IMLebanon

المانيا: لاجئون يعملون مقابل يورو واحد في الساعة

وزيرة العمل الألمانية أندريا نالس
وزيرة العمل الألمانية أندريا نالس

يؤدي آلاف اللاجئين في المانيا “اعمالا بسيطة” كتوزيع الوجبات السريعة أو اصلاح الدراجات وري مشاتل الزهور، يتقاضون عليها يورو واحدا في الساعة، عملا بتدبير يهدف الى تمكينهم من الاندماج بصورة جيدة في سوق العمل، غير ان فاعليته لا تزال موضع جدل.
يحاول العراقي زيد (23 عاما) وهو يحمل مغرفة ويرفع غطاء قدر كبير من اللحم وقطع البطاطس، ان يشرح للاشخاص المصطفين امامه، مكونات هذه الطبخة “الالمانية بامتياز” المغمورة بالزيت ومرق لحم البقر.
في المساء، من السادسة والنصف الى الثامنة مساء، يوزع زيد الذي يعمل لدى بلدية برلين وجبة العشاء على 152 من اللاجئين السوريين والعراقيين والافغان او المولدافيين، في هذا النادي الرياضي الذي تحول مركز استقبال.
ولقاء نقل القدور المليئة بالطعام وتقطيع الخبز وملء الأطباق ثم تنظيف الطاولات، يحصل على 1،05 يورو في الساعة، ولا يمكنه أن يعمل أكثر من 20 ساعة في الاسبوع. لذلك يكسب في افضل الاحوال 84 يورو في الشهر. ويضاف هذا الراتب الهزيل الى 143 يورو يحق له الحصول عليها “كمصروف جيب” خلال فترة دراسة طلب اللجوء الذي قدمه.
إلا ان ابتسامة كبيرة ترتسم تحت القبعة التي يعتمرها. وقال زيد الذي هرب من مدينة الحلة مع والده وشقيقته قبل ستة اشهر، ان هذا العمل “يتيح لي الاتصال بمتطوعين المانا يأتون الى هنا للمساعدة في توزيع الوجبات معي والتحدث باللغة الألمانية. على الاقل، لم اعد اتنقل في المركز لا اعرف ماذا افعل”.
ففي هذا المركز المخصص لايواء اللاجئين، على غرار مراكز اخرى كثيرة، يشعر النزلاء بالملل الذي يدفع بهم الى الصراخ لدى حصول أي إشكال تافه ويحملهم حتى على تبادل اللكمات احيانا.
وتوظف بلدية برلين في الوقت الراهن 3925 لاجئا موزعين على 75 مركز استقبال. وتريد البلدية التي تعرضت للانتقادات الشديدة بسبب تهاونها في استقبال اللاجئين، ان توسع الان العرض القاضي بتأمين “فرص عمل بيورو واحد في الساعة” على الهيئات التي تعتبر ذات منفعة عامة. في بافاريا، إحدى المقاطعات الاقليمية التي تستضيف اكبر عدد من طالبي اللجوء، يعمل اكثر من 9000 لاجىء في هذه الوظائف. وتعرض عليهم مدينة هانوفر ايضا العمل في تصليح الدراجات الهوائية، وفرز الثياب او مرافقة الاطفال الى دور الحضانة في مقابل اعطائهم دروسا في اللغة الالمانية.

فرصة أم اقصاء؟
وعدت وزيرة العمل اندريا نالس باستحداث 100 الف فرصة عمل من هذا النوع للاجئين، معتبرة ذلك “خطوة مؤقتة” ستمكنهم لاحقا من الاندماج في سوق العمل. وقد بدأت هذه “الاعمال البسيطة بيورو واحد”، قبل عشر سنوات لدى اجراء اصلاح كبير لسوق العمل.
وفي تصريح لوكالة فرانس برس، قال رونالد باخمان، الخبير الاقتصادي الذائع الصيت في “المعهد الالماني للدراسات الاقتصادية” في ايسين (غرب) “هذا تدبير حكيم على المدى القصير، اذ ليست امام اللاجئين اي فرصة للعمل”. وقبل البت في ملفاتهم، لا يحق لطالبي اللجوء العمل في اي وظيفة.
وفيما تلوح الاصوات الشعبوية بفزاعة المهاجرين الذين يعيشون على ما حساب الدولة الالمانية، اضاف هذا الخبير ان “رؤية اللاجئين يعملون يبعث ايضا برسالة سياسية جيدة”.
واوضح باخمان ان هذه الوظائف المتواضعة التي خصصت لدى استحداثها للعاطلين منذ فترة طويلة عن العمل، تم تناسيها بمرور القوت. وقال “من النادر جدا جدا ان تتيح العودة الى سوق العمل، لان ما يتعلمونه منها ضئيل جدا”.
واعلن رئيس “الاتحاد الالماني للنقابات” رينييه هوفمان معارضته لعمل المهاجرين في هذه الوظائف، لان المانيا تحتاج كما قال الى برنامج اكثر طموحا لادماج اللاجئين في الاقتصاد الالماني.
وقال هولغر شافر، الخبير في سوق العمل لدى “معهد البحوث” “اننا ندعم بذلك في الواقع استبعاد اللاجئين عن سوق العمل”.
ولا ينوي زيد الاستمرار في “وظيفته” الحالية. فقد انضم الى صف دراسي في احدى ثانويات برلين ستمكن بفضله من متابعة دروسه في المعلوماتية التي اضطر الى وقفها في العراق.