عدنان حمدان
تراجع المؤشرات لا يقتصر فقط على القطاعات الاقتصادية في السياحية والصناعية والزراعية والتجارية، وما ينتج عن تلك المؤشرات من تداعيات سلبية على الاقتصاد الوطني، ومدى تأثيرها بنسب متفاوتة على الطبقات الاجتماعية، بل إن هذا التراجع ينعكس على قطاع النقل بمختلف وسائله، برغم أهميته للمواطنين كوسيلة تنقّل من العمل وإليه، في غياب النقل العام المنظم.
تُوضح «جمعية المستوردين» أن «الإقبال على السيارات الجديدة، خصوصاً الكورية واليابانية الصغيرة منها، ذات الأسعار المقبولة لدى الموظفين، هي الطاغي على السوق، نظراً لمصروفها المقبول من البنزين، وسهولة ركنها في مساحة صغيرة بسبب حجمها الصغير.
تؤكد «جمعية مستوردي السيارات «ان مبيعات السيارات الجديدة انخفضت بنسبة 3 في المئة خلال نيسان 2016 مقارنة مع نيسان 2015، وبرغم الحملات التسويقية الكبيرة التي يقوم بها وكلاء السيارات، يبقى الوضع السياسي والاجتماعي والامني المتردي الذي يسود البلاد، أقوى من كل الحوافز للمستهلكين.
تشدد الجمعية على ان اكثر من 90 في المئة من السيارات الجديدة المسجلة هي من الحجم الصغير ذات الأسعار المنخفضة التي تقل عن 15 الف دولار. وتعيد الجمعية اتجاه الطلب الى شراء السيارات الصغيرة الى عدم وجود نقل عام منظم، والمنافسة الشرسة بين الوكلاء ما يعني انخفاضاً في قيمة المبيع إجمالاً.
قطاع تجارة السيارات ليس الوحيد الذي يشكو التراجع والجمود، بل إنه يعاني مثل بقية القطاعات في لبنان من الأزمة الاقتصادية، كالصناعة والزراعة والسياحة.
تشير إحصاءات «جمعيّة مستوردي السيّارات»، الى ان مبيعات السيّارات الجديدة في لبنان وصلت إلى 3109 سيارات خلال شهر نيسان من العام 2016، مقارنة مع 2966 سيارة في آذار و3198 سيارة في شهر نيسان 2015.
اما على صعيد تراكمي فقد ارتفعت مبيعات السيارات الجديدة بنسبة 3.33 في المئة سنوياً الى 11099 سيارة خلال فترة الأربعة أشهر الاولى من العام 2016 من 10741 سيارة في الفترة نفسها من العام السابق. يعود ذلك وفق «جمعية مستوردي السيارات» ووحدة الأبحاث الاقتصادية في بنك الاعتماد اللبناني»، الى زيادة مبيعات السيارات الاوروبية بنسبة 9.61 في المئة، الى 2430 سيارة، وتحسن مبيعات السيارات الكورية بنسبة 2.91 في المئة، الى 3851 سيارة، وارتفاع مبيعات السيارات الاميركية بنسبة 14.72 في المئة، الى 639 سيارة، الامر الذي طغى على التراجع في مبيعات السيارات اليابانية بنسبة 0.31 في المئة الى 4140 سيارة.
كما تبين الاحصاءات ان السيارات اليابانية الصنع قد تصدرت مبيعات السيارات الجديدة في لبنان، حيث بلغت حصتها من السوق 37.30 في المئة منذ العام وحتى شهر نيسان، تلتها السيارات الكورية بنسبة 34.70 في المئة، والسيارات الأوروبية الصنع 21.89 في المئة، ومن ثم السيارات الاميركية بنسبة 5.76 في المئة، والصينية بنسبة 0.35 في المئة.
اما بالنسبة الى طراز السيارات المباعة، فقد حافظت ماركة «كيا» الكورية على مركز الصدارة لجهة مبيعات السيارات الجديدة، مسجلة مبيع 2230 سيارة حتى نيسان، لتصل حصتها من السوق الى 20.09 في المئة، تليها ماركة «هيونداي» الكورية بحصة تبلغ 1601 سيارة وما نسبته 14.42 في المئة، وماركة «تويوتا» اليلبانية بحصة 1558 سيارة وما نسبته 14.04 في المئة.
مقارنة على صعيد سنوي
وفي مقارنة بين نيسان 2015 ونيسان 2016 يتبين النتائج الآتية:
ـ اليابانية 4153 سيارة في نيسان 2015 و4140 في نيسان 2016 أي بتراجع 13 سيارة وما نسبته 0.31 في المئة.
ـ الأوروبيّة 2217 في نيسان 2015 و2430 في نيسان 2016 أي بارتفاع 213 سيارات وما نسبته 9.61 في المئة.
ـ الكورية 3742 في نيسان 2015 و3851 في نيسان 2016 أي بارتفاع 109 سيارات وما نسبته 2.91 في المئة.
ـ الأميركيّة 557 في نيسان 2015 و639 في نيسان 2016، أي بارتفاع 82 سيارة، وما نسبته 14.72 في المئة
ـ الصينيّة 72 في نيسان 2015 و39 في نيسان 2016 ، أي بتراجع 33 سيارة وما نسبته 45 في المئة.
المجموع 10741 سيارة في الشهر الرابع من 2015 يقابلها 11099 سيارة في الفترة المقابلة في 2016 أي بارتفاع 358 سيارة وما نسبته 3.33 في المئة.
هذا الارتفاع في سوق مبيع السيارات الجديدة والمستعملة إن دل على شيء، فإنه يدل على شهية اللبنانيين المفتوحة على شراء السيارات الصغيرة الحجم، نظراً لسهولة الحصول عليها، جراء التسهيلات المصرفية، ولسهولة ركنها في أي بقعة صغيرة ومصروفها من البنزين يلائم اصحاب الدخل المحدود والمتوسط، في غياب النقل العام المشترك. لكن على الرغم من كل ذلك فإن شوارع بيروت وضواحيها تشكل في وقت الذروة مصدر ازعاج للبنانيين وهدراً لوقت المواطنين.