IMLebanon

كيماويات لبنان: 50 سنة من التجاوزات

ChemLeb
عزة الحاج حسن

لم تقتصر أزمه شركة كيماويات لبنان على منع الجمارك إدخالها شحنة الحمض الكبريتي في النصف الاول من شهر نيسان الماضي فحسب بل في فتح باب تجاوزاتها العائدة الى نحو 50 سنة.
فالشركه التي يديرها الياس سكاف تستورد مواد كيماوية (سماد سوبر فوسفات ثلاثي مبرغل – سماد سوبر فوسفات احادي مبرغل – سماد سوبر فوسفات احادي بودرة – فوسفات احادي الكالسيوم – فوسفات ثنائي الكالسيوم – خليط فوسفات احادي وثنائي الكالسيوم – سلفات الالومين – حمض الكبريت – حمض الفوسفور) ثم تعيد تصدير غالبية الكميات المستوردة الى الخارج وتقوم بتصريف جزء منها في السوق اللبنانية.
ما حصل ان الشركه كانت تُدخل المواد المستوردة الى لبنان على مدار عشرات الأعوام دون مرورها في السياق القانوني المفروض عليها، لاسيما لجهة الحصول على تصاريح من وزارات الدفاع والاقتصاد والصحة، بالتوازي مع التهرب من تسديد الرسوم الجمركية والضرائب المفروضة على بعض المواد المستوردة خصوصاً تلك التي يتم ضخها في السوق اللبنانية، وذلك على مرأى من أعين الجمارك .
ولكن عند وصول شحنة الحمض الكبريتي ومواد اخرى خلال شهر نيسان الفائت وبعد التدقيق بمعاملات الشركة، تم منع إدخال الشحنة لارتكابها مخالفات إدارية وإخفاء معلومات وبيانات عن إداره الجمارك بهدف التهرب من دفع الرسوم القانونية وتقصير مدة وصول الشحنات، الأمر الذي أثار اهتمام رئيسة اقليم طرابلس في اداره الجمارك باسكال ايليا التي تم تعيينها حديثاً بدلا من إلياس خزاقة، فعمدت ايليا الى فتح ملفات الشركة القديمة، والعائدة الى عشرات السنين، ليتبيّن أن تاريخ الشركة في المخالفات الجمركية طويل جداً.
فبدأت شركه كيماويات لبنان – سلعاتا، رحلة المفاوضات مع إداره الجمارك للسماح لها بإدخال شحنتها المتوقفة، وتعهدها بتسوية الإجراءات القانونيه في ما بعد، ولكن ما كان من إدارة الجمارك سوى الرفض والإصرار على تسوية الاوضاع القانونية وسداد كافة المتوجبات والغرامات قبل إدخال أي شحنة.
وهنا يوضح رئيس الضابطة الجمركية العقيد خضر الجمل في حديثه الى “المدن” أن شركة كيماويات لبنان تعمل منذ 50 سنة بطريقة مخالفة للأصول الجمركية إن لناحية نقص الإجازات الواجب استحصالها من الوزارات المختصة او لجهة الإجراءات الجمركية التي تتطلب بعض التصويب، ويلمح الى أن تساهل المدراء الجمركيين الذي عملوا في الشمال في السنوات السابقة هو ما أوصل الشركة الى الوضع الراهن، ولكن الرئيسة الجديدة لإقليم طرابلس في إدارة الجمارك سلطت الضوء منذ استلامها مهامها على عمل شركة سلعاتا ووضعت حداً للمخالفات وللتساهل معها.
ويكشف الجمل أنه يتم “العمل على إصدار مذكرة من إدارة الجمارك بموافقة وزير المال تقضي بتسهيل عمل الشركة بشكل مؤقت واستثنائي ريثما تتم تسوية أوضاعها القانونية والتزام الآلية النظامية وتسديد كامل الغرامات المتوجبة عليها.
وكانت إدارة شركة كيماويات لبنان أعلنت منذ يومين عزمها الإقفال وصرف عمالها وموظفيها، بعد إصرار إدارة الجمارك على موقفها، الأمر الذي وصفه مصدر في جمعية الصناعيين بـ”محاولة الضغط” على إدارة الجمارك ووزارة المال مؤكداً أن تحرّك العمال الذي تبع إعلان الشركة بالإقفال، جاء بإيعاز من إدارتها وليس عفوياً، ويجزم المصدر أن لا نية إطلاقاً بإقفال الشركة بل سيتم تسوية أوضاعها القانونية والاستمرار بعملها.