها مدفعية من عيار 130 ملم قادرة على ضرب نقطة تبعد عنها كل هذه المسافة، وهي مدفعية لا يمتلكها ثوار الغوطة الذين ليس بحوزتهم أيضا الصواريخ التي تخولهم ضرب أهداف على مسافة 12 كلم”، وهو ما يُسقط، بحسب المصادر، كليا “الرواية التي يسوّقها (حزب الله) ويجعلها بعيدة عن المنطق وغير قابلة للتصديق”. وهو ما يُجمع عليه أيضا عدد من الخبراء العسكريين الذين يؤكدون أن قتل هدف منفرد من مسافات بعيدة لا يمكن عادة أن يتم إلا عبر صواريخ موجهة، وهي أسلحة نوعية لا تملكها الجماعات السورية المسلحة ولا تنظيم داعش.

ثالثا، يُتقن ما يسمى “حزب الله” وبحسب مقاتلي المعارضة “فن التمويه”: “وهو يبدّل مواقعه باستمرار بعكس الإيرانيين الذي نعرف عددا من مراكزهم في دمشق وأبرزها المقر الزجاجي قرب المطار، الذي أنشأه قاسم سليماني منذ فترة ليست ببعيدة، إضافة إلى مركز إيراني آخر موجود على طريق دمشق – الزبداني”. وتضيف المصادر: “كما أن إمكانية تحديد موقع وجود بدر الدين وتوقيت وجوده فيها أمر شبه مستحيل بالنسبة لنا، ما يعزز فرضية اختراق الحزب من قبل إسرائيل أو نظام الأسد أو حتى الروس، خاصة أن ما يسمى “حزب الله” والإيرانيين يحرصون كثيرا في الفترة الأخيرة على عدم كشف مواقعهم وحركتهم للضباط الروس الذين فقدوا الثقة بهم بشكل تام”.

ولعل العنصر الأبرز الذي يُسقط رواية ما يسمى “حزب الله”، هو عدم تبني أي من فصائل المعارضة العملية، التي، إن صح تنفيذها من قبل أحدهم، كانت ستشكل “إنجازا كبيرا” لن يترددوا في تبنيه. وهو ما أشار إليه الصحافي في صحيفة “‏لوفيغارو” الفرنسية جورج مالبرونو معتبرا أنّه من مصلحة أي من مجموعات المعارضة تبني عملية الاغتيال التي لا شك ترحب بها.