أشارت أوساط لبنانية واسعة الإطلاع ومعنيّة بمتابعة التحرك الفرنسي الأخير، إلى أنه “أثار جملة تساؤلات وتكهنات لا أجوبة واضحةً عليها بعد، وربما يحمل اللقاء الذي عُقد بين الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند والرئيس سعد الحريري بعضاً منها، وفي مقدّمها ما يتصل بطرْح، سبق ان أثار جدلاً، ونُسب الى البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، الذي نفاه، ويتعلق بإنتخاب رئيس للجمهورية لمدة سنتين فقط، مع ايحاءات بأن هذا الطرح وُضع لإنتخاب العماد ميشال عون تحديداً”.
وتحفظت المصادر نفسها عبر صحيفة “الراي” الكويتية، على ما نقلته إحدى صحف “8 آذار” في معرض قراءتها كلام رئيس مجلس النواب نبيه بري عن إجراء إنتخابات نيابية مبكّرة، مع ضمانة بأن يلتزم الجميع تأمين النصاب لجلسة إنتخاب رئيس الجمهورية فور إنجاز الإستحقاق النيابي وتفسيره على انه “يعني في مكان ما أن بري صار متيقناً من صعوبة تمرير صفقة إنتخاب النائب سليمان فرنجية رئيساً”، تحفظت بنسبة عالية على الإعتقاد بأن طرح الرئيس الإنتقالي جدّي، ملاحِظة انه يجري توظيفه اعلامياً وسياسياً من جانب بعض الجهات اللبنانية لأهداف معروفة، من أبرزها قفل الباب على النائب سليمان فرنجية.
وتذكر الأوساط عيْنها ان “تحركاً فرنسياً على مستوى دولي لا يمكن ان ينطلق من اقتراح محدود ومحفوف بالمحاذير، بل يتعدى ذلك الى ما بدأ يتحدث عنه الرئيس بري، الذي بدا كأنه التقط الرسالة الفرنسية وراح يركّز على ما يسميه دوحة لبنانية.
وقالت الأوساط المطلعة: “لعلّ الفرنسيين سيحاولون النفاذ من موضوع السلة الشاملة لإحياء تحرّكهم والدفع نحو تحرك دولي أوسع، ولو تفيأ إطار مجموعة الدعم الدولية للبنان، بما يمثّل عاملاً ضاغطاً على ايران والسعودية، لتحييد لبنان عن صراعاتهما في المنطقة. علماً انه سبق للفرنسيين ان ردّدوا طرْحهم لجعل لبنان مساحة توافقية او لفك الإشتباك بين السعودية وإيران من خلال حل أزمة الفراغ الرئاسي”.