Site icon IMLebanon

مطمر الناعمة .. وإن أُقفل يبقى خياراً دائماً

حنان حمدان

انقضت فترة الشهرين التي أعيد لأجلها فتح مطمر الناعمة، ونقل خلالها نحو 950 ألف طن من النفايات التي تكدست على مدى تسعة أشهر في الشوارع والمكبات العشوائية في منطقتي بيروت وجبل لبنان إلى المطمر، بحسب ما أكد الخبير البيئي الموكل مراقبة ادخال النفايات إلى مطمر الناعمة زياد المهتار لـ”المدن”. ووفقاً لقرار مجلس الوزراء رقم 1 الذي اتخذ في 17 أذار/ مارس الفائت، فإن يوم الخميس في 19 أيار/ مايو هو الموعد المحدد لإقفال مطمر الناعمة نهائياً.

يؤكد رئيس مجلس الإنماء والإعمار نبيل الجسر، في حديث مع “المدن”، على أن “مطمر الناعمة سيتم إقفاله غداً بحسب الإتفاق الذي تم مع أهالي المنطقة. وهو قرار يفترض أنه لا رجعة فيه”. تأكيد الجسر، يأتي فيما لم تنجز بعد مناقصة إنشاء وتطوير المطمر الصحي في الكوستابرافا قرب مصب نهر الغدير في الشويفات، ولم تسلك مناقصة إنشاء مطمر في برج حمود طريقها نحو الإعلان، بحسب خطة الحكومة لمعالجة النفايات الصلبة. وهذان المطمران يفترض أنهما البديل من مطمر الناعمة. وإذا كان قرار إقفال مطمر الناعمة نهائياً، فهل يعني ذلك أن لبنان سيكون على موعد قريب مع مشهد النفايات المتراكمة في شوارع بيروت وجبل لبنان مجدداً؟

لا يجد الجسر مبرراً للقلق، “فالأمور تسير وفقاً للخطة التي وضعتها الحكومة، ولا يمكن العودة إلى الوراء”. أما بالنسبة إلى انتهاء فترة الشهرين دون إنجاز مناقصات المطامر، “فذلك لا يعني أننا أمام أزمة مقبلة، ونحن ندرك ذلك، وللغاية تم تأمين موقفين مؤقتين عند شاطئ الكوستابرافا وفي منطقة برج حمود لتخزين النفايات فيهما، حتى إنجاز المناقصات”. ويؤكد أن “اليوم سيتم فض عروض الأسعار للشركات الست التي تأهلت في مناقصة مطمر الكوستابرافا، وبحسب نتائج الأسعار سيتم تحديد إسم الشركة الفائزة في المناقصة”.

محاولة الجسر طمأنة اللبنانيين، بقوله أن الأمور تسير على الطريق الصحيح، لا تشي بحل قريب للأزمة. وخير دليل على ذلك، مناقصة النفايات التي جرت في العام 2015 وأفشلت بحجة الأسعار المرتفعة، وبالتالي فإن قطع شوط كبير في المناقصات، وتأمين أماكن تخزين مؤقتة، لا يعني أبداً إنهاء الأزمة.

إنطلاقاً من ذلك، يؤكد المهتار أن “إنشاء المطمر الصحي وتجهيزه يحتاج إلى نحو أربعة أشهر بأقل تقدير، وحتى اليوم لم تعرف بعد سعة الموقفين اللذين يتم ركن النفايات فيهما، ما يرجح عودة أزمة النفايات قريباً”، ولاسيما أن النفايات التي نتجت بعد 19 آذار كان يتم نقلها بعد توضيبها إلى الموقفين عند شاطئ الكوستابرافا وبرج حمود، وبالتالي فإن تخزين النفايات لن يكون ممكناً لفترة طويلة بعد الأن، إلا إذا عدنا إلى خيار المرفأ مرة أخرى بعدما جرى تنظيفها.

من جهة ثانية، لا تزال مسألة معالجة مطمر الناعمة بعد إقفاله مبهمة قليلاً بالنسبة إلى الأهالي، نظراً إلى المخاطر الصحية العديدة، التي يخلفها هذا المطمر بسبب تسرب نسبة كبيرة من غاز الميثان والتي تتعدى الـ30 في المئة وفق خبراء في البيئة. ووفق الجسر فإن مهمة معالجة المطمر “تقع على عاتق شركة سوكلين وفقاً للعقود الموقعة معها، وقد جرى حجز جزء من مستحقاتها حتى تنفيذ هذا البند”.

تقول المسؤولة الإعلامية لشركة “سوكلين” باسكال نصار إن الشركة بدأت تعشيب مساحة صغيرة من المطمر وهي ستباشر في تعشيب كامل المساحة وتسييج المطمر من اللحظة التي يتم إقفاله فيها، وفق ما نصت عليه العقود. علماً أن معالجة المطمر تحتاج وفق المهتار إلى نحو عامين حتى تنجز بطريقة علمية. ويؤكد ضرورة إصدار إذن المباشرة بالإقفال من قبل مجلس الوزراء، وغير ذلك فإن المطمر سيكون خياراً بديلاً في كل مرة تفشل فيها الحكومة في إيجاد حل مقبول”.

المناقصات
وفقاً لخطة النفايات الصلبة التي أعلنت في شهر آذار/ مارس الفائت، فإن على مجلس الإنماء والإعمار إجراء مناقصات لتلزيم الشركات المؤهلة، خدمة الكنس والجمع والنقل، والفرز والمعالجة، والطمر الصحي، وإنشاء وتطوير معامل الفرز، وإطلاق مناقصة تحويل النفايات إلى طاقة.

ولكن حتى اليوم، لم يطلق مجلس الإنماء والإعمار سوى مناقصة إنشاء مطمر الكوستابرافا، ومناقصتي تلزيم أعمال جمع وكنس ونقل النفايات المنزلية الصلبة، ضمن منطقتين خدميتين، الأولى تضم بيروت الإدارية وقضائي المتن وكسروان، والثانية تضم أقضية بعبدا الشوف وعالية. ووفق الخطة يفترض نقل نفايات هاتين المنطقتين إلى ثلاثة مطامر حددت كالآتي: الأول، مخصص لنقل نفايات جزء من بيروت الإدارية وقضائي كسروان والمتن في برج حمود؛ الثاني، مخصص لقضاء بعبدا والقسم المتبقي من بيروت الإدارية في الشويفات، في حين لم يتم التوصل بعد إلى تحديد مكان إنشاء المطمر الثالث.

فيما لم يعلن بعد عن مناقصات فرز النفايات وتحويلها إلى طاقة، تشير معلومات إلى أن تأخير إطلاق مناقصة مطمر برج حمود يعود إلى أسباب تقنية هي وجود أنابيب لتفريغ النفط في المنطقة التي تشملها أعمال الردم من أجل إنشاء المطمر الصحي.
من ناحيتها، لم تشارك “سوكلين” في مناقصة مطمر الكوستابرافا والسبب في ذلك يعود لكونها “لا تمتلك خبرة في مجال الإنشاءات البحرية”، وفق نصار التي تشير إلى احتمال تقديم الشركة الى مناقصة كنس وجمع ونقل النفايات، وهي الأن في مرحلة الإطلاع على دفتر الشروط”.