Site icon IMLebanon

أصوات أرمنية في لوائح خصوم العونيين!

 

 

 

كتبت كلير شكر في صحيفة “السفير”:

في الواجهة، يحتفل ميشال المر بانتصاراته المتنية، لا سيما في ساحل القضاء بعد فوز كل رؤساء البلديات الذين دعمهم. في الجوهر، يعرف المتابعون إنّ الصوت الطاشناقي الذي صبّ في صناديق الأرمن، هو الذي حسم المعركة وأعطى الأرجحية لـ «الرياس» الذين ما زالوا يعتمرون «القبعة المرية»، وإن استقرّ بعضهم في موقعه بفعل خلطة سياسية جمعت الخصوم في مجلس واحد.

هكذا، استفاق المتنيون صباح يوم الاثنين على أصداء «قنابل صوتية برتقالية» رميت في ملعب «برج حمود» متهمة القيادة الأرمنية بـ «التخاذل» في دعم اللوائح العونية ورفدها بالبلوك الانتخابي المتفق عليه، لا سيما أن هؤلاء جميعاً يعرفون أهمية «التدخل العسكري» للصوت الأرمني الذي بمقدوره تمييل الدفة من جانب الى آخر… أكثر من ذلك، يذهب أحدهم الى حدّ القول إنّ الصوت الأرمني هو المنتصر الوحيد في ساحل المتن الشمالي.

ولهذا راحت الماكينة الانتخابية للعونيين، أو بالأحرى «الماكينات الصغيرة» ــ لعدم وجود ماكينة واحدة مركزية ــ تنبش الأرقام والجداول بحثاً عن «الأدلة الجرمية» التي بمقدورها ادانة «تخلي» الطاشناق عن الرابية.

ففي انطلياس حيث يتواجد البلوك الأرمني الأكبر في الساحل، تفيد الماكينة العونية أنه تمّ «إلقاء القبض» على 254 صوتاً أرمنياً مجيّراً للائحة ايلي أبو جودة الخصمة، منها 210 أصوات للطاشناق، والبقية للهانشاك. أما لائحة ايلي صافي المدعومة من «التيار» فلم تحصل الا على 90 صوتاً أرمنياً، منها 33 من الطاشناق فقط.

وفي جل الديب التي شهدت موقعة عونية ـــ عونية فقد نال ريمون عطية المدعوم من المرّ 105 أصوات فيما منح خصمه ادوار ابو جودة 13 صوتاً فقط.

بنظر العونيين، المفاجأة حصلت لأنهم ناموا على وعود رسمية من جانب قيادة الطاشناق بالتصويت لمصلحتهم، أقله وفق الطريقة التي صوّت فيه الحزب في الاستحقاق البلدي السابق، حين وزّع أصواته بالمناصفة بين ميشال المر و «التيار». ولهذا يقولون، إن العونيين بنوا تحالفاتهم الساحلية على أساس أن الطشناق الى جانبهم، ولو بحدوده الدنيا… فناموا منتصرين واستيقظوا على وقع الخسارة.

ويزيدون أنّ «التيار» لم يواجه مثلاً هذه «الانتكاسة» في البلديات الأخرى في وسط وجرد المتن، حيث خاض معارك حقق فيها انتصارات ظاهرة للعيان في أكثر من موقع، وبوجه «أبو الياس» ومنها بسكنتا التي تعتبر خزّان الجرد وساحة مواجهة فعلية معه من دون «الإسناد» الأرمني، وانتهت الى فوز التيار بـ8 أعضاء مقابل 7 للخصوم.

ومع ذلك، لا يجوز تحميل الأرمن مسؤولية الخسائر التي مني بها «التيار» الوطني الحر في ساحل المتن الشمالي كما يرى أحد المتابعين، وإن كان بمقدور أصوات الطاشناق أن تغيّر المعادلة وتجيّر الفوز النظيف لمصلحة اللوائح البرتقالية، فيما لو أرادت القيادة الأرمنية ذلك… إذ إنّ قيادة «التيار» تتحمل بدورها قسطاً لا بأس به من المسؤولية، وذلك للأسباب الآتية:

– التعامل مع الاستحقاق البلدي في الساحل على طريقة وفق الطلب «a la carte»، فكان التفاهم «حلالاً» في بعض البلديات مع «ابو الياس» وكان «حراماً» في مواقع أخرى، ما أفقد المعركة نكهتها السياسية وسمح بالتفلتات الحزبية، خصوصاً أنّه بدا أنّ هناك ميلاً للتعاطي ببراغماتية مع النتائج، فمهما كانت الجهة المنتصرة سيكون للعونيين حصتهم في المجالس البلدية المنتخبة.

– ترك ازدواجية الترشيحات البرتقالية تأخذ مداها، فصار للتيار صنفين من اللوائح، واحدة «شرعية» تتبناها القيادة وتخوض معركتها، وأخرى «لقيطة» – تفاهمية مع الخصوم.

– في سن الفيل، جل الديب، انطلياس، الضبيه، ضمت لوائح الخصوم مرشحين عونيين، أغلبيتهم يحملون بطاقات حزبية، ومدعومين من نواب أو مرشحين أو حتى أعضاء في مجلس قضاء «التيار»، كما حالة انطلياس مثلاً. ولهذا كان الشرخ العوني العمودي صارخاً ومساهماً في إضعاف لوائح «التيار» الرسمية.

– المعارك الشخصية التي خاضها أعضاء هيئة قضاء المتن في «التيار» المرشحون (سن الفيل، جل الديب، الضبيه، المتين)، والتي قد تكون سبباً في تشتت الجهود البرتقالية على مستوى القضاء ككل.

– رفضها الاقتناع بأنّ الطاشناق لن يتخلى عن حليفه العتيق «أبو الياس» خصوصاً في هذه المرحلة «الانتقالية» بالذات، وهو لذلك سيجيّر كل قوته المتنية لمصلحة العمارة… فشُيدت قصور الحسابات الانتخابية على الرمال.

فهل حصل هذا السيناريو بـ «قبة باط» من جانب الرابية، ربطاً بالحسابات الرئاسية؟

يجزم أحد المعنيين بأنّ الجنرال ميشال عون خاض معركة الساحل بشمولية، بدليل اصراره مرة واثنتين وثلاثا على حليفه الأرمني كي يصب بلوك أصواته لمصلحة اللوائح المدعومة رسمياً من جانب الرابية، وبالتالي لا رابط بين الرئاسة وساحل المتن الا من باب السعي لضرب ترشيح الجنرال أسوة بما حصل في جونيه. وهو الذي أكد في أكثر من مناسبة أنها معركة اتحاد البلديات وقاد المواجهات البلدية على هذا الأساس. وبالتالي إنّ خروج الأرمن عن التحالف مع «التيار» لم يكن «تواطؤاً» أو نتيجة تنسيق خفيّ كما يحاول البعض اظهاره.