أكد عضو تكتل “التغيير والاصلاح” الوزير السابق سليم جريصاتي لـ”المركزية” أن “التيار الوطني الحر يقرأ الانتخابات البلدية في جبل لبنان انطلاقا من 3 مواقع رمزية تحمل كل الدلالات: جونية العاصمة السياسية للموارنة ، الحدث، خزان التيار في الساحل وعاصمة الامارة دير القمر. هذه المدن الثلاث حملت دلالات رمزية كبيرة جدا على أن العماد ميشال عون كان وسيبقى “البطريرك” السياسي للموارنة، فلم يخب وهج زحلة بل تعزز في انتخابات جبل لبنان. علما أن هذه الرمزية فهمناها وفهمها الآخرون أيضا. قبل الانتخابات، عرفوا أن الرمزية تكمن في هذه الانتخابات، خصوصا في جونية، فجهزوا كل أساليب الانقلاب على زعامة عون السياسية في مكونه من مال وحشد وعائلات ومؤسسات على أنواعها. غير أن الانقلاب فشل وأتت الصناديق بالقول الحاسم: لا يزال القرار المسيحي عونيا بامتياز.
وفي دلالة أخرى تتشارك فيها جونية والحدث، لم تدعم “القوات اللبنانية” خيار العماد عون في كسروان على الرغم من ثقلها الانتخابي النسبي في القضاء وعاصمته ، بدليل ما حصل في غوسطا، في وقت وقفت فيه ضد التيار في الحدث عن طريق لائحة مدعومة من الوزير السابق طوني كرم، فانهزموا.
أما في دير القمر، فكنا سويا ضد لائحة النائب دوري شمعون والوزير السابق ناجي البستاني وانتصرنا رئاسة وعددا، وسجل سقوط شقيق النائب جورج عدوان”.
وعما يعنيه هذا المشهد الانتخابي على المستوى السياسي، قال جريصاتي: “صحيح أن اتفاق معراب مرن ويسمح بالاختلاف، على ألا يتحول إلى خلاف، لكنه في الوقت نفسه مرن إلى درجة أن يمكن لأي طرف من طرفيه أن يتحرر من الآخر في استحقاقات معينة. وهنا كان لافتا تحرر القوات في جونية، ما يدفع إلى طرح عدد من التساؤلات: هل اتخذت القوات هذا الموقف لأن لها حسابات معينة، في حين كان عون منفتحا عليها؟ أم لأن الكتائب كانوا مع عون في جونية؟ أم لأن لا مصلحة لها في أن يكون عون الزعيم الأوحد للمسيحيين، ولا سيما في “عاصمة الموارنة” جونية؟ نحن لا نتقن سوء النية وحسن النية مفترض. إلا أن النتائج تفرض ذاتها بذاتها: الحيثية الأقوى تبقى ميشال عون في المكون المسيحي وعلى مساحة الوطن، مع القوات ومن دونها. القوات تزن في اتفاق معراب حيث ترغب، كما حصل في زحلة، علما أن الدكتور جعجع صدق عندما قال إنها مجرد انتخابات بلدية، واقتناعنا بالعماد ميشال عون رئيسا للجمهورية لن يتغير.
وتعليقا على التسييس المفرط الذي أحيطت به معارك جبل لبنان البلدية، شدد على “أننا من القائلين إنه استحقاق انمائي بامتياز، لكن لا يمكن أن نخرجه من السياسة، ما دامت الأحزاب السياسية منخرطة فيه. أما وقد أرادوها معركة إلغاء سياسي في جونية، وتحد سياسي في الحدث، وتقليد سياسي في دير القمر، فكان للتيار ما أراد من انتصارات. كل هذا يقود إلى الخلاصة الآتية: إن هذا الرجل هو الأقوى في مكونه، وتاليا، فإنه هو الذي يجب أن يلج كل استحقاق ممثلا لهذا المكون، إن أردنا احترام الميثاق. ويبدو أن هذه الاشارات تلقفها من يسعى داخليا وخارجيا إلى ايجاد حل للأزمة الدستورية الراهنة”.
واعتبر أن “النداء الذي أطلقه العماد عون في جونية صجى لذلك الذي دعا فيه الناس إلى المشاركة الكثيفة في انتخابات زحلة، مهما كان اتجاه الصوت تحت شعار أريدج أن أعرف ماذا تريدون”.
وعن احتمالات تحالفات عونية قواتية في البترون، في ضوء معركة جونية الشرسة، لفت جريصاتي إلى أن “في انتخابات الجنوب والشمال، سيثبت اتفاق معراب مجددا أنه على المحك من دون أن يكون على حافة الهاوية لأنه مرن، كذراع يلي ولا ينكسر على ما نحسن الظن”.