IMLebanon

مساع لإعادة تفعيل ملف تسليح الجيش

lebanese-army-1

 

 

كتب داود رمال في صحيفة “السفير”:

يمتلك لبنان قدرتين: قدرة الجيش مع الاجهزة الامنية، والقدرة الإلهية التي تحميه من فوق. فالوضع ملتهب من ليبيا الى مصر واليمن والعراق، وصولاً إلى سوريا وفلسطين، بينما ما يزال لبنان أفضل من أوروبا على المستوى الأمني بفضل ذلك الجهد المبذول من المؤســسة العســكرية والقوى الامنية، إذ لا يمر يوم إلا ويحال إلى القــضاء موقوفون لارتباطهم بتنظيمات ارهابية اعترفوا بالتخطيط لتفجير وتطويع ارهابيين واتصال بأشخاص في دول الخليج وعواصم أخرى ونقل أموال..

في المقابل، هناك الخطر الاسرائيلي الماثل دائماً. يأتي في هذا السياق ما سرّبه العدو الاسرائيلي قبل يومين بأن طائراته قصفت قافلة لـ «حزب الله»، وتأكد انه لم تحصل غارة، انما ما يمكن التوقف عنده هو تعمد الاسرائيلي الاعلان عن غارة لم تحصل، وكأنه يريد الايحاء بالتحضير لشيء ما. يفسّر مرجع سياسي ذلك بأن «من يرصد المواقف الإسرائيلية ومن يدقق في مواقف حزب الله، يتبين أن هناك تهديداً بالتدمير المتبادل، وعندما حدد السيد حسن نصرالله اهدافا للرد ولم يحدد كل الاهداف، كان خطابه للردع. وبالتالي القدرة على التدمير المتبادل تجعل من مصلحة الطرفين عدم نشوب الحرب».

يتناول المرجع الخطر الارهابي بالقول «هناك خلايا ارهابية، وتحديداً لداعش، نفككها باستمرار، وهم مصرون على التواجد في لبنان، ولديهم حلم خيالي بأن يكون لهم موطئ قدم إلا أنه لن يتحقق، وخلال تجربة خمس سنوات في سوريا لم يتمكنوا من احتلال شارع في لبنان، حاولوا قبلا في الضنية ونهر البارد وعبرا وعرسال وطرابلس وبحنين ـ المنية ولم يتمكنوا، وأي محاولة سيحاصرها الجيش ويضربها، وقرار الجيش الحاسم أنه ممنوع عليهم احتلال أي بقعة في لبنان وتحويلها إلى مرتع لهم. أما الخلايا فنقوم بتفكيكها، وهذا لا يمنع وجود خلية نائمة في مكان ما تخطط للتفجير، ولكن جميع الشبكات مراقبة وتتم ملاحقتها وتوقيف أفرادها تباعا».

لكن المرجع يلفت الانتباه إلى أن «هؤلاء ارهابيون عابرون للحدود، اي اذا القي القبض على احدهم في بيروت كان محتملا ان يكون في اليوم التالي في الرياض او الدوحة او اي عاصمة، لان من يلقى القبض عليهم يتبين من حركة تنقلاتهم انهم تجولوا في اكثر من بلد خلال شهر او شهرين، ولديهم اوامر صارمة بالتنقل الدائم عبر جوازات سفر مزورة او عبر ممرات غير شرعية».

توصيف المرجع لهؤلاء انهم «عصابة كبتاغون تضم مجموعة من القتلة والمخربين والمجرمين وتجار المخدرات، وابرز تجارتهم الكبتاغون، وعندما نلقي القبض على ارهابي في لبنان، فهذا يعني انه في حال عدم تمكنه من تنفيذ عملية ارهابية عندنا سيذهب لينفذها في الخليج او اوروبا. واستنادا الى التحقيقات مع الارهابيين فهم ينقسمون الى قسمين: قسم خضع لغسيل دماغ من ضعاف الشخصية والمتحمسين والفقراء المعدمين، وقسم كناية عن مجموعة من اللصوص الاذكياء والتجار المحتالين لديهم قدرة على استعباد الغير، وهؤلاء هم القادة في داعش الذين لا يرسلون ابناءهم ليفجروا انفسهم انما يغررون بالفقراء المعدمين، وفي لبنان هذه المجموعات شبه مشلولة ولا يوجد لديها الارضية والبيئة الحاضنة».

يضيء المرجع على نقطة مهمة جدا وهي أن «الجيش اللبناني هو الجيش الوحيد الذي انشق منه جنديان من اصل عشرات آلاف العسكريين، واحد قتل في سوريا وآخر قتل في تبادل لاطلاق النار مع الجيش بعدما بادر هو الى استهداف العسكريين، بينما هناك انشقاقات في جيوش دول غربية ومن ديانات مختلفة ينضمون الى داعش ويقاتلون معه، وهذا يعني ان الجيش اللبناني صلب وقوي جدا وانه لا بيئة حاضنة للارهاب في لبنان، أضف إلى أن مسألة التقسيم تبقى عصية على التنفيذ، فلا منطقة صافية مذهبياً في لبنان».

يتوقف المرجع عند الوضع في المخيمات الفلسطينية، وتحديداً مخيم عين الحلوة، ويرى أن «المخيم يشكّل تهديداً ولكن ليس لكل الوضع اللبناني بل ينحصر التهديد داخل المخيم، فاذا سيطر عليه داعش او النصرة سيكون مصيره شبيهاً بمصير مخيم نهر البارد، وسيطرة الارهاب التكفيري يعني ان اللاجئ الفلسطيني سيدفع الثمن قبل اي احد، والجيش لن يدعهم يتوسعون خارج المخيم». ويقول إن «المعلومات مؤكدة وحاسمة بأن هناك تواجدا لداعش والنصرة في عين الحلوة وينشطون في تطويع شباب في صفوفهم، واغتيال القيادي في فتح محمد زيدان ليس بعيدا من هذا الجو وهدفه إرهاب القادة الآخرين ودفعهم الى التراجع عن المواجهة، والفصائل الفلسطينية وعدت بعدم السماح بتشكل هكذا حالة».

يختم المرجع بالتأكيد أن لا «خطر في لبنان وهو اكثر بلد آمن للخليجيين»، ويشير إلى أن «الجيش يبقى ضمانة الاستقرار في لبنان وهو المؤسسة الثابتة والصامدة ولديها إرادة المحافظة على لبنان، لذلك هناك بارقة أمل في مسألة تسليح الجيش يُعمل عليها لتسير من جديد».