محمد وهبة
عقدت لجنة تلزيم «مزايدة إدارة واستثمار مواقف السيارات في مطار بيروت الدولي» جلسة أمس خصصتها لفضّ عروض ست شركات هي: VIP (يملكها شادي الهبر)، ميتروبوليتان (يملكها جهاد العنان)، سيكيور باركينغ (يملكها جان عواد)، BPC (يملكها صلاح عسيران)، شركة المرافق اللبنانية (تملكها مجموعة الخرافي/ المتعهد الحالي)، سيكيوريتي أند سيفتي سوليوشن (يملكها بسام الذهبي ومحمد وزّي).
أثناء فضّ العروض، طلب ممثل شركة BPC الاطلاع على شهادة الأيزو الخاصة بشركة VIP لجهة كونها غير مصدقة من السفارة اللبنانية في بلد إصدار الشهادة ومن وزارة الخارجية لبلد الإصدار ووزارة الخارجية في لبنان أيضاً. وسبب الطلب هو أن شركة BPC استبعدت من المناقصة قبل فتح العروض الفنية والاسعار بسبب تقديمها شهادة الأيزو بصيغتها الإلكترونية لا بصيغتها الورقيّة فاعتبرتها اللجنة غير صالحة للاستخدام في هذه المناقصة. لكن اللافت أن أحد أعضاء لجنة التلزيم رفض إطلاع أحد على شهادة الأيزو الخاصة بشركة VIP، رغم أنها صادرة عن شركة بيرو فيريتاس، أي إنها صادرة من شركة أجنبية بمفهوم المادة 78 من قانون التجارة، وبالتالي فإن قبول الشهادة يجب أن يكون خاضعاً للأصول المعتمدة في هذا المجال، أي أن تكون مصدّقة من السفارة اللبنانية في بلد الإصدار، وتصديقها لدى وزارة الخارجية في بلد الإصدار أيضاً، وتصديقها لدى وزارة الخارجية في لبنان. أما في حالة شهادة الأيزو الخاصة بشركة VIP فهناك اشتباه في أنها غير مصدقة، وأن أحد أعضاء لجنة التلزيم حاول التغطية على هذا الأمر.
على أي حال، فإن لجنة التلزيم استبعدت شركة BPC بسبب تقديمها شهادة أيزو تتضمن توقيعاً إلكترونياً، واستبعدت شركة «المرافق اللبنانية» بسبب خطأ شكلي بسيط جداً، ما أثار حفيظة ممثلي الشركة الذين اعترضوا على الأمر من دون جدوى، أما شركة «سيكيور باركينغ» فقد استبعدت لأسباب شكلية أيضاً، واستبعدت أيضاً شركة «سيكيوريتي أند سيفتي سوليوشن» لأسباب شكلية متصلة بطريقة تقديم العرض.
وفي المرحلة الثانية، استبعدت لجنة التلزيم شركة «ميتروبوليتان» لأنها لم تفِ بشرط تقديم شهادة الخبرة في تشغيل مواقف مطارات دولية، فقد اعتبرت الشركة بلا خبرة دولية!
ما كان متداولاً في السوق قبل أيام، أن شركة VIP هي الفائزة في المزايدة من دون منافس، والسبب يكمن في دفتر الشروط المخيّط بطريقة تجعل من الصعوبة منافستها. دفتر الشروط احتوى على شرط «تعجيزي» وهو أن يكون لدى العارض شهادة خبرة دولية في تشغيل واستثمار مواقف سيارات في مطار دولي. فهل يتطلب تشغيل مواقف المطار خبرة دولية؟ أمر مستغرب جداً، لكنه بالنظر إلى الوقت الذي أعطي للشركات لتقديم عروضهم، أي 15 يوماً، فهو يعدّ شرطاً صعباً جداً يضاف إلى مجموعة من الشروط الأخرى.
الريبة في هذه المزايدة أن اسم الشركة الفائزة كان متداولاً قبل فوزها، لكن هل دقّقت لجنة التلزيم فعلاً في الاوراق الإدارية العائدة للشركة الفائزة؟ فعلى سبيل المثال، إن شركة VIP قدّمت شهادة خبرة في تشغيل موقف مطار أربيل، لكن عقدها مع مطار أربيل لا يزال حبراً على ورق ولم يبدأ تنفيذه بعد، فهل الخبرة الدولية مطلوبة فقط من أجل التفاخر بها أو من أجل نقلها إلى الشركة المحلية التي ستدير وتستثمر مواقف مطار بيروت الدولي؟
في الواقع، إن قبول شهادة الأيزو لهذه الشركة أتاح انتقالها إلى المرحلة الثانية من المناقصة، أي المرحلة التي يبدأ فيها فضّ العروض الفنية ودراستها وإعطاء علامة على كل مستند، علماً بأن الشركة التي تحصل على العلامات الأعلى تكون مؤهلة للفوز.
الشق الفنّي يشير إلى أن مجموع العلامات يبلغ 1000 نقطة يتوزّع على النحو الآتي: 50% على السعر، 50% على البنود الفنية. وتتضمن البنود الفنية خبرة في إدارة مواقف في مطار دولي عليها 150 نقطة، شهادة الأيزو 9001 عليها 100 نقطة، بيان عدد الموظفين المسجلين في الضمان الاجتماعي عليه 100 نقطة، رخصة فاليه باركينغ عليها 50 نقطة، 70 نقطة على قيمة الاستثمار في التجهيزات والمعدات، 30 نقطة على الأفكار التطويرية.
هكذا فازت شركة VIP، لكن مصادر إحدى الشركات قالت إنها ستقدم اعتراضاً قانونياً أمام مجلس شورى الدولة يتضمن موضوع الأيزو والخبرة الدولية للشركة الفائزة.
