IMLebanon

صدمة في تنورين… التحالفات تنقلب رأساً على عقب

tannourine

 

 

كتب الان سركيس في صحيفة “الجمهورية”:

انقلب المشهد في تنورين رأساً على عقب منذ بداية الحديث في الإنتخابات، فما كان مرفوضاً منذ شهر بات مقبولاً اليوم، حتى إنّ التحالفات التنوريّة أحدثت صدمة كبيرة خصوصاً في أوساط عائلة حرب، كبرى عائلات البلدة.

ساهمت لعبة الكرّ والفرّ بين الأحزاب وبعض العائلات من جهة، ووزير الإتصالات بطرس حرب من جهة ثانية في تبدّل المشهد التنّوري بعدما ظنّ الجميع أنّ تنورين ستبقى خارج دائرة الإصطفافات الحادّة، لكنّه يبدو أنّ معركتها المقبلة لن تقلّ حماوة عن معركة زحلة وأقضية جبل لبنان.

كان وقعُ خبر تحالف الوزير حرب مع خصمه التاريخي بهاء حرب الذي نافسه في إنتخابات 1996 النيابية مفاجئاً على تنورين والجوار، خصوصاً أنّ أنصار حرب، وعندما كانوا يريدون التعبير عن عدم إلتزام أحد المناصرين معهم يقولون له «أنت مع بهاء»، في المقابل ترى الأحزاب والعائلات أنها حققت أوّل إنتصارٍ على الوزير حرب، فمجرّد قبوله بترأس شخص من عائلة حرب البلدية بعدما كان يوزّعها على العائلات الأخرى يُعتبر إنجازاً قبل بداية المعركة.

رسى المشهدُ الإنتخابي في تنورين على الآتي: الوزير حرب قرّر إعطاء رئاسة البلدية 3 سنوات بالتساوي بين بهاء حرب وسامي يوسف مراد، وبذلك يكون قد وضع على رأس لائحته شخصين من كبريات عائلات تنورين وسحب الذريعة من قسم من آل حرب، في المقابل، فإنّ تحالف «القوّات اللبنانية» و»التيار الوطني الحرّ» والعائلات شكّل لائحة مكتملة برئاسة العميد المتقاعد أيوب حرب ونيابة وجدي مراد وأطلق عليها إسم «تنورين بتجمعنا».

ومع الإستعداد ليوم الأحد 29 أيار، تبدي أوساط لائحة «تنورين بتجمعنا» تفاجؤها من قرار حرب تأليف لائحة في تنورين وعلى راسها شخصان محسوبان على تيار «المستقبل»، وتتساءل: «كيف يريد حرب إبعاد الأحزاب المسيحية من تنورين وفي المقابل يسلّم قرارها وبلديّتها الى «المستقبل» ويبني تحالفاتٍ غريبة عجيبة؟»

وفي هذا الإطار، يؤكد رئيس لائحة «تنورين بتجمعنا» أيوب حرب لـ«الجمهورية» أنّ «بهاء حرب هو على تنسيقٍ تام مع تيار «المستقبل» في تنورين»، مشيراً الى أنه «يخوض معركة إنمائية، فهدفنا هو رفع الحرمان عن تنورين والعائلات جميعها تدعمنا».

ويرى أنّ «تحالف بطرس حرب مع بهاء هو من أجل الفوز على رغم أنه فاجأ عائلة حرب، لكنّ الصناديق تحكم ما إذا كانت خيارات حرب صائبة». ويلفت الى أنّ «الجميع في تنورين يتوقون للتغيير، فمنذ الـ2010 لم تحصل إنتخاباتٌ وهناك جيلٌ شاب قد صعد وستكون له الكلمة الفصل في انتخابات بلدته».

وكتعبيرٍ عن رفض الحدّية التي أخذتها معركة تنورين، قرّر نائب رئيس جامعة اللويزة الدكتور سهيل مطر عدم الترشّح لرئاسة البلدية، إذ يقول لـ«الجمهوريّة»: «عُرضت عليّ رئاسة البلدية، وإشترطت أن أشكّل فريق عمل متجانساً من النخب التنورية، لكن عندما رأيتُ أنّ الأمور ذاهبة بمنطق المحاصصة والمواجهة قرّرت عدم ترؤس مثل هكذا بلديات لأنّ هدفي إنماء بلدتي».

وفي هذا الوقت، تتكثف الإجتماعات العائلية والسياسية في تنورين، حيث إجتمعت عائلة مراد في منزل الدكتور جورج مراد في عوكر بحضور العميد المتقاعد شامل روكز، وقرّرت تسمية جورج شلهوب إذا كان الوزير حرب يريد التوافق، لكنّ الأمور لم تصل الى خواتيمها السعيدة فقرّر قسمٌ كبير منهم دعم لائحة «تنورين بتجمعنا» المواجهة للائحة حرب.

