اعتبرت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية أن اتهام “حزب الله” فصائل في المعارضة السورية بالوقوف وراء عملية اغتيال القيادي البارز في الحزب، مصطفى بدر الدين، في سوريا، محاولة من الحزب لتخفيف الضغط عليه من قبل أنصاره في حال اتهم “إسرائيل” بمثل هذه العملية.
وتابعت الصحيفة أن اغتيال مصطفى بدر الدين شكل ضربة قاصمة للحزب، خاصة أنه يأتي بعد سلسلة من الخسائر البشرية الكبيرة التي تكبدها في سوريا، مشيرة إلى أن بيان “حزب الله” بشأن اتهام من وصفها بـ”الجماعات التكفيرية” باغتيال بدر الدين، زاد من حجم الأسئلة والشكوك حيال الجهة التي تقف فعلاً وراء اغتياله.
وقبل يوم واحد فقط من إعلان الحزب بأن “جماعات تكفيرية” تقف وراء اغتيال بدر الدين، اتهمت وسائل إعلام موالية للحزب “إسرائيل” بالتسبب باغتيال بدر الدين، وهو الأمر الذي تعتقده شرائح واسعة من أنصار الحزب ومن المحللين السياسيين، الذين يرون أن اتهام “الجماعات التكفيرية” وليس “إسرائيل” إنما هي محاولة للتهرب من ضغط أنصاره لتحويل فوهة بنادق الحزب من الجبهة السورية إلى “إسرائيل”.
“إسرائيل” سبق لها أن اغتالت العديد من قيادات حزب الله اللبناني في سوريا من خلال سلسلة غارات لا تعترف بها، غير أن مسؤولين غربيين ووسائل إعلام إسرائيلية كشفت عن تنفيذ مثل هذه الغارات داخل سوريا.
ويرى محللون أن عدم اتهام الحزب لإسرائيل بالوقوف وراء اغتيال بدر الدين من شأنه أن يخفف الضغط على الحزب الذي بات متورطاً في سوريا، وأن اتهام إسرائيل بمثل هذا الاغتيال لقيادي بحجم بدر الدين يعني أن على الحزب أن يشعل جبهة الجنوب اللبناني، وهو الأمر الذي لا يبدو أن الحزب مستعد له حالياً.
وفي حال صدق بيان الحزب أن الجماعات السورية المعارضة قد تسببت بمقتل بدر الدين؛ فإن ذلك الأمر سيشكل أيضاً حرجاً كبيراً بالنسبة للحزب لكونه قد يشير إلى اختراق لدفاعات وقواعد الحزب الداخلية، وأن الأمر أكبر من مجرد إطلاقة مدفعية خاطئة.
اغتيال بدر الدين، وخاصة في حال ثبت أنه فعلاً من طرف الجماعات السورية المعارضة، سيشير بلا شك إلى أن الحزب في حالة ضعف وتراجع بسوريا، يقول فيليب سميث، المحلل الأميركي المختص بحزب الله والمليشيات الشيعية التي تقاتل في سوريا، أنه في حال ثبت أن الجماعات السورية المعارضة هي من تقف وراء اغتيال بدر الدين فإن ذلك يعني أن الحزب أضعف بكثير ممّا كنا نتوقع، خاصة أن عملية الاغتيال تمت في المربع الأمني الخاص بالحزب.
جماعات سورية معارضة قالت إنه لم يكن هناك أي قصف على المنطقة القريبة من مطار دمشق خلال الأسبوع الماضي، حيث قال الحزب إن بدر الدين اغتيل هناك بقصف مدفعي، كما لم تعلن أي جهة سورية معارضة مسؤوليتها عن الهجوم، وهو ما زاد في حالة الاستغراب حيث من المفترض أن هذه الجماعات تسارع إلى الإعلان عن تبنيها مثل هذه العمليات.
بعض المصادر قالت إن بدر الدين ربما قتل في الاشتباكات التي جرت مع فصائل المعارضة في خان طومان شمالي سوريا، حيث سقط العشرات من عناصر الميلشيات الشيعية في تلك المواجهات التي جرت هناك.