Site icon IMLebanon

لهذه الأسباب .. «الكوستا برافا» وبرج حمود غير مُناسبين

costabravalandfill
ليال جرجس

مرة اخرى، يعود ملفّ النفايات إلى الواجهة، لكن هذه المرة من باب إقفال مطمر الناعمة.
فعند منتصف ليل الأربعاء الماضي، وبالتزامن مع انتهاء مهلة الشهرين التي حددها مجلس الوزراء لنقل النفايات القديمة المتراكمة من أزمة تموز الماضي، والبالغة 950 ألف طن، حسب تقديرات وزير الزراعة أكرم شهيب، الذي أشرف على الخطة الحكومية الطارئة اقفل المطمر نهائياً، فيما وعد شهيّب بتحويله الى «مساحة خضراء». وأكد أن الأزمة لن تتكرّر وأن اللبنانيين لن يروا نفايات مكدّسة في الشوارع بعد اليوم».
فيما ستستمر عمليات تجميع النفايات الجديدة في مساحات تم تخصيصها لها بالقرب من موقعي «الكوستا برافا» و«برج حمود» بعد ان يتم فرزها وتوضيبها في معمل الكرنتينا، من المنتظر بعد اقفال مطمر الناعمة، ان تعتمد قاعدة «المرآب» بحيث يتم تخصيص الى جانب كل مطمر مساحة تخزن النفايات فيها إلى حين الانتهاء من تحضير المطمر. وستتكدس النفايات في مرآب تلزيم انشاء كاسر الامواج وتغليف أرض المطمر، قبل البدء بعملية الطمر.
وتوقعت مصادر متابعة ان تستمر القدرة الاستيعابية للـ «الباركينغ» الموقت في الكوستا برافا وبرج حمود لمدة شهرين او ثلاثة اشهر، وهي المدة المقدرة لانتهاء اعمال الردم وامكان تحضير اول خلية لاستقبال النفايات، لا سيما في الكوستا برافا. اما في موقع برج حمود، وهو أكبر بكثير من الكوستا برافا، فقد يحصل تأخير لشهر اضافي.
ـ كلاّب : هدف الحكومة
رفع الحجر الثقيل عن عاتقها ـ
وفيما يخشى المواطن من عودة النفايات لتملأ الطرقات والشوارع في ظل عدم جهوزية مكبي برج حمود والكوستا برافا، وبعد إقفال مطمر الناعمة، أكدت الخبيرة البيئية د. فيفي كلاّب أن الخطر اليوم ليس عودة النفايات الى الطرقات، بل الروائح التي ستملأ الاجواء بعد شهرين او ثلاثة او ستة اشهر حين تتجمع الغازات والعُصارة.
وعند سؤالها عن مشروعي الكوستا برافا وبرج حمود بعد التأكيدات أن كاسر الامواج الذي سيتم انشاؤه سيعزل المكان عن المياه، شددت كلاّب في حديثٍ لـ «الديار» على ان موقع المكبين غير مناسب: فالكوستا برافا يشكل خطرا على الطيران المدني وموقع برج حمود غير مناسب بسبب أنانيب الغاز والنفط، اما عن الآثار البيئية الخطيرة، فاشارت الخبيرة البيئية الى انها لن تظهر الا بعد عدة اشهر، مضيفة انه «اذا افترضنا ان العازل كان جيداً مئة في المئة، ماذا سيفعلون بالعصارة والمياه المبتذلة التي تنتج من تحلل النفايات العضوية وهل من محطة تكرير في المكب؟ طبعاً لا فمحطة التكرير لم ترد في اي دفتر شروط».
والمشكلة ليست محصورة بالمياه، فعوضاً عن تجميع غاز الميتان وتحويله الى طاقة، سيبقى قنبلة موقوتة مهددة بالانفجار في اية لحظة.
وتساءلت كلاّب في حديثٍ لـ«الديار» عن أمان هذه المطامر، وخاصة الكوستابرافا الملاصق لمدرج الطائرات، مما يطرح تساؤلا حول سلامة الطيران المدني، من ناحيتين: الاولى ان الرائحة بدأت منذ اليوم تستقطب الطيور الكبيرة التي سيزداد عددها بشكل كبير عند فتح البالات، ومن المعلوم ان الطيور تمثل خطرا كبيراً على الطائرات خاصة اثناء الاقلاع والهبوط، اضافة الى ان تنفيس غاز الميتان بكمية كبيرة يعدّ كارثيا. هذا عدا الروائح الكريهة التي سيضطر السياح لاستنشاقها.
وفيما لفتت الى أن مشكلة النفايات ليست جديدة بل بدأت منذ 17 كانون الثاني 2014 عندما تظاهر اهالي الناعمة لاغلاق المطمر اي منذ سنة و8 اشهر، «لو تحركت الحكومة حينها لكانت بنيت المعامل وجهزت وبدأت بالعمل»، واعتبرت كلاّب ان هدف الحكومة رفع الحجر الثقيل المتمثل بملف النفايات عن عاتقها لاربع سنوات، فعندها لن يكونوا هم في الحكومة.
اما الحل الانسب لهذه الازمة فربطته كلاّب بالبلديات الجديدة واتحادات البلديات التي وان قررت العمل بامكانها خلال 6 اشهر اختيار مواقع بعيدة عن السكن ومناسبة لانشاء معمل فرز وتصريف وطمر، خاصة وان المساعدات الاجنبية متوافرة بكثرة من أجل تأمين تمويل للمشاريع.