بدورهم، آل طربيه عقدوا إجتماعاً منذ يومين في منزل فيليب طربيه وكان الإتجاه لدعم لائحة «تنورين بتجمعنا»، وكذلك الأمر بالنسبة لآل يونس، حيث عقدوا إجتماعاً الأحد الماضي في منزل نبيل لطوف يونس وبحضور نبيل مانويل يونس وكان الإتجاه أيضاً لدعم اللائحة المواجهة للائحة حرب.

وبما أنّ موقف العائلات بات شبه واضح، إلّا أنّ الصراع الأساس بات على جذب أصوات آل حرب، فمن جهة لا يرغب قسمٌ كبير منهم بكسر الوزير بطرس حرب صاحب التاريخ الخدماتي الطويل في البلدة، ومن جهة ثانية فإنّ التحالفات الجديدة سبّبت إرباكاً عند البعض، ووسط تراشق الإتهامات السياسية، ينفي بهاء حرب «كلّ الاتهامات التي تقول إنه قيادي في تيار «المستقبل» أو ناشطٌ فيه»، لافتاً الى أنه «ترشح الى الانتخابات النيابية عام 1996 على لائحة «المستقبل»، لكنّ هذا الأمر حصل منذ 20 سنة فيما أنا صديق مع الجميع».

لا يُنكر حرب أنّ «تحالفه مع الوزير حرب أحدث صدمة داخل الأوساط التنورية»، لكنه يؤكد أنّ «هذا التحالف أتى نتيجة المصالحة المسيحية، فـ«القوات» و«التيار» تصالحا وبينهما حربُ إلغاء وصراع كبير، فلذلك أهون علينا أن أتصالح مع بطرس حرب لأننا نسعى الى إنماء بلدتنا وتاريخي يشهد على ذلك».

وأكد أنّ «حلفه مع حرب هو إنمائي وليس سياسياً فأنا قلتها سابقا: لا أريد أيّ منصب نيابي»، مشدّداً على أنّ «أيوب حرب هو قريبي، لكنّ ترشيحي لا يعني ضربه بل إنّ كلّ هدفي الإنماء والمصالحة بين العائلات».

باتت العائلات في تنورين جزءاً من الصراع السياسي الكبير، فجَمْع الوزير حرب عائلتين معه لا يعني أنّ المعركة حُسمت، كما أنّ تركيز الأحزاب والعائلات على الأداء الخدماتي فقط لا يحسم المعركة. وقد برز كلامٌ داخل عائلة مراد عن أنّ سامي يوسف الذي إختاره حرب لترؤّس اللائحة لا يمثّل عائلته بل هو مناصر لحرب خصوصاً أنّ العائلة سمّت جورج شلهوب.

وفي السياق، يشير يوسف لـ«الجمهورية» الى أنه «مجرد ترشحه على لائحة الوزير حرب هو مصالحة بين العائلات التنورية، وقد عمل حرب على جمع هذه العائلات وقد نجحنا، وعندما نصل الى تقاسم الولاية الرئاسية لمدة 3 سنوات مع إبن حرب فهذا يعني أنّ كلّ جهود الخيّرين في تنورين وعلى رأسهم حرب قد أثمرت». ويؤكد أنه «يمثل آل مراد وأنا كنتُ رئيساً لرابطة العائلة لتسع سنوات وأعمل في الشأن العام وفي نوادي تنورين وعلاقتي جيدة مع الجميع».

ويلفت الى أنه «ترشّح على أساس برنامج إنمائي لمصلحة تنورين، ولائحتنا تضمّ نخبة من الفعاليات التي تعمل لمصلحة البلدة»، مؤكداً أنّ «من أحد أهم أهدافنا هو جلب المستثمرين للقيام بمشاريع تثبّت الناس في بلدتهم»، داعياً المواطنين الى التصويت من أجل خير البلدة بعيداً من الحسابات السياسية»، ونافياً أن «يكون منتمياً الى تيار «المستقبل».

سيستخدم كلُّ فريق أدواته، لكن يبقى الإنماء هو أساس كلّ المعارك خصوصاً أنّ تنورين هي بأمس الحاجة للتطوير، لكن وعلى رغم حدّة الإنتخابات تبقى المحاسبة هي الأساس لكي لا يكرّر المواطن غلطته كلّ 6 سنوات وينجرّ وراءَ غريزته ومشاعره التي لا تنمّي منطقة أو تشقّ طريقاً وتطوّر بلدة».