طوني رزق
كيف تنظر الهند الى منطقة الشرق الاوسط؟ انها تجد المنطقة مصدراً كبيراً للمال والسيولة وللامدادات النفطية والغاز، وذلك على رغم التوترات السياسية والعسكرية المتفاقمة. وتحاول الهند التنسيق والجمع بين علاقاتها مع كل من السعودية وايران في الوقت عينه، وتؤدي دوراً كبيراً بدعم اسعار النفط في المقابل.تنظر الهند الى منطقة الشرق الاوسط باهتمام كبير، ولا عجب في ذلك فالمنطقة غنية بالسيولة النقدية وبالنفط والغاز كما توفر وظائف لملايين الهنود وتحويلات نقدية بمليارات الدولارت سنوياً.
غير انّ الهند تدرك تماماً انّ المنطقة تعيش فوق بركان من التوترات السياسية والعسكرية وهي تحاول التوفيق بين علاقتها مع اسرائيل ومع الدول العربية المتواجهة مثل المملكة العربية السعودية وايران.
ويبقى الهدف الاول للهند هو ضمان الامدادات النفطية الضرورية للاقتصاد الهندي، خصوصاً انّ المنطقة تمدها بنحو 60 % من حاجتها من النفط والغاز.
كما تحتاج الهند كثيراً لجذب الاستثمارات الخليجية في بنيتها التحتية نظراً لافتقارها الشديد للاموال، خصوصاً انّ السعودية اعلنت مؤخراً انها سوف تنشىء صندوقاً استثمارياً بقيمة 3 تريليونات دولار ما يشجّع الهند لكي تكون شريكاً في هذا الصندوق وتوظيفاته.
وفي المقابل تسعى الهند لتوسيع علاقاتها التجارية مع ايران وخصوصاً على مستوى النفط في المستقبل، وعلى مستوى تعزيز التجارة والنقل البحري بين ايران والهند وأفغانستان.
من جهة اخرى يعمل في المنطقة نحو 7 ملايين عامل هندي وتتلقى الهند من الشرق الاوسط 50 % من التحويلات المالية السنوية من الخارج البالغة 72 مليار دولار اميركي، وذلك على رغم انّ العمال الهنود يعانون ظروف عمل قاسية ويواجهون مخاطر التوترات السياسية والامنية في المنطقة كما حدث في اليمن.
ومن الاهداف الهندية الاخرى هناك الإفادة من التقارب مع المملكة العربية السعودية للإفادة من صداقتها بغية إقناع باكستان بعدم تشجيع العمليات الارهابية التي تطال الهند التي مصدرها باكستان.
وفي المقابل، انّ الهند تعتبر من الدول المستوردة للنفط، التي تساهم في تعزيز الطلب، وبالتالي في دعم الاسعار.
الدولار يواصل الارتفاع
يبدو انّ الولايات المتحدة الاميركية تتجه لرفع اسعار الفائدة الشهر المقبل، الأمر الذي قرأته الاسواق وعكست ذلك في ارتفاع الدولار الاميركي للاسبوع الثالث على التوالي. يأتي ذلك بعدما كان الين الياباني قد ارتفع في مطلع الشهر الجاري الى اعلى مستوى له في 18 شهراً، ما
استدعى تحذيرات قوية بتدخل بنك اليابان.
وفي تداولات بعد ظهر أمس كان الدولار مرتفعاً 0,35 % الى 110,34 ين ياباني، وارتفع الدولار ايضاً بنسبة 0,07 % الى 0,9914 فرنك سويسري، وتراجع الجنيه الاسترليني 0,33 % الى 1,4564 دولار. امّا اليورو فكان متقدماً 0,18 % الى 1,1222 دولار.
الذهب الى تراجع
في المقابل اتجه الذهب لتسجيل أسوأ أداء في شهرين متأثراً بتوقعات رفع الفائدة الاميركية، غير انّ ذلك لم يحل دون تسجيل الذهب بعد ظهر امس بعض الانتعاش، إذ ارتفع 0,21 % الى 1257,40 دولاراً للأونصة كما زادت الفضة 0,35 % الى 16,55 دولاراً للأونصة.
وتبقى التوقعات سلبية جداً بالنسبة للذهب، إذ بدأ الكثيرون يفكرون جدياً في الخروج من التوظيفات في المعدن الاصفر. امّا اسعار النفط فكانت ضعيفة امس مع تحسّن الانتاج مجدداً وارتفاع الدولار، فكان نفط نايمكس منخفضاً 0,35 % الى 47,99 دولاراً للبرميل كما كان نفط برنت الخام منخفضاً %0,51 الى 48,56 دولاراً.
بورصات الاسهم
أقفلت البورصات الاسيوية على ارتفاع أمس متجاهلة توقعات رفع الفائدة، فزاد مؤشر نيكي 0,54 % الى 16736 نقطة، وزاد مؤشر شانغهاي 0,61 % الى 1826 نقطة ومؤشر هانغ سنغ 0,80 % الى 19852 نقطة، كذلك ارتفعت البورصات الاوروبية فزاد مؤشر داكس الالماني 0,89 % الى 9883 نقطة وفوتسي البريطاني 1,33 % الى 6134 نقطة وكاك الفرنسي 1,12 % الى 4330 نقطة.
واتجهت بورصة وول ستريت الاميركية للفتح على ارتفاع على رغم تسجيل مؤشري داو جونز وستاندرد اند بورز اوّل خسارة متتالية لأربعة اسابيع منذ العام 2004، وكانت مؤشرات الاسهم الاميركية مرتفعة 0,29 % الى 17499 لداو جونز و2045 لستاندرد اند بورز و4336 لناسداك.
بورصة بيروت
امّا بورصة بيروت فبقيت في دائرة الضعف مع تداول 84535 سهماً بقيمة إجمالية 977224 دولاراً، ومع تبادل 38 عملية بيع وشراء لـ 12 سهماً متنوعاً، ومع بقاء اسهم سوليدير دون الـ10 دولارات. وذلك على رغم ارتفاع الفئة (أ) 1,43 % الى 9,93 دولارات واستقرار الفئة (ب) على 9,80 دولارات.
وتراجعت خمسة اسهم كان أبرزها سهم بنك بيروت الفئة (J) الذي انخفض 4,71 % الى 25,25 دولاراً عقب توزيع الارباح السنوية، وانخفضت اسهم بلوم فئة (GDR) والعادية و(2011) وأسهم عودة العادية.