IMLebanon

نقمة داخل البيت الشيعي!

beirut-elections

 

 

اكدت اوساط سياسية في فريق “14 آذار” لـ”المركزية” ان انتخابات البقاع سجلت حالتين لا بد من التوقف عند ابعادهما الاولى في بعلبك، حيث عمد بعض ابناء المدينة الى تشكيل لائحة في مقابل لائحة “حزب الله” والثانية في بريتال التي شهدت مفارقة غريبة تمثلت بتحالف “امل” مع انصار الامين العام السابق للحزب الشيخ صبحي الطفيلي. اما في جبل لبنان، فجاء الاشكال بين مناصري لائحتي “حزب الله” و”حركة أمل” ليكشف المستور بعدما تطور الى اطلاق نار ما أدى الى وقوع اصابات، وذلك على خلفية استقدام ناخبين من آل شمص يسكنون في سوريا للاقتراع في البلدة.

ان مجموع هذه الوقائع بحسب الاوساط، يشكل عينة صغيرة تعكس لسان حال بعض ابناء الطائفة الشيعية الرافضين الخضوع لمنطق “الثنائية” المتحكمة بمصيرهم، ورفض القرارات المنزلة عليهم اقليمياً والتي أدخلتهم عنوة في أتون الخناق الدولي والعربي والخليجي المفروض عليهم، محكماً الخناق على كل ما يتصل بمسار ومصير حياتهم واعمالهم، ليس لسبب سوى لانهم ينتمون الى هذه الطائفة. وتعزو الاوساط “النقمة” ولو النسبية داخل البيت الشيعي الى أمرين، الاول رفض الاستهداف المضطرد لابناء الطائفة بعد صدور القرارات الخليجية والعربية مصنفة حزب الله ارهابيا والاميركية الهادفة الى تجفيف موارده وقد تصيب في طريقها بعض من لا ناقة ولا جمل لهم في موارد ومنابع حزب الله المالية. والثاني التململ من سياسة “الثنائية” التي تورطت في حمام الدّم السوري وتسببت بسقوط مئات القتلى من خيرة ابناء الطائفة، مخلّفة موجة عارمة من الانزعاج الذي لامس التمرد في بعض الاحيان وزرع بذور روح التغيير في نفوس الكثيرين سيما من ابناء الجيل الجديد الذي يقرأ في كتاب التطورات الاقليمية ورياح التغيير التي لفحت دولا عدة في المنطقة مسجلة تراجعا لمصلحة التمدد الايراني والمشروع الفارسي، سيما في العراق واليمن وسوريا حيث تسلّمت روسيا دفة المركب واقصت ايران سياسيا. وتعتبر الاوساط ان الزيارات المتتالية لمسؤولين ايرانيين الى لبنان آخرهم مستشار المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية علي أكبر ولايتي تهدف الى شدّ عصب الجمهور الشيعي، تماما كما زيارة قائد فيلق القدس في الحرس الثوري قاسم سليماني للتعزية بالقائد الميداني مصطفى بدر الدين، كدلالة الى الاهمية التي توليها ايران لقيادات حزب الله، وهي عمليا تتمسك بالحزب ورقة قوية في يدها لتوظيفها في بازار المصالح والحصص التي توزع على “مذبح” التسويات الدولية لأزمات دول المنطقة، وهو واقع لم يعد خافيا على كثيرين من ابناء الطائفة الرافضين للغة الحديد والنار والمتطلعين الى حياة هانئة تماما كسائر اللبنانيين تحت كنف شرعية الدولة ومؤسساتها الدستورية.