كتبت آمال خليل في صحيفة “الأخبار”:
بين تجديد الولاء والتغيير يوم الاحد، شعرة. جنوباً، أقصى أمنيات المرشحين المعارضين للوائح حزب الله وحركة أمل تسجيل خروقات، لغايات متباينة، من خدمة الناس الى إثبات الحضور. لكن لجزين وصيدا غايات أخرى. عروس الشلال ستضع النقاط على الحروف بين الإخوة الأعداء وترسم حدودهم في ما بينهم. أما في بوابة الجنوب، فالانتخابات البلدية معركة نهج ضد الفساد والمفسدين. التيار الوطني شحذ الهمم ليعوّض، لنفسه وللناس، ما فاته بعد تراخ طويل.
أعلن حزب الله وحركة أمل، مساء أمس، أسماء أعضاء لائحة التنمية والوفاء في النبطية باحتفال في الحسينية. الدعوات التي وجّهها ناشطون في الماكينة الانتخابية لمرشحي الحزب في اللائحة (12 من أصل 21 عضواً من بينهم الرئيس)، للمشاركة في الإحتفال كان نصها: “يا شعب المقاومة، يا أشرف الناس، لبّوا النداء.
فالولاء لدم الشهداء قد حان. لنعلن معاً لائحة التوافق في حسينية مدينة الإمام”. لم يكن ذلك النص المعتمد من قبل الماكينة الإنتخابية لمرشحي “أمل”. التعديل أدخل “الرئيس نبيه بري ونهج الإمام الصدر”. أما بعض المواقع الإخبارية المحلية وصفحات التواصل الإجتماعي في النبطية، فاجتزأت من النص فقرة الاحتفال وزمانه ومكانه، متجنبة تحميله شعارات حزبية للثنائي. الإسقاط الحزبي والعقائدي والديني بات اعتيادياً كجزء من الحملات الإنتخابية. نظرة على الحملات الفايسبوكية تظهر في دورتي 2010 و2016، أن المرشحين الحزبيين والمستقلين الذين ترشحوا في وجه لوائح الحزب والحركة في الجنوب صاروا عند البعض إما “عملاء لإسرائيل والجماعات التكفيرية” أو”متآمرين على المقاومة”. لكن الإنتخابات الحالية اكتسبت “موضة” إضافية: “مشاركة حزب الله بالقتال في سوريا”. وصارت صور الشهداء الذين سقطوا في التصدي للجماعات الإرهابية في سوريا، من ضمن الحملات الإنتخابية في بعض البلديات الجنوبية. إلقاء الشبهة على المرشحين المعارضين، استدعى حملات مضادة ترفض المزايدة على المقاومة والشهداء. “كل أهل الجنوب مقاومون جنباً إلى جنب مع حزب الله”.
في مكتبه في النبطية، يبدو مسؤول العمل البلدي في حزب الله في الجنوب والنبطية حاتم حرب غائباً عن سمع مستخدمي المقاومة ودماء الشهداء في التهويل على المرشحين المعارضين. “في حملاتنا الإنتخابية، لا توجد شعارات فيها ذكر للمقاومة ودماء الشهداء. كلها حول التنمية” يقول.
يرفض على نحو قاطع إقحامهم بالإنتخابات البلدية. “شو خص المقاومة والشهداء؟! كل أهلنا مع المقاومة”. يرى أن ما يحصل “تنافس انتخابي. الأخ وشقيقه ترشحا في وجه بعضهما بعضا، وأشخاص محسوبون على الحزب ترشحوا أيضاً”.
يدعم حرب حرية التعبير والحق لأي كان بالترشح مع التوافق أم ضده، لكنه يستدرك قائلاً: “هؤلاء المعترضون على تجربة بلديات التوافق، كم واحداً منهم ترشح؟”. يعطي مثالاً مدينة النبطية التي يعد اهلها بالآلاف: المجلس البلدي من 21 مقعداً، ترشح 12 شخصاً فقط لينافسوا لائحة التحالف. يجزم بأن 90 في المئة من الأهالي راضون ومباركون للتوافق بين أمل والحزب في البلديات. عدد المرشحين القلة وندرة وجود لوائح مكتملة في وجه لوائح التوافق ونتائج انتخايات 2010 وتزكية 32 بلدية حتى الآن في الجنوب والنبطية “دلائل على الرضى” يقول. عام 2010، فازت 35 بلدية بالتزكية في محافظة النبطية. “من الآن حتى الأحد، ذروة التزكية”. يعول على انسحاب المزيد من المرشحين المعترضين قبيل الإنتخابات. “نحن لا نضغط. الناس ينسحبون بعد أن تقدر الموقف الإنتخابي”.
من أين يأتي الإعتراض؟ حرب يدير العمل البلدي في الحزب جنوباً منذ ست سنوات. يؤكد أن ما يزيد على مئة بلدية حققت “تنمية كبيرة في ظل التعاون مع “أمل” وفي غياب الحكومة ومحدودية الإمكانات. التوافق كان فرصة للإنماء ومنح المنطقة مشاريع كبرى، لكن هناك ثغر”. مع ذلك، لا يجد حرب أن من بين الثغر، أن التجاذب بين بلدية النبطية المحسوبة على الحزب واتحاد بلديات الشقيف المحسوب على “أمل” أدى إلى تعثر العمل في معمل الكفور لمعالجة النفايات لأكثر من عام، بعدما ألغى الإتحاد مناقصة التشغيل التي فازت فيها شركة “معمار” المحسوبة على الحزب. “يحق للإتحاد أن يلغي المناقصة” يقول حرب. وعن تعثر المعمل بعد أسبوعين من تسلم شركة دنش تشغيله وتراكم النفايات في المنطقة ورميها في مكبات عشوائية، يؤكد أن أزمة النفايات على طريق الحل بعد البدء بإنشاء المطمر.
يترفع حرب عن كثير من الخلافات والثغرات التفصيلية. لكن لماذا يقاتل الحزب على جبهة البلديات أيضاً؟ “الهدف إنماء مناطقنا لمستقبل ومعيشة افضل. إنما نحن لا نقاتل في البلديات وليس لها خلفية سياسية. لكننا نحن في المقاومة، واجبنا كما نحضر في الجبهات، أن نحضر في خدمة وتنمية الناس. فجئنا لنخدم ناسنا، ونحن منهم، من خلال البلديات لأنه أقل الواجب وواجبنا أن نكون في البلديات”.
في تشكيلة هذا العام، لوحظ تكليف كثير من المنظمين في الحزب رئاسة اللوائح. “عادي. ليس أكثر من الدورات الماضية” يلفت. “القصة ليست قاعدة، إنما نختار الرئيس والأعضاء بحسب الكفاءة والإلتزام ونظافة الكف والحضور المستمر”. ماذا عن العائلات؟. “نجول عليها لاستشارتها باختيار المرشحين وأحياناً تكون الأسماء معروفة مسبقاً”.