IMLebanon

الاتصالات غير الشرعية: تسريبات ومبالغات

OGERO2
حسن يحي

طلب وزير الإتصالات بطرس حرب إجراء التحقيق في تسريب معلومات غير دقيقة حول عملية التحقيق الذي تجريه الوزارة في موضوع الإتصالات الهاتفية الدولية غير الشرعية، ولا سيما أن أي تسريب أي معلومات في هذه المرحلة قد يؤدي إلى عرقلة التحقيق وإخفاء معالم هذا التخابر. علما أن التحقيق ليس محصوراً بجهة واحدة بل يشمل التخابر الدولي غير الشرعي.

ومما تسرّب أن هناك عمليات قرصنة للتخابر الدولي بشكل غير شرعي بواسطة “refiling” عبر مجموعة الاشتراكات الهاتفية التي تبدأ من الرقم “04526000” حتى الرقم “04526099”. وتتم عملية “الريفايلينغ” من خلال قص الرابط الدولي للاتصالات إلى رابطين أو أكثر، وهي تمتاز بكلفة أقل من الرابط الرئيسي. وتعتمد الولايات المتحدة على هذا النظام في الاتصالات الدولية، فإذا أراد المواطن الأميركي الاتصال بالبرتغال مثلاً، فإن الاتصال يتم تحويله إلى ولايات مختلفة في أميركا، ثم إلى بريطانيا وصولاً إلى البرتغال. هذه العملية تتم بكلفة أقل من كلفة الاتصال مباشرة من أميركا إلى البرتغال.

وتقول الرواية “المسربّة” إن الأرقام المذكورة عملت على تحويل الاتصالات الخارجية التي ترد إلى لبنان عبر أجهزة متطورة لتعيد تحويلها إلى أرقام المشتركين اللبنانيين من خلال هذه الأرقام. وهذه العملية تشابه إلى حد ما فكرة “السنترال” الذي راج في السنوات الماضية وعملت الدولة على محاربته. وقد أشيرت أصابع الاتهام في تلك القرصنة إلى “ستديو فيزيون” شقيقة “تلفزيون المر”.

ويشرح أحد الخبراء التقنيين لـ”المدن” (فضل عدم الكشف عن اسمه) أن الأشخاص يقومون بشراء بطاقات اشتراك لاتصالات خارجية إلى لبنان بأسعار أرخص من الكلفة الموجودة في بلدهم، فيتصلون إلى خط داخل بريطانيا على سبيل المثال ويصار إلى تحويل الاتصال إلى لبنان عبر الانترنت في ما يعرف بـ”voice over IP”.

ويستغرب الخبير الحديث عن خسارة وهدر في أموال الخزينة اللبنانية، إذ غالباً ما يكون الخاسر الأبرز في هذه المعادلة هو الدولة التي جرى منها الاتصال في حال كانت تمنع هذا النوع من الاتصالات (VOIP)، مضيفاً أن الخسارة الفعلية ممكن أن تحدث في حال كان العكس هو ما يحدث.

يضيف أن دولاً كثيرة لم تمنع هذا النظام، إذ يعتبر قديماً ولم يعد هناك أي جدوى من منعه، فهناك خدمات وتطبيقات كثيرة استطاعت التفوق عليه، وهي عاملة أصلاً في لبنان كخدمة “واتساب” أو “سكايب” التي يُمكن من خلالها الاتصال بأي رقم في العالم وفقاً للتعرفة التي تضعها الشركة.