قدر مركز أبحاث إسرائيلي أن حوالي مليون إسرائيلي سيفقدون وظائفهم في القطاعين العام والخاص في غضون عقدين بسبب التوجه نحو “حوسبة” الأعمال.
وجاءت التقديرات في الوقت الذي تستعد فيه دولة الاحتلال لاستقدام عدد كبير من مهندسي التقنيات المتقدمة من الهند لمواجهة النقص في القوى البشرية في هذا المجال.
وحسب دراسة حديثة عن مركز “تاوب للدراسات السياسية والاجتماعية”، فإن توظيف التقنيات المتقدمة في المرافق الاقتصادية والصناعية سيفضي إلى إلغاء مئات الآلاف من الوظائف التي تعتمد على العنصر البشري.
وتوقعت الدراسة أن يكون أكثر المتضررين هم الموظفون من الطبقات الفقيرة، غير الحاصلين على تأهيل جامعي والذين يتقاضون رواتب متدنية.
وطبقا للدراسة التي عرض موقع صحيفة “جيروسلم بوست” أهم استنتاجاتها، أمس الأول، يواجه 39% من العاملين في القطاعين العام والخاص، مخاطر عالية بفقد وظائفهم بسبب التوجه نحو الحوسبة؛ ومن ضمنهم الفنيون العاملون في ورش الصيانة ومعامل الخياطة وموظفو المبيعات في قطاع الاتصالات والمؤسسات المصرفية ومدخلو البيانات.
وأشارت الدراسة إلى أن الموظفين الذين يواجهون أقل قدر من خطر فقدان الوظائف، هم: الأطباء، والأخصائيون النفسيون والعاملون الاجتماعيون ومديرو وأعضاء الفرق الفنية.
وحسب الدراسة، فإن مستوى المخاطر على الوظائف بسبب الحوسبة في إسرائيل هو أقل منه في الدول الغربية، حيث تبلغ نسبة الموظفين المرشحين لفقد وظائفهم في الولايات المتحدة 47%، بينما تبلغ النسبة في ألمانيا 49%.
وأوضحت الدراسة أن العاملين الإسرائيليين من غير اليهود يواجهون خطراً أكبر لفقدان أعمالهم، حيث إن 57% من هؤلاء العمال مرشحين لفقد أعمالهم بسبب الحوسبة.
ونقل موقع صحيفة “يديعوت أحرنوت”، أمس الأول، عن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، قوله، إن إسرائيل ستحرص بشكل خاص على استقدام مهندسي برمجة من الهند، على اعتبار أن قطاع البرمجة يعد مرتكزاً أساسياً لصناعة التقنيات المتقدمة.
ونقلت الصحيفة عن رئيس كلية “إفكا للهندسة”، عامي مويال، تحذيره من أن استقدام مهندسين من الهند، ستؤثر على دافعية الشباب الإسرائيلي للدراسة في مجالات الهندسة والتقنيات المتقدمة، لأنهم سيخشون عدم حصولهم على فرص عمل بعد التخرج.
وتوقع مويال أن تتعاظم المخاوف لدى الشباب من أن يؤدي استقدام المهندسين الهنود إلى تهديد مستوى الأجور في قطاع التقنيات المتقدمة.
وحذر من أن قطاع التقنيات المتقدمة الذي يعتبر أهم مرافق الاقتصاد الإسرائيلي لا يمكن أن يعتمد على قوى عاملة أجنبية.
وأضاف: “إن كنا سنعتمد على عمال أجانب في هذا القطاع، فإن شركات التقنية المتقدمة ستغادر ببساطة إسرائيل”.
وفي سياق متصل، سلط تحقيق تلفزيوني الأضواء على ظاهرة ترك خبراء التقنيات المتقدمة إسرائيل وتوجههم للانضمام لشركات تعمل في الغرب.
وأشار التحقيق الذي بثته قناة التلفزة الإسرائيلية العاشرة، مساء الخميس الماضي إلى أن إيرلندا باتت تعد أكثر الدول الجاذبة لخبراء التقنيات الإسرائيليين، الذين ينضمون للعمل في شركات قائمة أو أنهم يدشنون شركات خاصة بهم هناك.
وعرض التحقيق لمقابلات مع عدد مع هؤلاء الخبراء وعائلاتهم، حيث أجمعوا على أن ظروف العمل، سيما الأجور المرتفعة وعدم غلاء المعيشة هناك من أهم أسباب الجذب للعمل في هذه المناطق.