علمت «المستقبل» ان نائب وزير الخارجية الاميركي لشؤون الطاقة آموس هوشتاين، يصل الى بيروت في 25 من الشهر الجاري للمشاركة في منتدى «النفط والغاز ثروة لبنان الوطنية» والذي تنظمه هيئة ادارة قطاع البترول في لبنان في 26 منه.
واعربت مصادر عن املها في ان تعيد زيارة هوشتاين الذي يلعب دور الوسيط الاميركي لمعالجة النزاع بين لبنان وإسرائيل حول ترسيم الحدود البحرية الحدود البحرية للمنطقة الاقتصادية الخالصة والذي تتقاطع زيارته لبنان مع ذكرى التحرير، في تحريك ملف النفط الراكد منذ اشهر في ظل الشلل الذي اصاب المؤسسات وعدم توصل مختلف الاطراف الى توافق جامع يؤمن تمرير المرسومين العالقين في مجلس الوزراء حول تقسيم البلوكات وتقاسم الانتاج.
وكان هوشتاين زار لبنان في 30 حزيران الماضي وبحث مع المسؤوليين اللبنانيين مسألة ترسيم الحدود التي يصر لبنان على ان تكون وساطة الجانب الاميركي تحت مظلة الامم المتحدة، وتوجه بعدها الى تل ابيب. وكان يفترض ان يعود مجدداً الى بيروت لابلاغ المسؤولين اللبنانيين بالرد الاسرائيلي. لكن الزيارة علقت، وتراجعت اولوية هذا الملف في ظل الخلافات السياسية الداخلية. واعاد رئيس مجلس النواب نبيه بري اثارة هذه المسألة مجددا عند زيارة الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الى لبنان في اذار الماضي طالباً وساطة الامم المتحدة التي لا تبدي أصلاً رغبة في التدخل كونها ستكون بالنسبة لها سابقة في التدخل في نزاعات بحرية. علما ان الرئيس فؤاد السنيورة كان خاطب في العام 2013، الامين العام للامم المتحدة وطلب منه المساعدة لحل مسألة الحدود تحت مظلة القرار 1701 الذي منح المنظمة الدولية صلاحية مساعدة لبنان على تحديد حدوده الدولية، والبحرية منها.
ويشكل ملف ترسيم الحدود البحرية عائقاً كبيراً امام بدء أعمال التنقيب. فاسرائيل رسّمت حدود منطقتها الاقتصادية الخالصة انفرادياً، وهو امر رفضه لبنان عبر الرسائل والاعتراضات التي وجهها الى الأمم المتحدة. ومكمن المشكلة هي ان اسرائيل قامت برسم خط عمودي في الناقورة على الخط الذي يجمع بيروت بحيفا، فكان اعتراض لبنان على الآلية المعتمدة في الترسيم والتي تحرم لبنان من حصص في الحقول المكتشفة. ووقد وقع لبنان في العام 2007 معاهدة مع قبرص لتقسيم الحدود البحرية، ما أعطى اسرائيل الحجة لقضم 865 كيلومتراً مربعة من المنطقة الاقتصادية الخالصة التابعة له، خاصة بعد أن وقعت قبرص معها اتفاقية تنقض وتخالف اتفاقيتها مع لبنان.
وحاول هوشتاين الذي تسلم الملف بعد فريديريك هوف، التوصل الى حلٍ وسطي بين لبنان واسرائيل، خصوصا في ما يتعلق بالنقطة 23 التي تشكل للبنان نقطة احداثيات بالنسبة للمناطق الاقتصادية الخالصة، وهي قبرص ولبنان واسرائيل. علماً ان هوف كان اقترح سابقا امكان تراجع اسرائيل عن ثلثي المساحة عند هذه النقطة وابقاء مساحة الثلث كمنطقة محايدة، لكن لبنان رفض هذا الامر ايضا لانه يعتبر هذا الامر تنازلاً عن سيادته عن مياهه.
وبالعودة الى منتدى النفط والغاز الذي سيعقد في الـESA فسيشارك فيه عدد كبير من الخبراء الدوليين والمحليين في الشأن النفطي، وسيكون لاموس هوشتاين كلمة رئيسية يتناول فيها المشهد الجيوسياسي الدولي. كما سيبحث المنتدى التقدم الإقليمي على صعيد تطوير حقول النفط والغاز في البحر المتوسط وشرق أوروبا، وسيعرض الجانب اللبناني قانون النفط اللبناني، والأطر التعاقدية، وتدابير الشفافية المعتمدة في قطاع النفط في لبنان، والمزايا التي يتمتع بها لبنان في جذب شركات النفط العالمية. كما سيصار الى بحث ما اذا كان انخفاض اسعار النفط عالمياً يردع شركات النفط العالمية من الاستثمار في لبنان، وإذا كان الأمر كذلك، ما هي الاجراءات الواجب اتخاذها لتحفيز هذه الشركات؟
بالاضافة الى ذلك، يبحث المنتدى في آخر التطورات النفطية الحاصلة في قبرص، ويستعرض مشاريع النفط والغاز القائمة في البحر المتوسط، والاكتشافات الجديدة والخطط المستقبلية.
كما يعرض التطورات الأخيرة في الخارج لا سيما في مونتينيغرو (الأطر القانونية والمالية والاستكشاف…).