أكد سفير المملكة العربية السعودية علي عواض عسيري القيادات تبادر الى حوار يختلف عن كل الحوارات السابقة عنوانه “انقاذ لبنان” لأن الوقت يمر والاخطار تزداد، والحرائق لا تزال تندلع وتتمدد، ولبنان لم يعد قادرا على الاحتمال، بعدما عانى ولا يزال من ضرر سياسي واقتصادي كبير بسبب شغور موقع رئاسة الجمهورية وغياب “حامي الدستور” الذي يعتبر انتخابه المدخل الأساسي الى الحلول كافة والى مرحلة جديدة تستكمل فيها الخطوات الدستورية لينتظم عمل المؤسسات وتستعيد الدولة قدراتها والحياة السياسية حيويتها من اجل خدمة الوطن والمواطن.
عسيري وخلال مأدبة عشاء في دار السكن في اليرزة، حضرها العديد من الشخصيات اللبنانية البارزة قال: “ان شغور رئاسة الجمهورية يوشك على دخول عامه الثالث وكلما طال تقترب الدولة والمؤسسات من حافة الهاوية، فمن موقعي الأخوي اناشدكم ان توجدوا الارادة السياسية والحلول التوافقية لهذا الملف بحيث يحل عيد الفطر المبارك ويكون للبنان رئيس عتيد يقود السفينة الى ميناء الطمأنينة والازدهار ويحقق آمال وتطلعات كافة اللبنانيين”.
وتابع: “تعرفون ان اشقاءكم العرب وفي طليعتهم ابناء المملكة العربية السعودية يواكبونكم بقلوبهم ويتطلعون الى اللحظة التي يتم فيها التوصل الى الحلول السياسية التي تريح الوضع العام في لبنان، فحبذا ان يشكل هذا اللقاء فاتحة هذا الامر بحيث تتخذ الحكومة اللبنانية مزيدا من الخطوات السياسية والأمنية التي تطمئن السياح العرب والأجانب وتؤكد أن السلطات اللبنانية لا تألو جهدا في اتخاذ الاجراءات كافة التي تشجع كل محبي لبنان على المجيء اليه الأمر الذي سينشط الدورة الاقتصادية ويعود بالنفع على قطاع الخدمات والوضع المالي العام، وقبل كل ذلك وبعده سيبقي لبنان في دائرة التواصل الطبيعي مع اشقائه العرب الذي تسعى بعض الجهات جاهدة الى بتره والى تشويه تاريخ العلاقات اللبنانية العربية وتغيير وجه لبنان وهويته وانتمائه”.
اقول بكل صراحة ان بعض الاصوات التي تستعمل اساليب التجييش وارتفاع النبرة لا تخدم مصلحة لبنان ولا تريدها اصلا وجل ما فعلته انها استجلبت الانعكاسات السلبية على الاقتصاد وعلى الوضع اللبناني عموما بعدما ربطت نفسها بشؤون اقليمية ومحاور لا تقيم اعتبارا الا لمصالحها الخاصة، فيما مصلحة الوطن تتطلب خلال هذه المرحلة ابعاده عن الملفات والتجاذبات الاقليمية كافة وعدم ربط مصيره بمصير أي طرف، وانما الانصراف الى معالجة قضاياه الداخلية واستنباط الحلول المفيدة بمعزل عما سيؤول اليه وضع نظام هنا او نظام هناك.
وأشار إلى أن المملكة العربية السعودية بقياداتها كافة كانت وستبقى الداعم الاساسي للوفاق الوطني والاستقرار السياسي والامني في لبنان ولصيغة العيش المشترك الاسلامي المسيحي وغير صحيح ما يشاع انها تخلت عن لبنان، فهذه ربما امنية البعض التي لن تتحقق، لأن العلاقات السعودية اللبنانية متجذرة في التاريخ وفي البعد الانساني الذي يجمع الدول والشعوب.
وختم السفير السعودي قائلاً: رجائي، كما رجاء كل محب للبنان، ان يشهد هذا المساء الحد الفاصل في القرارات. نعم للبنان الوحدة. نعم للبنان العيش المشترك. نعم للبنان المصالحة. نعم للبنان الرئيس الجديد. نعم للغد المشرق والسلام والاستقرار والازدهار، مع الأمل ان تكون الانتخابات البلدية التي تجري بكل رقي وديمقراطية فأل خير وخطوة في اتجاه اجراء الانتخابات الرئاسية والنيابية”.