IMLebanon

لهذه الاسباب يكتسب لقاء هولاند – الحريري أهمّية خاصة

Hariri-hollande

 

 

تَشخصُ الأنظار الى باريس اليوم حيث يُعقد في قصر “الإليزيه” عند الثالثة بعد الظهر لقاءٌ بين الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند والرئيس سعد الحريري.

وقالت مصادر تواكب الحريري في هذه الزيارة لصحيفة “الجمهورية” “إنّ اللقاء الذي سيكون ثنائياً هذه المرّة يكتسب أهمّية خاصة، فالرئيس الفرنسي يسعى عبر ديبلوماسيته إلى تحقيق خرقٍ في الاستحقاق الرئاسي، وهو ما يتلاقى ومساعي الحريري إلى مثلِ هذا الخرق في الجمود القائم الذي انعكسَ شَللاً في كلّ المبادرات التي أُطلِقت للخروج من الشغور الرئاسي”.

وتأتي زيارة الحريري لباريس في إطار الجولة الواسعة التي يقوم بها حتى الآن اليوم، وكان منها زيارته الاخيرة لموسكو ولقاؤه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، قبل أن يقصد تركيا للقاءِ الرئيس رجب الطيّب أردوغان ساعياً إلى الخروج بالملف الرئاسي من عنقِ الزجاجة، وهو يدرك أنّ أيّ خرقٍ لن يتحقّق ما لم تكن طهران في قلب العملية السياسية المقبلة.

ففي رأي الحريري أنّ طهران هي التي تعوق التفاهمات الداخلية، ولدى كلّ من التقاهم إلى اليوم اتّصالات مع العاصمة الإيرانية ولا بدّ من توفير طرح يعدّل في استراتيجية طهران المعتمَدة لتجميد الملف اللبناني كما أرادت طهران ذلك، وهو ما كرّسَته حتى اليوم أمراً واقعاً لا يشكّك فيه أيّ عاقل مطّلع”.

وإلى هذه المعطيات، أضافت المصادر “أنّ الحريري يزور باريس هذه المرّة للاطّلاع على ما تَحقّق منذ زيارة هولاند لبيروت في 16 و17 نيسان الماضي، حيث وعد بإجراء مزيد من الاتصالات مع القوى الإقليمية والدولية والفاتيكان. وسبقَ له أن التقى البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي مرّةً أخرى في العاصمة الفرنسية في التاسع من الجاري، ولا شكّ في أنّ هناك جديداً يمكن البحث في تثميره للخروج من المأزق”.

وإلى الملف الرئاسي ستتناول المحادثات بين هولاند والحريري ملفات المنطقة والأزمة السورية وتداعياتها على لبنان ودول الجوار السوري، وملفات مختلفة امنية وسياسية واقتصادية وإقليمية ودولية، تضطلع بها فرنسا في هذه المرحلة وهي تستعدّ لرئاسة مجلس الأمن الدولي في حزيران المقبل، ما يعطي دفعاً جديداً لمبادراتها القائمة في اتّجاه طهران والرياض وغيرهما من العواصم المؤثّرة في الوضع في لبنان.

وستتناول المحادثات أيضاً مصير الهبة السعودية الفرنسية، وما آلت إليه الوعود الفرنسية لإحياء هذه الهبة بعدما نجحت في تأمين الموافقة السعودية في تصنيع الأسلحة التي وعِد بها لبنان، على أن تبقى في المستودعات الفرنسية الى حين تحديد وجهة استخدامها، بعدما تراجعَت المملكة عن النيّة بنقلها إلى أراضيها الى أجَلٍ غير محدّد، وهو ما عُدَّ منفَذاً مفتوحاً يمكن أن يؤدي في أيّ لحظة إلى إعادة تسليمها للبنان، نظراً إلى حجمها ومدى تطابقِها وحاجات المؤسسة العسكرية اللبنانية، وطبيعة استخدامها على الحدود وفي المهمّات على مستوى الداخل اللبناني.