لفت عضو اللقاء الديموقراطي النائب انطوان سعد الى انه ما من شك في ان الاحزاب المسيحية من التيار الوطني الحر الى القوات اللبنانية والكتائب كذلك باقي القوى قدمت في الانتخابات البلدية والاختيارية استعراضا تحالفيا غير مسبوق في مشهدية رسمت صورة غير واضحة عن مسار التحالفات المتناقضة والتي شهدت خلطة عجيبة غريبة في البلديات.
ومن الأمثلة التي يقدمها اللواء سعد على ذلك تحالف في المتن بين الكتائب والنائب ميشال المر ردا على تفاهم معراب وخوفا من اكتساح الثنائي الماروني لبلدات هذا القضاء.
ومن الأمثلة ايضا تحالف بين النائب المر والقوات في قرى متنية عدة وتحالف بينه وبين التيار في قرى اخرى كذلك مع حزب الطاشناق في برج حمود فأدى هذا الأمر الى التزكية.
وقال سعد لصحيفة “الأنباء” الكويتية انه ومثلما حصل في الاشرفية فقد اصيب جسم التيار الوطني الحر بالتفسخ البلدي في جل الديب حيث دعم النائب نبيل نقولا لائحة ريمون عطية التي فازت بينما انضم رئيس هيئة التيار في المتن هشام كنج الى لائحة الدرة زرد مدعوما من النائب ابراهيم كنعان.
أما حزب الكتائب ودائما حسب اللواء سعد فقد حاول ان يقدم تجربة مختلفة عبر تغليب العامل الإنمائي على البعد السياسي في هذه الانتخابات منطلقا في تحالفاته من هذا المعيار بالدرجة الأولى وقد تمكن من الفوز في الكثير من البلديات والاستحواذ على مقاعد في بلديات اخرى بتحالفات خضعت ايضا لخصوصية كل بلدة.
ومن نتائج هذه الانتخابات يتابع سعد ان تحالف معراب بين القوات والتيار لم يترجم فعليا في الكثير من البلدات داخل صناديق الاقتراع فأسقطت الانتخابات البلدية عنوان وشعار الأغلبية المسيحية والأكثرية التي كرسها هذا التحالف في اول اختبار شعبي له وأول استحقاق ديموقراطي بعيد انجازه.
ومن خلاصات هذه الانتخابات ان معركة جونيه كسرت ما كان العماد ميشال عون يعتبره استحواذه على 70% من المسيحيين فقد سجلت هذه المعركة حضورا قويا للعائلات والشخصيات السياسية، وخصوصيات المرجعيات المسيحية التي اثبتت قدرتها على الصمود في وجه التكتلات الحزبية والسياسية.
ويشير اللواء سعد الى ان اللافت في قضائي الشوف وعاليه كان التنسيق بين العائلات المسيحية وبين اللقاء الديموقراطي والحزب الاشتراكي، حيث ترك للعائلات ان تختار مرشحيها وحيث تم الحفاظ على التمثيل المسيحي الصحيح اضافة الى نسج التحالفات بين الاشتراكي والقوات والتيار والكتائب.
من هنا يتابع اللواء سعد فإن سخونة المعارك الانتخابية التي شهدتها هذه الانتخابات في جبل لبنان كانت دليلا اضافيا على فاعلية الحراك الحزبي والعائلي والشعبي الذي شكل علامة فارقة في الحضور المسيحي مع بلوغ نسبة الاقتراع 56% موضحا ان الشهية التي كانت مفتوحة على الاقتراع تفاعلت فيها الحوافز السياسية والعائلية مع تشوق الناس الى ممارسة الحق الديموقراطي بعد تعثر المسار الديموقراطي في خلال السنوات الماضية من الانتخابات النيابية الى رئاسة الجمهورية.