اعتبر الوزير سجعان قزّي ان نتائج الحلف الثنائي بين التيار “الوطني الحرّ” و”القوات اللبنانية” الذي ظنّ البعض أنه “كان تسونامي في الانتخابات البلدية والاختيارية وتبيّن أنه كان نسيماً عليلاً ولم يكتسح المجتمع المسيحي.. ولم تظهر نسبة الـ86 في المئة التي زعما أنهما يمثلاّنها.. والأرقام أمامنا”.
وأضاف قزي أن نتائج الانتخابات البلدية أظهرت أن تحالف “إعلان النوايا” “لم يصمد أمام الخصوصيات المناطقية فأصبح تحالفاً على القطعة”، مؤكداً أنها “أسقطت أيضاً نظرية المرشح القوي لرئاسة الجمهورية بحيث لا يمكن لأحد بعد اليوم أن يدّعي أنه يمثّل وحده أو مع شريك له المسيحيين ويهمّش الآخرين”.
وقال قزي: “أفهم انزعاج الرئيس سعد الحريري من نتائج التصويت التي حصلت في الدائرة الأولى من بيروت، لكن لا أوافقه الرأي بأن في الأمر خيانة. أين مصلحة الأحزاب المسيحية، ولا سيما حزب الكتائب، في أن تضرب مصداقيتها وعلاقتها مع الحريري وتيار “المستقبل”.. لكن ثمة خيبة أمل مسيحية من مجمل الأوضاع وعدم قبول بحصول انتخابات بلدية قبل الرئاسية”. وأكد أن الحريري أثبت في انتخابات بيروت أنه “لا يزال العمود الفقري في المجتمع السني، وهذا أمر مطمئن، لأن تيار “المستقبل” بقيادة الحريري يمثل الوطنية والاعتدال والانفتاح”.
لقد جاء التصويت المسيحي تعبيراً عن انزعاج أو تعبيراً عن تذمر أكثر مما هو “خيانة سياسية” أو “خيانة تحالفية”. ولكي نخرج من هذه الحالة ماذا أعطينا للآخر، وماذا أعطانا الآخر؟ برأيي لا بد من إعادة النظر بالتقسيمات الإدارية للعاصمة ومكوناتها، ولصالح أكثر من مجلس بلدي، من دون أن يعني ذلك أن لا يكون هناك إطار إداري يجمع بشكل أو بآخر كل المجالس البلدية لبيروت الجديدة من أجل التنسيق والتكامل”. “نحن صوّتنا في الأشرفية. نحن كنا على لائحة “البيارتة” وتوجهات الحزب وماكينة الحزب اشتغلت للائحة. ولكن يجب التمييز بين الحزبيين الملتزمين وبين محازبي حزب الكتائب وأصدقائه، نحن نأمر الحزبيين الملتزمين، ونتمنى على الأنصار، ولكننا لا نستطيع أن نتحكم باتجاه أصواتهم خصوصاً في انتخابات بلدية. وفي هذا الإطار فوجئنا بالنتائج”.
ويضيف قزي: “نحن سعداء بإنجاز الانتخابات البلدية والاختيارية، ولكن حالتنا تشبه من لديه وجع في الرأس وقد ارتاح نسبياً، في حين المرض الخطير الآخر لا يزال ينخر في جسده”.
واوضح القزي: “التوجهات التي أعطاها الشيخ سامي الجميّل لكل الأقسام الكتائبية والأقاليم من عاليه وبعبدا والشوف تنطلق من مبدأ احترام العلاقة التاريخية بين المسيحيين والدروز وبين المسيحيين والطوائف الإسلامية الأخرى. والكتائب حاولت تفادي أكثر من لائحة تحدٍ في الجبل. وكانت على تنسيق مع الأخوة في “الحزب التقدمي الاشتراكي” و”حزب الوطنيين الأحرار”، لخلق جو وفاقي في هذه المنطقة الدقيقة. ولكن نحن لا نستطيع أن نحل مكان الجميع. فإذا أراد البعض خوض معارك “شخصية” فلسنا من هواة هذا النوع من المعارك.
نحن يهمنا الحفاظ على الخصوصية في الجبل، والجبل هو جوهر التكوين اللبناني من الإمارة الى الجمهورية. وأكبر كارثة حلّت في لبنان خلال المئة عام من تاريخ لبنان الكبير كانت في تقزيم إمارة الجبل لحساب جمهورية افتقرت الكثير من مقومات الوحدة”.